مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

للإنسانية أميراً وللعمل التطوعي والخيري انموذجاً

ناصر أحمد العمار
2014/11/04   10:04 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تحول العمل الإنساني الكويتي إلى منهج تنموي يسعى لانتشال المحتاجين من مستنقعات الفقر


أعجبني قول أحد البلغاء عندما قال: الناس لحم ودم لولا الهمم. ومن رزقه الله همة عالية، تخطت به أسوار الأماني، واقتحمت به الشدائد، لأنه دائماً في اندفاع وَتَوثب.
العمل الخيري التطوعي الانساني في دولة الكويت سمة بارزة من سمات الدولة، والباحث في التاريخ التطوري لهذا المجال، يجد ذلك الأنموذج الرائع كما ونوعاً في العطاء والبذل والاثار من خلال الجهود الجبارة التي قدمها أبناء الكويت لمجتمعهم وللأمم والشعوب الأخرى حكاما ومحكومين. اختطت مآثر الكويتيين في صفحات الماضي والحاضر بأحرف من نور قصص وحكايات وتضحيات انصب الكثير منها في المساعدات الخيرية والانسانية التي قدمها أبناء الكويت في الماضي والحاضر.. منها:
ما ذكره العديد من المؤرخين منهم: الاخ/ عادل محمد العبد المغني، د•غانم سلطان، الاستاذ/ حمدالرجيب (مسافر في شرايين الكويت - في احد اصداراته عن مسيرة العطاء للعمل الانساني) والدكتور/ خالد الشطي.. العمل التطوعي في الشريعة الاسلامية وأثره في تنمية المجتمع مع التجربة الكويتية (رسالة دكتوراه).
حيث كتبوا الكثير عن الإضاءات المشَرفة اختار اليسير منها:
- المساعدات المقدمة للقبائل، والدول المنكوبة قديما، فرغم قلة ذات اليد في ذلك الزمان، الا انهم أجزلوا العطاء.
- فزع أهل الكويت فزعة رجل واحد حين أصابت الكويت عدة نكبات وكوارث منها ازمة الهيلق (اسم اصطلاحي) بين الأعوام (1366-1285 هجرية / 1946/1868 ميلادي).
حدثت مجاعة عظيمة في منطقة الجزيرة العربية وبلاد فارس استمرت ثلاث سنوات حتى سنة 1871 ميلادي، وقد اصابت هذه المجاعة الكويت، وتسببت بهلاك بعض الكويتيين بسبب الجوع.وقد استطاع الكويتيون ان يتجاوزوا هذه المحنة بفضل الله ثم بفضل بعض المحسنين منهم، حيث قام المحسنون في ذاك الوقت بمساعدة المحتاجين بما يملكون من مال، وتوزيع الطعام في الاسواق والطرقات، حتى من الله برحمته على عباده وكان التكاتف والتكافل الاجتماعي صفة الكويتيين ولا تزال حتى اثبتها الكويتيون ايام الغزو الصدامي الغاشم على البلاد.
- في عام 1872م (قبل 140 سنة تقريباً) غرقت سفن كثيرة لأهل الكويت ففزع الناس لمساعدة المتضررين وقدموا صورة نادرة لشعب تجرد من ذاته لنصرة اخوانه المحتاجين.
- مساعدة واغاثة الدولة العثمانية في حريق (اسطانبول) الذي وقع عام 1910م، وتبّرع الكويت السخي آنذاك، واهداء الدولة العثمانية لحاكم الكويت وسام (مجيدي) من الدرجة الأولى.
- 1934م تسمى بسنة (الهدامة) تهدمت بيوت كثيرة للكويتين ففزع أهل الكويت لنجدة أصحابها.
- في عام 1934م قامت الكويت بعمل انساني لنجدة فلسطين وتقديم التبرعات المادية والعينية الى العديد من الدول الى يومنا هذا من خلال المؤسسات الخيرية الكويتية المصرح لها، الأمر الذي أعجب العالم والمفكرين والأدباء والمؤرخين، حتى حذا حذوها العديد من مؤسسات العمل الخيري الانساني في دول العالم الآخر لتصبح مؤسساتنا الخيرية الكويتية مدرسة ذات منهج انساني خيري فريد.
وفي السنوات الاخيرة تحققت نقلة نوعية في استراتيجية العمل التطوعي الخيري الكويتي بتحوله من العمل الخدماتي والعمل الاغاثي القائم على تزويد الفقراء والمحتاجين من الطعام والمأكل والخيام والملابس، الى عمل تنموي رائد في شتى بقاع المعمورة ليتحول العمل الانساني الخيري الكويتي الى منهج عمل تنموي يسعى لانتشال الفقراء والمحتاجين من مستنقعات الفقر والامراض وتحويلهم الى شعوب منتجة تعتمد على نفسها من خلال رؤى انسانية حضارية، واعادة قدرات وامكانية الفرد من خلال بسط التعليم وبناء المدن والقرى وتشييد المستشفيات والمعاهد ومجمعات الايتام وبناء دور الرعاية وكفالة الايتام حتى ان بعض الدول المستفيدة قامت بربط قرى الفقراء التي عمرها الكويتيون بالعواصم والمدن الرئيسة من خلال شق الطرق وتعبيدها ومدها بالكهرباء ومكونات الحياة المعيشية الاعتيادية البسيطة الاخرى التي كانت عصية عليها قبل قدوم الكويتيين وادراجها ضمن خططها وموازناتها العامة بعد ان دبت بها الحياة وتوافرت أسس وقواعد تحافظ على الانسان آدميته وكرامته، بعد ان هزمته الامراض واصطلى بجحيم الفقر والهلاك.انه لدليل على استمرار عطاء اهل الكويت وتقديم احد صور الشكر والامتنان لخالقهم على ما أغدق عليهم من الخيرات والنعم، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى «ولئن شكرتم لأزيدنكم» لا اساس ولا وجود لهذا التأريخ، ولن تكون هناك ومضة تضيئ سماء مجدك يا كويت الخير والعطاء لولا ان من كان يتربع على عرش سياستنا الخارجية ربان مثلك يا أمير الانسانية، عضيده للخير مباركا وهاديا جابر الخير والعطاء طيب الله ثراه، سطر في دروب الخير قناديل أضاءت للمانحين والمحسنين طرقا جهلتها خرائط العالم. سندهم مؤسساتنا الخيرية التي اتمت منهاج العمل التطوعي الخيري منذ اكثر من خمسين عاماً لتضيف حروفاً في صفحات بيضاء يتباهى بها الكويتي والمقيم، لتتضاعف أموال الخير وتنصب بأفواه الجياع والثكالى والأيتام وتنهض بها شعوب بائسة وتلتقي على شواطئ الرحمة والمسرة.. لتكمل مشوار حياة.

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1144.0021
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top