مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

المختلف من الرأي لاحتفالات فبراير في الشوارع والحي

ناصر أحمد العمار
2014/02/09   09:10 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

إنه أحد مقاييس الولاء التي نعيش ونتلمس مظاهرها هذه الأيام


تعددت احتفالاتنا هذا العام كماً ونوعاً، ونشطت مشكورة جميع الجهات المكلفة تنظيم فعاليات أعيادنا الوطنية وعيد التحرير، فنظمت باقتدار البرامج والفعاليات بما يتوافق ومكانة وقدر المناسبة. مثل غيري شاهدت وتعايشت وتفاعلت مع العديد من مظاهر الفرح في بلدي، شارع سالم المبارك دشّن الاحتفالات الوطنية بكرنفال منوع اختلطت فيه (الوناسة) بألوان الطيف التي كسرت حدة التعاسة المتشبثة بجدار الصمت الفاصل بين (ضيقة الخلق والانبساط البريء) لتحتل ابتسامة الوجوه السعيدة مكان تسلط كابوس الحزن المزمن، يومها عثرنا على منابع الفرح المفقود الهارب مع رياح الشمال الحارة!! شوارع المباركية تكتظ هي الأخرى بفعاليات عدة، تزهو مرحا وبهجة (الله لا يغير علينا) فتحولت الأسواق إلى ما أشبه (بالكرنفالات العالمية الكبرى) العائلات والأسر والأطفال والشيوخ والعجائز اتوا من كل حدب وصوب طمعاً وشوقاً بالفرح الذي كان.. مفقوداً، الجزيرة الخضرة ما عادت خضراء انها أشبه ما تكون بجزيرة الأحلام بعد أن تحولت إلى لوحة جمالية تنادي كل عاشق لتراب الكويت، تجتذبنا لسماع احد فصول أنشودة وطن النهار... هناك يعزف لحنا خالداً في حب الوطن ينثر ربيعا يانعاً على شواطئ الهول واليامال تعكس للقاصي والداني جوانب العشق الداخلي المستقر في خلجات نفوس الكويتيين، غارت جزر كل بحار ومحيطات العالم بجمال روعتها وسحر رونقها، تصدر المرح والفرح بأنواعه البريئة إلى كل محب لوطنه، هكذا فعل (قروب) قناة وجريدة «الوطن» والعاملون في هذا القطاع الإعلامي الوطني المتميز، ليضرب لنا مثالا يحتذى به في تحقيق الشراكة المجتمعية عندما حولوا هذه الجزيرة بالتعاون مع الجهات المعنية إلى لؤلؤة تعانق شواطئ الكويت، انها مشاركة مجتمعية بنكهة وطنية عالية الجودة، قرية (كويتي وافتخر) تنقل الأجيال الحاضرة لملامسة ماضي الكويت فهي أشبه ما يكون نافذة يطل من خلالها الجيل الجديد على حقبة زمنية من ماضي الكويت، لكن القرية الترابية حدث مهم عندما اعلن عنها بأنها اكبر قرية رملية في العالم تعكس ثقافة المختلف من كوكبنا، تماماً مثلما عكست ارادة اصحاب القرار (إذا اشتهوا عملوا المعجزات)، المجمعات التجارية اكتست بمظاهر جديدة جمعت بين متعة التسوق الحديث والسياحة الداخلية او لزوار الكويت الذين أسرني احدهم وقال إني زرت العديد من دول العواصم السياحية العالمية لكنني لم اجد مثل هذا (المول) البتة! انها نماذج من وطني الكويت ذات صبغة تعكس رؤى مدفونة في أعماق خطط واستراتيجيات الماضي الجميل خرجت قسراً على الرغم من أعداء النجاح، حتى الفرجان والأحياء الكويتية في العديد من مناطقنا السكنية تحول بعض منازلها إلى مرآة تعكس ولاء قاطنها لربان سفينتنا، مترجمين عمق المعاني الوطنية الحقة بقيامهم بتحويل منازلهم إلى لوحة جميلة توشحت برايات الكويت واكتست بعضها بأنواع مختلفة من الاضاءة المزينة بألوان علم الكويت وصور سمو الامير وولي عهده الامين.. انها احد اوجه مظاهر الفرح بهذه المناسبة الوطنية الصادرة بعفوية اهل الكويت وبعض المقيمين الشرفاء دون منة او فضل.
نعم انه احد اهم مقاييس الولاء الصادق والوطنية الحقة التي نعيش ونتلمس مظاهرها هذه الايام لكنني اتوجس خوفا من ان تنخفض معدلات تلك المقاييس في القادم من الاعوام والاعياد فتقل اعداد المبتهجين والمنتشين فرحا بأعياد وطنهم، وتنحدر مفاهيم المعايير التي استخدمناها لتقييم الولاء والوطنية عند امثال تلك الشرائح من مجتمعنا الاصيل وتتحول (الله لا يجيب ذلك اليوم) وسائل التعبير الوطنية التي نعيشها إلى وسائل يعبر البعض من خلالها عن تذمره وامتعاضه من الحال التي وصل اليها بعد ان (زهق وّفلس) من الصرف على ابنائه الحاصلين على أعلى الشهادات العلمية من ارقى الجامعات العالمية وهو لايزال ينتظر توظيفهم بالحكومة في الوقت الذي يحتفل (ابن أحد الجيران الحاصل على شهادته الجامعية من البلد الفلاني) بمناسبة حصوله على الوظيفة من (بركات) ومسعى العضو فلان، أو ذلك المسكين الذي يعيش لحظات القهر والحسرة على طول الانتظار لعلاج ابنه المريض الذي عجز الاطباء عن معالجته ليرسله للخارج، ويرى بذات الوقت ان فلانا يستقبل الليلة المهنئين بمناسبة عودته معافى من رحلة العلاج بالخارج وعلى رأسهم فلان الذي سهل له إجراءات السفر، يستقبلهم بعد ان من الله عليه بالتشافي من الانفلونزا!! والآخر (مسّكر الشارع بالاعلان) الذي يشكر فيه العضو فلان على مساعدة بالحصول على أمنيته التي طالما لم يحلم بها!! او اننا نزداد حسرة وألماً على حال كويتنا فتتطاير أمنياتنا بتحويلها إلى مركزها المالي والاقتصادي المنتظر، تماما كما (طارت غرامة الداو) وتطايرت بعدها حبيبات حصى شوارعنا فحطمت زجاج سياراتنا فتتحطم بعدها أمانينا وأحلام أبناء المخلصين من هذا البلد. من هذا المنطلق جاء الاختلاف من الرأي الذي أتمنى ألا يكون في محله!!

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2511.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top