مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

علاجكم على ظهري

عزيزة المفرج
2012/08/06   02:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الطريقة الخاطئة جعلت الدولة مغارة علي بابا لبعض نواب الصوت العالي


من طلب العلا عقد عزمه، ففسر أكمام دشداشته، وطق غترته جريمبة ثم تسلق مثل الشّرْيِبْ أكتاف السلطة، وصعد على أكتافها ليتعملق هو، وتتضاءل هي في عيون (التابعينا)، وكم من مقال كتب في الصحف للفت نظر أولي أمرنا لهذا الموضوع الخطير، من أجل الكف عن طريقتهم الخاطئة في جعل الدولة مغارة علي بابا لبعض نواب الصوت العالي وما من مجيب.القلوب كّلت، والأصوات بحّت، والأرياق نشفت، وهي تقدم النصائح بإغلاق الأبواب التي تجعل يد النواب هي العليا، ويد الحكومة هي السفلى، على الرغم من ان العكس هو الصحيح، وما من مجيب. لم ينم شيء في الكويت ويزدهر كما ازدهرت سياحة العلاج في الخارج، والنواب الذين لا يرد لهم ملف علاج طبي مهما كان مهلهلا، سخيفا أصبحوا ذوي قوة وبأس، يلجأ لهم أبناء القبيلة وهم يعلمون ان حظهم في القبول واسع، كبير. مشافي ألمانيا وفرنسا ولندن صارت تعج بالمرضى والمتمارضين، ولندن بالذات قصتها قصة، ومن كثرة الذاهبين اليها للعلاج فتحت فيها دواوين لأهل الكويت، وكل ديوان له أهله وقبيلته ورواده، لكي يشعروا أنهم في ديرتهم، بين أهلهم وعزوتهم، والمختلف الوحيد هو الجو الصيفي الجميل، بعيدا عن واهي الديرة ولواهيبها. نأتي لحظوظ المواطنين الكويتيين في العلاج فنجد أنه يعتمد على قوة نائب القبيلة، وليس على طبيعة المرض. أسرة من هؤلاء، مثلا، ماخذة الموضوع مقاولة فمرة علاج للأخ، ومرة علاج للأم، ومرة علاج لزوج الأم، ولذلك أتيح لجميع أفراد الأسرة فرصة شم هوا لندن، والتمتع بمطرها على حساب الحكومة، ومن كيسها، باعتبارهم مرافقين لمريض. أحد هؤلاء ذهب الى لندن لكي يعمل قسطرة لقلبه على الرغم من كونه علاجا يتوافر في الكويت وها هي أخت لي أجرتها أكثر من ثلاث مرات في الكويت بعناية ورعاية تستحق الاحترام والامتنان، بعيدا عن تلك الدول والاستغلال الذي يحدث فقط لأن حكومة دولة الكويت هي من يدفع. من ناحية أخرى خسر بعض الكويتيين أموال تقاعدهم، وما وفروه من نقود، وربما باعوا بعض أملاكهم، واستدانوا من الغير من أجل توفير مصاريف أمراض صعبة يعانونها بعد ان رفضت الدولة علاجهم على حسابها، وختمت ملفّاتهم بختم توفر العلاج في الكويت، ومع ابتسام الدولة في وجه ناس، وتكشيرها في وجه آخرين ربما كان حبهم وولاؤهم وانتماؤهم لها أكبر، الا أنها لا تلقى أكثر من جزاء سنمار، وكم من مواطن عبر عن امتنانه وشكره لنائب توسط له، وساهم بتسفيره للعلاج خارج البلد، أما الدولة التي تكلفت مئات الآلاف من الدنانير في علاجه فغاية ما يوجه لها عبارة سمجة تقول «اشعطتنا الكويت». عموما، أحد هؤلاء رافق قريب له للعلاج، وقد اعترف بأنه سدّد جميع ديونه من مصروفه الذي كان يقبضه من الدولة، وهي دعوة لكل مديون للتّشعبط بذراع مريض له، ومرافقته لعله يسدّد ما عليه، على ان يحسن التصرف، ويفعل كما فعل ذلك المرافق النبيه، الذي اختار سكنا رخيصا على أساس أنه تقزورة، واعتمد في تنقلاته على المواصلات العامة، ولم يكن يستخدم التاكسيات، كما كان يتناول طعامه في المستشفى الذي يوفر للمرضى ما يريدون من أطعمة على حساب الحكومة، ولذلك، من أراد منكم ان ترجع صفحة ديونه بيضاء تسرّ الناظرين، فعليه بمريض من أهله يقف خلفه نائب ثقيل من اياهم، وكفّارة مقدما.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
292.0133
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top