مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

المالكي أصبح عبئاً

عزيزة المفرج
2014/08/10   09:07 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أثبت عبر تلك السنوات أنه اختيار خاطئ وأنه ليس رجل المرحلة في العراق


بات واضحا ان للسلطة اغراء تصعب مقاومته، وكما رفض صدام التخلي عنها في التسعين في مقابل انقاذ بلده ونفسه وعائلته وأمواله، وكما فعل بعده القذافي في 2011 نظير نفس المزايا، ها هو رئيس مجلس الوزراء العراقي المنتهية ولايته يتخذ نفس الموقف، على الرغم من انضمام ايران التي تسانده وتقف خلفه الى المعسكر المؤيد لعدم تجديد الولاية له لمرة ثالثة بسبب سوء أدائه.المالكي فشل فشلا ذريعا في تمكين العراق من الوقوف على قدميه بعد سقوط صدام، وبعهده أصبحت حال العراق أسوأ بكثير مما كان عليه الأمر أيام رئيسها السابق، على الرغم من دكتاتورية ذاك وشدة قسوته مع المعارضين له، وكانت عنصرية المالكي واضحة في تعامله مع شعبه الذي لا ينتمي لطائفته.المالكي فشل في النفاد بالعراق الى بر الأمان، وتحويلها من دار دمار الى دار عمار، وفشل في تقليل أو ايقاف العمليات الارهابية ضد العراقيين، وقتلهم وتدمير بيوتهم واحراق دكاكينهم، وبدلا من ان يوحّد أبناء شعبه، ويقرّب بين قلوبهم، ويرسي أسس العدالة والمساواة بين الجميع ما يكفل الاستقرار والهدوء في البلد، اختار ان يشرد أهل السنة ويهجّرهم من مناطقهم، هذا عدا عن تعذيب من شاء منهم، والتنكيّل بهم من خلال وزير داخليته المجرم جبر صولاغ، كما فتح أبواب العراق للايرانيين، حتى لتكاد البصرة تكون احدى محافظات ايران، دع عنك السماح لداعش بالتمدد في بلده بسوء تدبيره، وعدم قدرته على القيادة، ما أدى الى ذبح وسلب وتشريد الرافضين لهم من أهل السنة والمسيحيين والشيعة والأكراد والأزيديين وغيرهم من أهل العراق، وتخريب الآثار التاريخية المهمة في بلده، ومع ذلك لا زال متشبثا بالسلطة التي عشقها الى حد الثمالة، وها هو يهدد بأن أبواب الجحيم ستنفتح على العراق اذا لم يحكمها فترة أخرى، وكأنه فتح لها أبواب الجنة حين استلم رئاسة الوزراء فيها مرتين قبل ذلك.
المضحك في الموضوع أنه في حال الاصرار على استبعاده وعدم توليته رئاسة الوزراء دورة ثالثة، فهناك شروط وضعها هو بنفسه، بل وحثّ عليها لكي يقبل بذلك أولها: هو تكريمه بمنصب رفيع يختاره هو، وعدم مساءلته عن فترة حكمه أو ممتلكاته، واختيار رئيس مجلس وزراء جديد من كتلته، دع عنك عدم السماح بأي تدخل خارجي في اختيار رئيس الحكومة، متناسيا ان اختياره في السابق لا يقف خلفه العراقيون انما ايران التي يدين لها بالولاء والتبعية.
أثبت المالكي عبر تلك السنوات أنه اختيار خاطئ، وأنه ليس رجل المرحلة في العراق بسبب طائفيته الشديدة المدمرّة، فهل ينتبه العراقيون لذلك، ويختارون شخصا يهتم ببلده وشعبه ككل لا بطائفته فقط فينقذون بلدهم من نيران لا زالت تشتعل، أم يختارون «مالكي جديد» يبقي الأوضاع على ما هي عليه!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
443.0097
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top