مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

عصر اللامبادئ

عزيزة المفرج
2014/05/25   10:30 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نرى رأي العين كيف تنحر المبادئ وتلقى بلا تردد في مكبات القمامة


ما العيب في اتباع منهج الحق والعدل كما علّمنا ديننا، ولماذا لا يكون الانسان صاحب مبدأ لا يحيد عنه مهما حدث؟ وما هذا التناقض والتلون الذي لا يتورّع عنه أحد، بمن فيهم بعض جماعة قال الله وقال الرسول؟ دع عنك القادة ورؤساء الدول، والسياسيين، وحتى الناس العاديين.منذ التسعين ونحن نرى رأي العين كيف تنحر المبادئ، وكيف تلقى، بلا تردد، في مكبات القمامة، واذا تركنا جانبا مقبور العراق وجريمته تجاهنا، ودول الضد وموقفها معنا، فان للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين موقفا لا يقل خسّة ودناءة وقد رأينا ذلك في وقوف قيادته في مصر سدّا منيعا تجاه الاستعانة بقوات أجنبية لتحرير بلدنا، وطيران وفودهم الى مختلف دول العالم كي تحول دون الاستعانة بأمريكا و«حرابها التي تحاصر بلاد الحرمين»، ثم رأيناهم بعد سقوط حكمهم في مصر، يمدون ذراعهم كل المد تجاه عدوّتهم اللدود أمريكا من أجل مساعدتهم في العودة الى كرسي الحكم، على الرغم من فشلهم الذريع في ذلك، فيا له من تناقض لا يوصف.تأتي بعد ذلك اضطرابات 2013/2012، ونشاهد شيوخ دين خليجيين تابعين للجماعة، يلقون بالحطب في نار الكويت كي تزداد اشتعالا، ثم يسافرون لمصر من أجل القاء الخطب في الجوامع لتهدئة الأوضاع المضطربة فيها، فيا له من تناقض آخر لا يليق برجال تتزين باللحى، وتدّعي التديّن.نرى بعد ذلك سكوتهم التام عما يحدث في تركيا، فرئيس وزرائها الاخونجي أردوغان يحجب موقعي يوتيوب وفيس بوك في بلده من أجل تقليل التواصل بين الثائرين على سياساته، ومع ذلك لا نرى ردود أفعال على هذا التصرف من أتباع جماعة الاصلاح في الكويت، ولو كان قد حدث مثله عندنا لاشتعلت ساحة الارادة بصيحات الاحتجاج، ولضجّت ميكروفونات المتجمهرين بالخطب الحماسية، ولطارت في الأجواء الشعارات الرنانة، ولحلّقت عاليا العبارات الانفعالية من نوعية لن نسمح لك، ووالله ان، وعدّ رجالك ونعد رجالنا، ولطافت الحشود بالشوارع، ولسمعنا التهديدات بتدويل القضية، والشكوى لمحكمة العدل، وهو تناقض آخر ينضم لما سبقه.ما فعله أردوغان حسب رأيهم مقبول ولا شيء فيه، ويتطلبه الأمن القومي لتركيا وسلامة أراضيها، ولو فعله رئيس وزراء الكويت لكان قمعا وتسلطا ودكتاتورية لابد من وقوف الشعب أمامه، ومقاومته.هذه التناقضات وغيرها لتلك الجماعة لم نقرأ عنها في الكتب، ولكننا لمسناها وشاهدناها بأنفسنا، مع ذلك يأتي منهم من يحاول، وبمنتهى البرود، لي عنق كلّ حقيقة، ويقول لنا في وجهنا أنتم مخطئون ظالمون، فاذا كنا مخطئين ظالمين والأمور ساطعة أمامنا سطوع الشمس، فماذا سيقولون عن رأينا فيهم في حال جرت الأمور في العتمة.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
458.0085
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top