مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

عدالة ومساواة، واويلاه

عزيزة المفرج
2014/04/30   09:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

بلدنا يعاني الفشل في مختلف المجالات بسبب عدم اختيار أهل الكفاءة


درسنا في المدارس، وقرأنا في الكتب، و(نما الى علمنا) من أحاديث الراحلين الطريقة التي حكم بها آل الصباح الكويت، ومنها عرفنا ان حكم البلد عبارة عن عقد اجتماعي سياسي بين الكويتيين وبين الأسرة، اتفق عليه الاثنان في منتصف القرن السادس عشر الميلادي، ومن يومها، ومنذ ان تولى صباح الأول حكم الكويت، والبيعة قائمة، تتجدد مع كل حاكم جديد، على أساس أنهم هم المسؤولون عن ادارة البلد، وتلك الادارة، خاصة في السنوات الأخيرة، لنا فيها رأي.
علينا ان نعترف أولا بصعوبة حكم دولة، بأطياف وأعراق، وأفكار، وأجناس، واتجاهات مختلفة، دع عنك عشرات الأسباب الخارجية التي تؤثر في الداخل الكويتي شئنا ذلك أم أبينا، ولذلك يجب على أسرة الحكم ان تحذر الزمن وظروفه وتقلباته، فلم تعد الأحوال والأمور كما كانت عليه في السابق، وقبل كل شيء لم يعد الشعب كما كان، خاصة بعد مهرجانات التوزيع للجنسية التي ساهم فيها - غير مشكورين - بعض الشيوخ والتجار والنواب وأيضا الشعب.هذا التوزيع الأهبل للجنسية الكويتية جعل الآلاف من النساء والرجال كويتيين وهم ممن لا يعترفون ببيعة، ولا يعبؤون بأسرة حكم، وليس لديهم انتماء حقيقي للبلد، وكيف يفعل هؤلاء.. وآباؤهم وأجدادهم وأهلهم لم يكونوا موجودين في الكويت، وبعضهم لا يعرف منها حتى اسمها.هذه اللخبطة في النسيج الكويتي خلقت فشلاً ادارياً كبيراً له ما له من خطورة على البلد، خاصة بعد ان فاق عدد المجنسين عدد أهل الكويت الأصليين، وهو فشل سيترتب عليه الكثير من المشكلات ما لم يقابله نجاح في مجالات أخرى يغطي على سوءاته. حين ثار الفرنسيون على الملكية سنة 1789 كان ذلك بسبب الجوع والفقر والظلم، بالاضافة الى تسلط طبقة النبلاء ورجال الدين على عامة الشعب، ولذلك رفع الثوار شعارهم الشهير حرية اخاء مساواة، والكلمة الثالثة تهمنا كثيرا، ويجب النظر لها باهتمام كبير، وبجدية تامة.المساواة من القيم العظيمة التي لا يمكن لأحد ان ينكر أهميتها وفعاليتها، فبتطبيقها ينتفي الظلم، وبانتفاء الظلم ينتشر الرضا، وبانتشار الرضا يسود الهدوء، وحين يسود الهدوء ننعم بالاستقرار، فأين نحن من ذلك كله؟!! المساواة في الواقع، غير مطبقة كما ينبغي في الكويت، والحكم مسؤول مسؤولية مباشرة عن ذلك، فلا يمكن ان نلوم أي مسؤول على ظلمه للآخرين، وفوقه من يستطيع اقالته واعفائه من وظيفته، بسبب عدم تطبيقه معايير العدالة بين الناس؟ في الكويت المناصب العليا للشيوخ والتجار والوصوليين والمتسلقين والمنافقين وأهل الواسطة والراضين بأن يكونوا مطية للغير، وليس مستغربا ان يتوسّد منصبا عاليا شخص قليل العلم والكفاءة والالتزام، ويحرم منها رجل قوي أمين، يعتبر مكسبا للمكان لا عالة عليه.بلدنا يعاني الفشل في مختلف المجالات بسبب عدم اختيار أهل الكفاءة والعلم والالتزام كمعاونين لأهل الحكم، والسماح بأن يتولى أعلى المناصب فاسدون تحوم حولهم الشبهات.هذه الطريقة في الحكم تؤثر على موقف السلطة بين أبناء الشعب، واذا كان أكثر من نصف الشعب غير مرتبط بنظام الحكم في الكويت برباط تاريخي ورضا وبيعة وعاطفة، فماذا تتصورون سيفعل هؤلاء اذا رأوا ان العدالة غائبة!

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
473.999
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top