مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

الاتفاقية الأمنية الخليجية

عزيزة المفرج
2014/02/22   09:13 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

جميعنا يعلم العالم الخطر الذي نعيش فيه وحجم الصراع بين القوى الدولية


حوار طرشان، ومقابلات تلفزيونية للغث والسمين من الآراء، ودليل واضح على أننا في الكويت شعب يحب الكلام أكثر من حبه للعمل، ومجتمع أكبر عشق له ان يجعل من الحبة قبة. أهل الكويت (دارت روسهم)، فهذا يرى ان الاتفاقية الأمنية مجرد تعاون أمني تحتاجه الكويت، والثاني يراها معادية للدستور وانقلابا عليه، هذا يظن ان الاتفاقية تخالف سيادة الكويت وتعتدي عليها، والثاني يراها اتفاقية لا تختلف عن اتفاقيات أخرى عقدتها الكويت مع دول عظمى مثل الولايات المتحدة، على الرغم من ما فيها من تعارض مع الدستور الكويتي، وتدخّل في السّيادة الكويتية. العالمون ببواطن الاتفاقية، خرجوا على وسائل الاعلام، ووضّحوا كل صغيرة وكبيرة في بنودها، ولكن البعض لا يريد ان يقتنع الا بما هو مقتنع فيه، ولذلك يواصل القاء الشّكوك حولها، ويحاول بكل طريقة الطّعن فيها، وبتلك المناسبة سمعت أحد النّشطاء السياسيين المعارضين بشدة لها يقول عن الحكومات الخليجية التي وقعت على الاتفاقية: «نحن نعرف نواياهم»، ولا تمر ثانية على هذا الكلام حتى يقول: «احنا ما ندخل في النوايا»، فهل نقبل من رجل متردد مثل هذا ما يقوله من كلام. الاتفاقية الأمنية التي وقّعت عليها بهدوء و(بسكات)، دول مجلس التعاون الخمس، تعطّلت عندنا، وهي، ومنذ ثلاث سنوات، ومن أجل المزيد من الاطمئنان، تفحص وتمحّص للتأكد من عدم تصادمها مع بنود الدستور الكويتي، ولكن رغبة دول الخليج في التكامل والتعاون فيما بينها، في كل ما يهدد الأمن في ربوع الجزيرة العربية، لا تلاقي ترحيبا من كثيرين عندنا، كلّ لسبب يخصّه. جميعنا يعلم العالم الخطر الذي نعيش فيه، وحجم الصراع بين مختلف القوى الدولية غير البعيد عن حدودنا، بالاضافة الى انتشار جماعات الارهاب الاقليمي والدولي، وعصابات التهريب والمخدرات، وعصابات غسيل الأموال، دع عنك خطط تفتيت الوطن العربي، والتهديد الايراني المستمر لأمن الخليج، وذلك التمزق في بلدان الربيع العربي، وما ينشأ عنه من عناصر مدمّرة ربما وصلت الينا، والكثير الكثير من الأخطار غير البعيدة عن بلادنا، حتى صار صعبا على المرء ان يأمن على نفسه، أفلا يكون التعاون بين دول مجلس التعاون في تلك الظروف واجبا، وليس رفاهية. الخبراء الدستوريون، الذين يتحجج برأيهم المعارضون للاتفاقية، لهم سوابق في ايقاع الكويت في الكثير من الأخطاء القانونية الكبيرة، وبالتالي لا تثريب حين يشك برأيهم المقتنعون بتلك الاتفاقية، أما الناشطون المتعصّبون، الذين يقومون بتخويف الشعب الكويتي من الاتفاقية الأمنية، على أساس أنها تعزز القمع، فلا يفعلون ذلك الا لخوفهم على أنفسهم، فهم يريدون ان يخرجوا الى الشوارع ناشرين الفوضى فيها، ويريدون ان يسيئوا للآخرين في تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، ويريدون ان يتطاولوا في الانتقاد، بدون ان يساءلوا قانونيا. علاوة على ذلك، هناك البعض من المعترضين غير المستوعبين لبنود الاتفاقية بشكل كامل، وهناك من يرفضها على أساس أنها وضعت لحماية كراسي حكام الخليج، طيب ولم لا. أنظمة الخليج هي الأكثر استقرارا بين جميع أنظمة الحكم في الدول العربية، وشعوبها تعيش بمستوى أفضل من الباقين، وها نحن نرى بأعيننا القتل والترويع والدمار والتشريد الذي طال بلدان الربيع العربي بسبب الخروج على الحاكم، وأيضا ها نحن نرى القتال الدائر بين جماعات وفصائل كل منها يرى نفسه الأحق بالرئاسة، وحكم البلد، فهل تريدون لنا مثل ذلك. عموما، ها نحن نختار الحل الكويتي الأمثل بترحيل المشكلة الى المستقبل، ووقتها يحلها الحلال، ومن (هني لهناك)، الله يجيب اللي فيه الصالح.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1801.0046
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top