مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

أعيدوا النظر في الطريقة

عزيزة المفرج
2014/02/01   09:13 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

بلد له من العمر أكثر من ثلاثة قرون ومع ذلك لا يملك سياسة حكيمة لبناء المواطن


ضرب من الخيال ان تزرع بصلا، وتتوقع ان يكون المحصول منجة، لا يمكن ان يحدث ذلك، مهما وفرت من تربة زراعية، ومياه عذبة، وسماد نظيف، وظروف طقس مناسبة، وعناية مستمرة، بالمختصر، أنتم تحصدون ما زرعتم، واذا بقيتم على حالتكم تلك، ولم يتغير أسلوبكم العقيم 180 درجة، انسوا ان تتبدّل أحوالنا للأفضل، أو ان تحققوا الحلم بأن تكون الكويت مركزا ماليا وتجاريا من الصنف العالمي.أنتم بحاجة ماسّة الى تقليب التربة جيدا، ثم تعريضها للشمس والهواء فترة من الوقت من أجل تهويتها، فيموت السوس، وتفنى الآفات، ونتخلص من الديدان الضارة، بعدها تأتي مرحلة ترتيب الأرض، وتمشيطها و(تسنيعها) فتصبح مهيأة لغرس نظيف، طيب، خال من العيوب، لن يخرج منه الا زرع، وثمر يسرّ الناظرين.سنين وبنين، ونحن نعاني من قصر في النظر، ومن تبلّد في التفكير، ومن سوء في التقدير، ومن علّة في التدبير، وهو ما جعلنا نغطس في مشكلات عويصة غير قادرين على الخروج منها، أو حلّها حتى الآن.بلد له من العمر أكثر من ثلاثة قرون، ومع ذلك لا يملك سياسة حكيمة لبناء المواطن الكويتي، وتنشئته التنشئة السليمة، فكانت النتيجة ما نراه حولنا من تخبط ومن فشل على مختلف الأصعدة، ومن ترد في مختلف المجالات، وهو أمر مؤسف بالفعل.بلدنا، بمختلف حكوماته، برهن على فشله في تربية أبنائه التربية السليمة، عبر مؤسساته المختلفة، تربية وأوقاف واعلام وشباب، وجعلهم عنصر تنمية وبناء، ما أدى الى غياب الوازع الديني، واندثار الحس الوطني، وتلاشي الترابط المجتمعي، وتراجع السلوك الايجابي، دع عنك حالة التعفن التي أصابت الضمير، واهتزاز الأسس التي تربط المواطن بالوطن، وحالة التوهان والضياع التي أصابت الهوية الكويتية، فخلخلت استقرار الدولة، وبدأت في هز أركانها، وتهديد بقائها.تغاضت الحكومات المختلفة عن الآفات المؤذية، بل وشجعت عليها ما زاد الأمور سوءا، فشجعت الواسطة، وتغاضت عن المحسوبية، وأعانت على الظلم، وساهمت في الشللية، وتعامت عن الرشوة، وفتحت الباب للعديد من أشكال الفساد، وهو ما جعل كل شيء في حالة انحدار وتدهور، التعليم والصحة والرياضة والترفيه والاسكان والأمن والبيئة والأشغال ووو، اختر أي مجال ولن تجد ما يسرك.هنا يأتي دور رئيس مجلس الوزراء، وضرورة ان يكون رجلا مسؤولا، يملك رؤية واضحة، وعزيمة قوية، ويعمل بسياسة وطنية وأمنية مدروسة، وطويلة المدى، مع حزم في أي قرار يكون في صالح الوطن، ولن يستطيع ذلك الا ببطانة صالحة تعمل معه، ووزراء أكفاء ذوي نزاهة، أحسن اختيارهم، ووجود ميداني يجعله يطلع بنفسه على سير الأمور، عدا عن ذلك، كرات خارج المرمى.ما نحتاجه في الكويت أمران ونكون بخير، نسف طريقتنا الكويتية السيئة في ادارة الأمور، ورئيس وزراء مثل اللي بالي بالكم، مِشُوا حلوجكم بالطوفة.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
382.0161
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top