مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

اللهم أطل في عمر الشرفاء

عزيزة المفرج
2014/01/16   01:37 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الحنيّة الشديدة من الحكومة جعلت مشاكلنا تزداد وتتضخم حتى وصلت حد الطغيان


الحمد لله، نجحت تماما خطة نشر الضغط، والسكري، وأمراض القلب، والفشل الكلوي وهشاشة العظام بين أهل الكويت، ولم يبق إلا الجلطة الدماغية، ويكتمل باكيج الحكومة، وتسنح الفرصة للاحتفال بانجاز الخطة كاملة، وهي خطة تحويل الشعب إلى ناس مرضى، معلولين، ذابحهم القهر. لا يعني هذا أن حكومتنا فظة، قاسية، غليظة القلب والوجدان، حاشا وكلا، وإذا كان ذلك دارجا وساريا في دول عربية أخرى، على شاكلة تلك التي مرّ عليها الربيع العربي، فحرقها، وزادها همًا وغمًا وخسرانا، فعندنا ما يصيرش، وما يمكينيش. حكومتنا، عودتنا على أن تكون ناعمة، رقيقة، طيبة الى حد يمكن معه ان تنبط المرارة، ويتمزق الحجاب الحاجز، وتتخربط تلافيف المخ، ويتطشر البربخ إلى أشلاء صغيرة، ويتحوّل المصران الاعور الى مصران أعمى. في تلك البقعة من العالم التي نعيش عليها، نعاني من مصيبة عظيمة، وهي افتقادنا للصرامة والحزم، وبالبلدي، افتقادنا للعين الحمرا، فالعين اللي عندنا عطوفة، حنونة، لطيفة شفيقة، وتحمل من عبق الأمومة ما يجعل أمينة رزق، وكريمة مختار، ومن على شاكلتهما من الأمهات الطيبات ينزوين جانبا، لعدم القدرة على المنافسة.هذه الحنيةّ الشديدة من أمنا الحكومة جعلت مشاكلنا تزداد، وتكبر، وتتضخم، وتتجبّر وتتوحّش، حتى وصلت الى حد الطغيان، وصارت عصية على أي محاولة للإصلاح، وأي شريف من شرفاء هذا الوطن الصغير يفكر ان يتدّخل ليصلح، سيجد من أمامه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، وفوقه وتحته ما يحول بينه وبين ذلك.في الواقع نحن لدينا ماض يحق لنا ان نبكي عليه، ففي ذلك الماضي، كان الضمير الكويتي حيّ يلبط ويبلبط، ولذلك كان كل شيء يتم على أصوله، وبالنتيجة، تم انجاز مشاريع ممتازة، مختومة بـ (طمغة) الجودة، كانت فخرا لنا جميعا.كان عدد الشرفاء في الكويت كبيرا، تقريبا بعدد أفراد الشعب، وكانوا يحملون قيما ومبادئ يعتزون بها، ويحرصون عليها، ثم تغير كل شيء، وبدأت رحلة التوهان والتقهقر والانحدار، وتكبّلت الكويت بقيود الفساد، وتشربكت بخيوط الفاسدين، وسقطت في بئر عميق.بدأ الشرفاء يتناقصون، وأخذ عددهم يقلّ تدريجيا، فجزء كبير منهم غيبه الموت، وجزء آخر تغيرت مبادئه، وتقوضت مُثُله، فانحرف، وطبّق مقولة حشر مع الناس عيد، وجزء أضاعته المخدرات، وذهبت بأخلاقه بنات ابليس، ففقد بوصلته، وأضاع طريقه، فجرفه التيار، وجميع هؤلاء انضموا لشلة الفساد في البلد، واستفادوا منه، ولم يبق من الشعب الجميل، الطيب الا جزء بسيط يصارع جاهدا كي يبقى شريفا كالآباء والأجداد.ماما الحكومة مطلوب منها ان تفتح صفحة جديدة، فتترك عنها التخاذل والتهاون، وربما التواطؤ، الذي طال أمده، وتقوم بواجبها الملحّ في القضاء على الفساد والفاسدين، وأيضا، تبدأ في تنمية قيم الشرف والعزة والأمانة والاحترام في نفوس الكويتيين، فما أحوج بلدنا إلى الإنقاذ.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
270.0078
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top