الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
07:32
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:26
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=352540&yearquarter=20142&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
حرارة الرمال.. في الصحراء الغربية
عبدالله بشارة
2014/04/20
11:28 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
ليس بالأمر العادي ان يتصل ملك مثل ملك المغرب محمد السادس بالسكرتير العام للأمم المتحدة ليتناقش معه في محتويات تقرير الأمين العام لمجلس الأمن، فالعادة اتصال وزراء الخارجية أو ربما وبصورة استثنائية رئيس الوزراء، وقد جاء الخبر في الصفحة الأولى من صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي 14 ابريل الجاري، مع تفاصيل في الصفحة الرابعة تتطرق الى غاية الاتصال وهي توضيح موقف المغرب حول بعض ما ورد في تقرير الأمين العام الذي حاول - وهذا رأي المغرب - اقامة توازنات غير صحيحة وغير مبررة تحمل مخاطر على مجمل انخراط مجلس الأمن في هذا الملف، وجاء البيان الصادر من القصر الملكي بأن العاهل المغربي أثار انتباه الأمين العام الى ضرورة الحفاظ على معايير التفاوض كما حددها مجلس الأمن والحفاظ على الاطار والآليات وتجنب المقاربات المنحازة والخيارات المحفوفة بالمخاطر.
وكان السكرتير العام قد أصدر يوم الخميس – العاشر من ابريل الجاري - تقريره عن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، يتحدث فيها عن أجواء العتمة التي يعيش فيها الشباب المقيمون في معسكرات جبهة البوليسارو في منطقة «تندوف» جنوب شرق الجزائر، وخشية الأمين العام من تنامي نشاط الجماعات المسلحة في معسكرات اللاجئين الصحراويين مع اغراءات تجنيد لارسالهم لتعزيز قدرة الجماعات الارهابية في المناطق المجاورة، كما أشار التقرير الى تصاعد موجات الاجرام والتشدد الديني في هذه المعسكرات.
موضوع الصحراء الغربية لا زال بعيدا عن اهتمامات المشرق العربي المشغول في قضاياها الكثيرة ابتداءا من فلسطين وحماس وسورية والمتطرفين وحزب الله مع الأمواج البشرية التي تتسلل الى سورية للدفاع عن النظام أو تأسيس دولة دينية متطرفة على أجزاء من أرضها.
عيشة اليأس التي أشار اليها السكرتير العام في تقرير لن تختفي أو تتحسن، وانما تزداد المخاوف من خطوات تأتي عن سوء تقدير أو من حسابات خاطئة من الأطراف المتداخلة في هذه القضية المعقدة.
شعرت بأن الوضع، في ضوء هذا الاتصال، يحتاج الى مقال يشير الى الألغام التي قد تنفجر هناك.
عندما كنت سفيرا في الأمم المتحدة، كانت قصة الصحراء تتم مناقشتها في لجنة تصفية الاستعمار «اللجنة الرابعة» حيث كان الحراك الخطابي السياسي ساخنا بين مندوبي المغرب وموريتانيا والجزائر وأحيانا أسبانيا، بحضور ومشاركة ممثل البوليسارو «جبهة تحرير الصحراء الغربية».
انفجرت الأزمة مع قرار أسبانيا بالانسجاب من المنطقة واتفاق المغرب وموريتانيا على ضم الشمال منها للمغرب والجنوب الى موريتانيا، واشتعال الصراع المسلح في تلك المنطقة مما أدى الى سقوط نظام الرئيس مختار ولد دادة بعد ان تبين، من الممارسة، بأن امكانات موريتانيا لا تسمح لها بالاحتفاظ بالجزء الجنوبي من الصحراء، وجاء النظام العسكري لينسحب من تلك المنطقة مع اشتعال الوضع المأساوي حتى عام 1991 عندما تولى مجلس الأمن ملف الصحراء وشكل بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء مع مراقبة وقف اطلاق النار والاشراف على متطلبات الاستفتاء.
ومنذ ذلك الوقت لم تتمكن بعثة الأمم المتحدة من تنظيم الاستفتاء بعد نجاحها في وقف اطلاق النار بسبب تعقيدات ليس من السهل تجاوزها، حيث تحولت القضية الى مشروع وطني سيادي لهذه الأطراف وأدت الى مواجهات وتلاكمات سياسية في اطار منظمة الوحدة الأفريقية، وفي عدم الانحياز مع انطلاق المغرب في مبادرات سياسية وتنظيمية وادخال ادارة الحكم الذاتي الموسع في اطار السيادة المغربية، وانطلاق حملة دبلوماسية نجحت كثيرا في نيل تقدير الأمم المتحدة كما جاء في تقرير السكرتير العام الذي أشاد بمجهود المغرب للنهوض بحقوق الانسان في المحافظات الصحراوية مع تعزيز المؤسسات التي تعمل في حقوق الانسان والتابعة للأمم المتحدة وتسهيل زيارات بعثته الى المغرب بالاضافة الى العدد المتزايد للوفود البرلمانية الأجنبية والهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ورجال الصحافة الذين يزورون المحافظات الصحراوية وانفتاح المغرب مع هذه الزيارات.
وسط هذا الجمود الخطر، تبنت المغرب دبلوماسية تؤمن لها تحالفات مبنية على قناعات ومصالح، أهمها الحوار الاستراتيجي المغربي- الأمريكي الذي انعقد أخيرا خلال زيارة وزير خارجية امريكا المستر كيري الى الرباط، وثنائية الترابط المغربي – الفرنسي الذي يؤمن للمغرب الغطاء في مجلس الأمن، وعلاقات استراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي اتسعت نحو الجانب الاقتصادي والاستثماري، وتعميق الترابط مع الاتحاد الأوروبي، وتوسيع دائرة الصداقات في القارة الأفريقية، بينما تلعب الدبلوماسية الجزائرية الدور المؤثر في الساحة الأفريقية التي استوعبت اطروحات البوليساريو، بدعم من الجزائر، وتردد الجزائر بأن مبدأ حق تقرير المصير أمر مقدس في ميثاق الأمم المتحدة التي اعترفت بجميع دول العالم لاسيما الدول الأفريقية، التي ناضلت وتخلصت من الاستعمار، وأن المغرب لم يتعامل مع هذه القضية وفق المبدأ الجوهري في نظام الأمن العالمي.
تقول المغرب ان سلطة الجزائر على البوليساريو وعلى أجزاء من الشعب الصحراي واستمرار ممارسة هذه السلطة على القضية هي المشكلة التي تعاني منها المنطقة، والقضية هي صناعة جزائرية، ومهما حاول المبعوث الدولي كريستوفر روس من مبادرات وحسن النوايا فان الوضع المتوتر سيظل قائما وستبقى فرص الانفجار متوافرة، فقد تحدث مفاجآت تتولد من أثقال اليأس ومن ضياع الأمل وفقدان الحيلة مع احتمالات انتشار التطرف الديني.
والملاحظ، في هذه القضية التي تحمل في أحضانها الكثير من المخاطر، ان الأطراف الثلاثة المغرب والجزائر وفريق البوليساريو مستمر في التزامه تجاه مجلس الأمن ومدركة بأنه لابديل عن وجود الملف داخل المجلس الذي يتعامل مع الموضوع وفق آلية تتيح لأعضاء المجلس متابعة تطور الأوضاع ومعالجتها في الظرف المناسب مع زيارات متكررة للمبعوث المختص.
مع هذا الموجز عن التعرجات التي مرت بها الأوضاع في منطقة الصحراء الغربية، لابد من ابداء بعض الملاحظات:
أولا – أحسنت الأطراف ذات الصلة بأبعاد الملف عن الجامعة العربية وحصره في مجلس الأمن، فنحن من تجاربنا ومن تجارب غيرنا نستطيع ان نجزم بأن الدول الأعضاء في الجامعة العربية ستنقسم الى مؤيد للمغرب أو معارض لها أو بلا موقف، وآخر ملتزم بالغياب، لأن الوفاء لميثاق الجامعة لا يتوافر، ولم تكن هذه الدول وفية لمبادئ الميثاق منذ خرجت الجامعة الى هذه الدنيا عام 1945.
ثانيا – قدرة مجلس الأمن على التحرك عند الازمات أو عند فقدان السيطرة على امكانية التهدئة، لا تقارن بأية منظمة، فالمجلس يتحمل مسؤولية الأمن والسلم العالميين، وله آليات وامكانات تجعل قراراته لاسيما تلك التي تحت الفصل السابع ملزمة، وبالامكان اللجوء الى القوة للتعامل مع الاشكالية التي تهدد السلم.
ثالثا – وماذا عن مصير الانسداد المخيم على احتمالات الوصول الى حل وبزوغ أمل ينعش؟ فالهدوء الحالي لا يمكن الاعتماد على استمراره، خاصة وأن بذور الانفجار ووقود الصدام كلها عناصر ليست بعيدة عن أفق الصحراء.
وأكثر ما يخيف في هذه القضية هي احتمالات الانزلاق في الحسابات الخاطئة التي يتعرض لها زعماء الدول في الأزمات ومن ضغوط أجواء التوتر، فقد يستسهل فريق خيار المواجهة للتخلص من أثقال العبء الدائم.
رابعا – من المؤكد ان المنطقة تعيش في حرب باردة منذ انفجار الأزمة عام 1975، وتتصاعد حرارة هذه الحرب الباردة مع اغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب وغياب جسور الحوار العازم وبروز تبادل الانتقادات والتهجمات الاعلامية مع اتساع الانفتاح الاعلامي وتعدد مسارات القنوات التلفزيونية لاسيما في القطاع الخاص.
ولا يبدو في الأفق أية فرصة لترطيب المناخ، بل الحاصل ان هناك اتهامات بأن الجزائر تريد العودة الى المربع الأول، متجاهلة الحقائق..
خامسا – يشير السكرتير العام للأمم المتحدة الى مخاوف الأسرة العالمية من تصاعد التطرف في تلك المنطقة وفتح أبواب التجنيد للانضمام الى مدارس العنف الاسلاموية والجبهات التي انتشرت في الصحراء الممتدة عبر تشاد ومالي واتساعها جنوبا وغربا، والخوف بأن تتحول منطقة الصحراء في تندوف الى خزان للتجنيد والتدريب واحتياطي بشري للتطرف المسلح، وهذه مخاوف تأتي بالفزع في ممرات الأمم المتحدة لتصورات بأنها ستلتحق بتجمعات التطرف التي تقوم بعملياتها في الصحراء الواسعة.
سادسا – لعبت قضية الصحراء دورا بازرا في فشل مجلس التعاون المغربي الذي شلته المشكلة المركبة وتسللت الى الأجهزة ليس بين الأطراف المباشرة فقط وانما في دول المجلس المغربي كلها وأعطبت البنيان السياسي المستقبلي في المنطقة، الذي كان فيه بعض الأمل كوعاء يمكن التوصل الى حل مقبول عبر آلياته وصادر من أحضانه.
سابعا – من أهم العقبات التي من المستحيل تجاوزها هي أسلوب ادارة أزمة الصحراء من جانب كل الأطراف، فلا شك بأن الأطراف الثلاثة اختارت السقف العالي في الأهداف وضيقت مساحة الأخذ والعطاء في ميدان المفاوضات وأصبحت أسيرة الى الخط المرتفع الذي لا تنخفض عنه في اتصالاتها، هذا الخط Bench-Mark، يؤدي الى ضياع فرص قد تبرز من مباحثات المبعوث الأمريكي خلال زياراته المستقبلية الى المنطقة.
فالملك في حديثه الى السكرتير العام يصر على الثوابت Parameters، ويؤكد ضرورات الحياد، ويسعى للاطمئنان على الحيادية في تقارير السكرتير العام التي يقدمها الى مجلس الأمن.
وتضيف صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، بأن الملك محمد السادس تحدث بكل صراحة وحزم مع الأمين العام للأمم المتحدة ولمح الى امكانية انهاء مهام بعثة الأمم المتحدة فوق التراب المغربي اذا لم يجر تصحيح الانزلاقات التي تضمنها تقرير السكرتير العام وبكل وضوح..فالامور تتعقد نحو مزيد من المواجهات..
الخلاصة، ان الدبلوماسية الدولية لم تنجح حتى الآن - على الرغم من عمرها الطويل - في نزع فتيل انفجارات المستقبل، وقد تنجح عندما ينظر الفرقاء بجدية الى صعوبة الوصول الى الآمال التي يريدونها من السقف العالي ويقفون على حتمية المرونة، وبدونها سيفوز البؤس واليأس ويتضخم التوتر مع زحف المخاطر واحتمالات انفجارها لا سمح الله..
عبدالله بشارة
أخبار ذات صلة
الندرة في التعامل عند النوري نادر
إشفيكم ما تتحچّون عن مشاكل البلد؟!؟
القيمة الفنية في أعمال (فرحان٭) القصصية (1 – 2)
في ذمة الله الشيخ نادر النوري
العرب في مجلس الأمن..!!
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
الكويت في عقد الوئام
عبدالله بشارة
18/01/2015 09:44:26 م
رئيس مصر.. على ضفاف الخليج
عبدالله بشارة
11/01/2015 10:19:11 م
أبو مازن في دنيا الغضب
عبدالله بشارة
04/01/2015 09:46:51 م
أوجاع النفط.. ومباهجه
عبدالله بشارة
28/12/2014 10:08:40 م
جولة في مركب الأحلام
عبدالله بشارة
21/12/2014 09:44:14 م
المولود والمفقود..في قمة الدوحة
عبدالله بشارة
14/12/2014 09:59:54 م
قمة الدوحة.. وقنابل إيران
عبدالله بشارة
07/12/2014 10:57:28 م
خادم الحرمين..وفنون الريادة
عبدالله بشارة
30/11/2014 10:22:57 م
نجاح الأمير وتجليات الرئيس
عبدالله بشارة
24/11/2014 12:27:44 ص
ساعة ونصف مع الرئيس السيسي
عبدالله بشارة
16/11/2014 11:03:24 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0088
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top