الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
05:53
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=410614&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
أوجاع النفط.. ومباهجه
عبدالله بشارة
2014/12/28
10:08 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
لا يخيفني هبوط سعر النفط في السوق العالمي بعد ان خسر البرميل أكثر من %30 من سعره قبل أسابيع قليلة، فقد عشت أزمة بترولية عالمية في عام 1974 بعد أن ارتفعت أسعار النفط في أعقاب الحظر النفطي الخليجي – السعودي في عام 1973 بمبادرة من الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي أثارت حفيظته المواقف الأمريكية خلال حرب 1973.
ومع ذلك الحظر الانتقائي ضد الولايات المتحدة وهولندا، تسيدت قاعات الأمم المتحدة أزمة اقتصادية تميزت بالهلع غير المسبوق خوفا من عجز الدول الصناعية التعامل مع اسقاطات ذلك الحظر.
لم أشهد في حياتي أزمة عالمية شاملة فيها الاقتصاد وفيها السياسة وفيها الخوف من المستقبل وفيها استقطابات وانقسامات غير مسبوقة داخل مبنى الأمم المتحدة.
كانت قاعات الأمم حلبات ملاكمات خطابية من النوع الثقيل موجهة ضد دول الخليج، شارك فيها جميع من كان يستورد من النفط الخليجي، وتصدعت أعمال المنظمة الدولية بسبب التوتر ومشاعر القلق التي جاءت مع زيادة الأسعار والحظر.
كان الوفد الأمريكي يثير الفقراء ضد أغنياء النفط، كما يسمونهم، وكانت المجموعة الأوروبية نشطة بدعم أمريكي لتوجيه الضغط على دول الخليج والمنتجين الآخرين، ولم يكن هناك من عقل هادئ يقيم الأوضاع ويزن الأمور بالتحليل العلمي الواقعي.
أكبر زعماء العالم فقدوا الاتزان في مواجهة تلك الظروف المعقدة، وكنا نحن سفراء الخليج نواجه الحملة بالاصرار على تأكيد مبدأ سيادة الدول على مواردها الطبيعية.
جاء الرئيس الجزائري هواري بومدين إلى نيويورك في شهر مارس 1974، وكنا في استقباله كمجموعة عربية في مطار كنيدي، واصطحب معه مجموعة من الشباب الجزائري المتخصص، والذي شكل الكتيبة المؤثرة في مداولات الدورة الخاصة التي طلبها بومدين وآخرون من زعماء العالم النامي، لمناقشة النظام الاقتصادي العالمي القديم، وتدشين عهد اقتصادي عالمي يقوم على العدالة وتوازن الحقوق والواجبات وانصاف الدول النامية وابراز حقوقها في ثرواتها الطبيعية.
كنت أستمع إلى أول خطاب في الدورة الخاصة لبحث الوضع الاقتصادي، والذي افتتح به الرئيس بومدين تلك الدورة الصاخبة، مستمعا إلى ما يقول في تحذيراته إلى الدول الصناعية بأن فصل الظلم قد طوي، وجاء وقت إزاحة الاستغلال واستعباط فقراء العالم الذين يصدرون مواد خاماً ويحصلون على القليل من مواردهم الطبيعية التي تأخذها الشركات الكبرى العابرة للقارات.
كان بومدين صوت منتجي النفط، ومحامي الفقراء، وكاشف الحقائق عن سوء استغلال الشركات الكبرى للموارد الطبيعية للأفارقة وللآخرين من فقراء العالم.
كنت، كسفير للكويت، أحد ممثلي الدول المنتجة في الحوار الذي بدأ بين الشمال والجنوب داخل قاعات الأمم المتحدة.
كان ممثلو الجنوب، الجزائر، ايران، الهند، باكستان، الكويت، السعودية، ونيجيريا، بالاضافة إلى الكنغو ومصر وفنزويلا.
المهم قضينا شهرين في اجتماعات مع الدول الصناعية، ومع مجموعة السبعة والسبعين التي ترأسها سفير ايران.
لم ننجح في فرض نظام اقتصادي عالمي جديد في تلك الفترة المحدودة لكن العالم بدأ يشهد بروز خارطة جديدة للعلاقات بين الشمال والجنوب واعدة بنظام قادم مختلف، وأبرز قواعد تلك الخريطة:
- سيادة الدول على مواردها الطبيعية، دون تدخل.
- تأكيد حق الدول المصدرة للطاقة، وللمواد الأولية الأخرى في تحديد السعر الذي يتناسب مع معادلة أسعار ما تصدره الدول المتقدمة من مواد صناعية.
- حق الدول النامية في أسواق الدول الصناعية دون ساتر الضرائب المفروض على صادرات هذه الدول النامية.
- التعامل مع الشركات العالمية العابرة للحدود Trans-National Companies، وفق قواعد السيادة وحق المنتجين في الحصول على أسعار عادلة.
ومن هذا المبدأ تطورت العلاقات بين الشركات والدول المنتجة.
- والالتزام بمبدأ الشفافية في الترابط بين الشمال والجنوب.
هذه الحصيلة ايجابية، لكن هناك حقائق أخرى برزت في تلك الدورة الاستثنائية المرهقة، ويمكن ان أوجزها في النقاط التالية:
-1 اكتشاف الدول المصدرة للنفط طبيعة الثروة النادرة التي بيدها والتي كانت تدير شؤونها الشركات العالمية الكبرى، وأدركت بأن النفط ثروة استراتيجية نادرة يحتاجها الجميع ويملكها القليل، وبسبب قلتها وندرتها فلابد ان يكون التعامل معها على قاعدة التفاهم والتعاون بين المنتج والمستهلك.
-2 عمق اعتماد ازدهار العالم واستقراره الاقتصادي وأمنه السياسي وآليات صناعته على قاعدة التفاهم والتعاون بين اعضاء الأسرة العالمية وحماية هذا الترابط الاستراتيجي وفق السياج الآمن الذي يحافظ على منابع النفط وممراته المائية ويخدم سيادة المنتجين وحق المستهلكين عبر التعاون بين المصدرين والمستهلكين.
-3 تاكيد العولمة في تشابك المصالح وتداخل مبادئ وقواعد الاستقرار بين الشمال والجنوب.
-4 لا غنى عن الشمال وصناعته وابتكاراته عما يملكه الجنوب، من أسواق ومواد طبيعية ولا غنى عن الجنوب عما يملكه الشمال من تكنولوجيا ورأسمال وصناعة وأسواق لصادراته وخبرات استثمارية.
جاءت أزمة 1974، من حظر النفط، بحقائق لم تكن حاضرة في العلاقات بين المنتجين والمستهلكين، لأن العلاقات قبل تلك الأزمة، كانت مواجهات ومناطحات، لاسيما بين الشركات الكبرى والدول المنتجة، لكن بروز مكونات العولمة فرضت ضرورة الحوارات بين الشمال والجنوب، مع تأكيد حسن العلاقات عبر قنوات التفاهم ورعاية المصالح المشتركة.
كل ذلك رسم شكل الترابط الاستراتيجي بين المنتجين والمستهلكين على أساس ان النفط سلعة نادرة لا يجوز ان تتحكم فيها نزاعات السياسة وأنها وديعة كونية مقدسة ليس بوسع طرف العبث بها انما هي أبرز كنوز الانسانية، يتمتع بريعها المنتج ويزدهر المستهلك بمكوناتها، ومنذ ذلك الوقت ترسخ التفاهم بين دول مجلس التعاون والأسرة العالمية على أساس هذه القاعدة.
ورغم ذلك ظل عدم الاطمئنان في قدرة دول الخليج على الخروج من فوضى المنطقة دون اصابات في أمنها واستقرارها.
وما نراه الآن من ضعف في سعر النفط يعود بالدرجة الأولى إلى سعي الدول الصناعية إلى توسيع مصادر النفط وتحديث التكنولوجيا للبحث عن مصادر طاقة متجددة مثل واقع النفط الصخري الآن، والسبب ليس تصاعد الأسعار فقط، حيث وصلت إلى 120 دولاراً للبرميل، وانما الأهم هو قناعة الدول الصناعية بعدم الاعتماد على منابع الطاقة من الجنوب الذي تتسيده الاضطرابات والفوضى وعدم الاستقرار والحروب الطائفية والمذهبية وأنظمة فاسدة ومستبدة وأخرى راديكالية توسعية لها مشروع يستفز الحضارة الاوروبية مثل واقع ايران.
ولا شك بأن هذا النفور الغربي قد زاد بعد ان وصل الارهاب الهمجي إلى الاستيلاء على منابع النفط في شمال العراق.
وسيظل عالم الغرب مستمرا في استراتيجة الاستغناء عن نفط دول الاضطراب في الخليج وأفريقيا وأيضا في روسيا التي لا يطمئن الغرب لاستراتيجيتها وتشوقها إلى النزعة القيصرية القديمة.
لكن تبقى الحقيقة الناصعة، فمهما سعى الغرب ومهما بنى من مخازن نفطية، يبقى نفط الخليج العامل الأكبر في تصدير الطاقة إلى الماكنة الصناعية الغربية، بسبب سخائه ورخصه وسهولة الوصول اليه، وسيعود السعر إلى طبيعته..
عبدالله بشارة
أخبار ذات صلة
بعد أسعار النفط.. قضية المياه!
بوعلي وحارس الملك عبدالله
مكاوية الزهراء وأم عبدالله والسويدان!!
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
الكويت في عقد الوئام
عبدالله بشارة
18/01/2015 09:44:26 م
رئيس مصر.. على ضفاف الخليج
عبدالله بشارة
11/01/2015 10:19:11 م
أبو مازن في دنيا الغضب
عبدالله بشارة
04/01/2015 09:46:51 م
جولة في مركب الأحلام
عبدالله بشارة
21/12/2014 09:44:14 م
المولود والمفقود..في قمة الدوحة
عبدالله بشارة
14/12/2014 09:59:54 م
قمة الدوحة.. وقنابل إيران
عبدالله بشارة
07/12/2014 10:57:28 م
خادم الحرمين..وفنون الريادة
عبدالله بشارة
30/11/2014 10:22:57 م
نجاح الأمير وتجليات الرئيس
عبدالله بشارة
24/11/2014 12:27:44 ص
ساعة ونصف مع الرئيس السيسي
عبدالله بشارة
16/11/2014 11:03:24 م
عن مأساة الإدارة الحكومية
عبدالله بشارة
09/11/2014 10:36:51 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0108
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top