مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ساعة ونصف مع الرئيس السيسي

عبدالله بشارة
2014/11/16   11:03 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



بمبادرة استثنائية نظمها الفاضل عبدالعزيز البابطين، رئيس مؤسسة البابطين للثقافة وحوار الحضارات، توجهنا صباح الأربعاء 12 نوفمبر الجاري 2014 الى القاهرة لمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ضمن كوكبة من المواطنين برئاسة رئيس المؤسسة، وضمت بالاضافة الى كاتب هذه السطور، خالد البابطين، عبدالله نجيب الملا، الوزير السابق فيصل الخالد، د.محمد الرميحي، يوسف الجاسم، سامي النصف، عبدالكريم البابطين، لؤي الخرافي.
نقلتنا طائرة خاصة حيث وصلنا الى القاهرة في الساعة التاسعة والنصف بتوقيتها، وتوجهنا الى مقر الرئاسة في مصر الجديدة في موكب منظم.
كان اللقاء التمهيدي مع كل من جابر عصفور وزير الثقافة، وبحضور السيد وزير الاستثمار، حيث الحديث التمهيدي عن أبواب مصر في الانفتاح الثقافي والاستثمار والعائد الذي تأخذه مصر من سياسة الانفتاح.
ووفق الموعد استقبلنا الرئيس في الساعة العاشرة والنصف ولمدة ساعة ونصف، تقدمنا الفاضل عبدالعزيز البابطين في ابراز هدف الزيارة وهو: التهنئة بالعهد الجديد مع التأكيد على دور مصر العربي وأهمية ترسيخ العلاقات مع دول مجلس التعاون، مع استعراض لآمال المواطن العربي في التحولات الجارية في مصر.
كان هذا المدخل الذي رسمه رئيس الوفد حافزا للمجموعة لمناقشة كل التصورات حول الترابط العربي، الاستثمار، الانفتاح السياسي، تأكيد سيادة القانون، الإرهاب، الثقافة، وضرورة تنفيذ الأهداف التي يتحدث عنها الرئيس، واشترك جميع أفراد المجموعة في هذه المناقشة، والذين أجمع صوتهم على المخاوف من الإرهاب والضرورات الاحتياطية لضمان أمن الرئيس وحمايته.
كانت مناقشة ليس فيها مجاملة أو ثناء مغيث أو تمجيد مفرط، غابت عن المناقشة توهجات الأحلام الوحدوية العروبية، والابتعاد عن الواقع، وكنت أستمع وأستذكر لقاءات حضرتها مع رؤساء مصر السابقين، كان المرحوم عبدالناصر يتجلى في التحليقات في فضاء الأحلام عن الوحدة والعروبية والقيادة المصرية لأجنحتها، وكان السادات مسكونا بهموم الاحتلال وآليات تحرير سيناء، وكان حسني مبارك باحثا عن المسكنات لا اهتزاز ولا مفاجآت، وجدت الرئيس عبدالفتاح السيسي يتحدث عن التبديلات، الهم الأكبر التنمية الاقتصادية، والانفتاح الاستثماري والاتساع في التطوير الديموقراطي، على جانب آخر وفي توازن، ملاحقة الإرهاب والتعامل مع العشوائية وتشييد شبكة عربية اقليمية للتعامل مع التحديات.
لا يريد الرئيس إضافة تصليحات على نظام سابق تآكل وانما يعمل على وضع ثوابت النظام الجديد في مصر، مع استحضار الطاقم الاداري المناسب الذي يواجه قضايا مصر الكثيرة بواقعية وحزم وعزم على النجاح وينسجم مع التوجهات الدولية.
- تولى الرئيس الرد على جميع النقاط التي أثيرت حول التعقيدات الاستثمارية ومنها حالات مستعصية يعرف الرئيس تفاصيلها ومسببات مصادرتها ويرد بثقة بأن الأمور ستكون غير ما كانت مع الالتزام بفتح الشباك الواحد تحاشيا للبيروقراطية القاتلة مع اقتراب قانون الاستثمار الجديد.
- تحدث أعضاء الوفد عن دور الثقافة والتثقيف لصد اغراءات التطرف والحوار بالفكر والاقتناع بالثقافة كسلاح فعال في حوار الحضارات، وكان البعض منا يتخوف من تسلل الغلو والتطرف خلال الانتخابات القادمة، والاخر يتذمر من استمرار التخريب الإرهابي، والبعض يمدح الاجواء الجديدة في قانون الاستثمار، ومنا من أشار الى أهمية اطلاع الرأي العام على مباهج الاستثمار وفوائده للشعب المصري وغرس جينات الايمان فيه كعامل مؤازر في طريق التنمية.
كان الرئيس يرد شارحا سياسة مصر، فيؤكد لنا تصميمه على دحر الإرهاب وعزمه على تقديم قانون جديد للاستثمار، وتطوير التعليم وتوسيع الدور الثقافي، والسير التدريجي بالنهج الديموقراطي، ويتحدث بأسلوب هادئ له ثقة بالمستقبل وبقدرة مصر على المرور من عواصف اليوم، وأعجبني في قبضته على جميع العروق التي تحرك المجتمع المصري، ويقود الدبلوماسية المصرية لكي تنسجم مع النافع للشعب المصري، فليس هناك مجال للشعارات الفضفاضة، وليس هناك مكان للوهم الأيديولوجي.
أثرت شخصيا موضوعين، واحداً يريح الرئيس، والآخر ربما يستغربه، الأول عن النظام العربي الجديد الذي يتشكل الآن من مصر ودول مجلس التعاون والأردن، المؤسس على الاعتدال والوسطية، والخالي من المحبطات الأيديولوجية، وضرورة ان تقوم مصر بالمزيد لترسيخ هذا النهج ليخرج القرار العربي الاقليمي من فكر هذه المجموعة الثقيلة في نفوذها والصلبة في مكانتها السياسية والاقتصادية.
وكان الرئيس ملماً بالتصورات عن هذا المنحى حيث أشاد بالعلاقات الاستراتيجية مع مجلس التعاون وترابط مصر مع هذه المجموعة المؤثرة، مع تقدير للعلاقات المصرية-الكويتية.
والثاني عن الحساسية التي تتعامل بها مصر مع تقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الانسان والتي تتم سنويا وفق القاعدة الامريكية، وهذه التقارير تمس جميع الدول، الحلفاء والأصدقاء والخصوم، ويتم معالجتها بالتواصل والشرح والتوضيح والتواجد في مكاتب الكونجرس، ولا تشكل عقدة في العلاقات الثنائية مع الآخرين، بينما الواقع الاعلامي المصري يولي هذه التقارير فوق ما تستحق، وكنت أتمنى الاستفادة من المصريين المغتربين لاسيما في أمريكا للرد والتوضيح.
- كان الرئيس حذقا في شرحه الواثق بأن مصر ستعبر من هذا الفصل المرهق الى زمن أقل اضطرابا.
- من النادر ان يخصص رئيس مهموم بقضايا البلد الثقيلة، ساعة ونصفاً لحوار متنوع عن قضايا محلية وعربية ودولية، لا يسأم من ملاحظات لا تجامل، ولا يضيق من تعثرات اصابت مستثمرين، ووجدت اللقاء فرصة للقول الصريح:
- الرئيس مالك لما يسمى الكاريزما الآسرة، رصيده الأكبر صراحته ووضوح مشروعه وقوة العزم على الانجاز، وجدته مالكا للخامة القيادية التي تمكنه من السير بالدولة المصرية نحو النظام السياسي والاقتصادي الجديد الذي بدأ مع ثورة 30 يونيو وتتضح ملامحه يوميا.
- لفت نظري ان الرئيس يتطرق الى الحرب العراقية –الايرانية كعامل أساسي في تفجير أوتار الطائفية في المنطقة.
- مكتب الرئيس خلية فاعلة تتشكل من نشاطات متعددة يتولاها الرئيس من مكتبه الذي يفتح في الصباح الباكر، ويستمر طوال النهار، وجدت حديث الرئيس بسيطا وأنيقا خاليا من المفردات الرنانة، ويتحدث بالعربي المطعم باللهجة المصرية بلا تصنع، ويجلس بانضباط المشير، لا يتململ من القعدة ويتابع بكل اناقته.
- قدم رئيس الوفد الفاضل عبدالعزيز البابطين مشاعر التقدير والامتنان عن الجميع، مع التأكيد على توطين المقر الرئيسي للمؤسسة في القاهرة، والسعي للتجاوب مع أطروحات الرئيس، ناقلا للرئيس حقائق المودة التي يحملها الشعب الكويتي وقيادته للرئيس وللشعب المصري مع العزم على المشاركة في منظومة التطوير والتجديد التي شيدها الرئيس.
- تقبل الرئيس رجاء المجموعة بصورة جماعية وصور فردية.
ودعنا الرئيس وذهبنا الى مقر الطلاب الذين يدرسون في القاهرة من منح مؤسسة عبدالعزيز البابطين.
- عدد الطلاب خمسمائة وثمانية وثلاثون (538) طالبا وطالبة من ثلاث وأربعين دولة، هناك طلاب من فرنسا واسبانيا الى توجو في أفريقيا وتصل الى منغوليا وجنوبا الى أندونيسيا ومن جميع الدول العربية ما عدا مجلس التعاون.
- تجمع الطلبة والطالبات كل يحمل ورقة فيها التماس بتحسين المكافأة ومنطلقات المنحة، وخرجنا من القاعة بسرعة خوفا من الاختناق الطلابي.
- مرة أخرى نستذكر مؤسسة عبدالعزيز البابطين بالاعجاب بهيئتها الخيرية وسخائها الانساني، وعدنا الى الكويت مساء وكل واحد من تلك المجموعة يستخرج المعاني من لقاء نادر مع رئيس صامد وواعد.

عبدالله بشارة
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
268.0032
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top