مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الطوائف في بناء الحضارات

عبدالله خلف
2014/11/16   11:00 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الآن انقضت الصناعات الحرفية وصار كل شيء يجلب من الخارج


نعم كانت الطوائف تبني البنى التحتية للبلاد، ومنها قاعدة البناء الاجتماعي والاقتصادي، طائفة تتولى صناعة السفن.. وطائفة اخرى تتولى الحدادة، لصناعة السفن، والحاجات المنزلية من خزانات المياه والادوات واقفال الابواب، والصفارون يصنعون الادوات المنزلية القدور والدلال والاباريق.. وكانت القدور النحاسية تطلى بالقصدير لكي لا تتأكسد وتتلف الاغذية عند طبخها.. وطائفة تقوم بعمل الحياكة لصناعة «البشوت» العباءات الرجالية والنسائية وهناك عائلات تمتهن اعمال «التناكة» وهي الصفائح الحديدية للوازم ادوات المطبخ بالصفائح لنقل الماء.
الصناعات المذكورة تقوم بها أُسر يتوارث صناعة المهن الابناء عن الآباء والآباء عن الاجداد.. وهناك مهن لا تتوارثها الاسر بل يقوم بها افراد يتقنون صنعتهم كالخرازين وذلك في صنع النعل والاحزمة الجلدية.. ومن الاعمال التي تتوارثها الاسر في تعليم ابنائهم المهنة هي الصياغة. ومن المهن الفردية التي لا تهم العائلات النجارة.. وصناعة الحظور.. اما القلاليف فبالاضافة الى صنع السفن كانوا يعملون الابواب للمنازل الصغيرة والكبيرة منها ابواب الدروازة العملاقة وابواب المساجد.. واضخم عمل قام به القلاليف صناعة ابواب ونوافذ مدرسة الشويخ الثانوية التي مازالت باقية حتى الآن.. وقبلها المدارس السابقة كالمباركية والشرقية والقبلية والاحمدية.. والملاحظ ان كل ادوات الحرف كانت تصنع محليا.
والحضارات العربية عرفت بصناعات يدوية تقضي حوائج المجتمعات وكانت الاسواق تسمى بالحرف كسوق الصفافير، وسوق التناكة، والحدادين، واشهر مكان للحدادين هو سوق المناخ، وامام قصر السيف والنقع القبلية والوسط.. اما صناعة السفن فكانت على شاطئ البحر امام (العمارات) وهي اماكن بيع الاخشاب وما يلزم السفن.. من الذين دونوا وكتبوا عنا لحرف الاستاذ محمد عبدالهادي جمال، والاستاذ الدكتور يعقوب يوسف الحجي اما الاعمال الغالية فكانت في الغوص للبحث عن اللؤلؤ والسفر للتجارة في افريقيا والهند الكبرى.. والآن انقرضت الصناعات، فلا يصنع شيء غير صناعة «البشوت» العباءات.. وصار كل شيء يجلب من الخارج..
وان ذهبت الى المدن في الدول العربية والاسلامية تجد اسواق الحرف حتي صارت مصدر جلب السواح الاجانب الذين فقدوا في بلادهم الصناعات اليدوية بعد ان قضت عليها الآلة وانتهت الحرف اليدوية.. ومازالت مدن مملكة المغرب يقصدها الاوروبيون ليقتنوا بعض الصناعات النحاسية والجلدية والاخشاب المطعمة بالنحاس والفضة وهناك اسواق في القاهرة تقوم بهذه الاعمال وفي دول عربية عديدة مغاربة، وبغداد، ودمشق حتى جلبت اعمالا مصنوعة من الصين نافست الاسعار المحلية، واخذت هذه الصناعات تقل واهتم ابناء الصناع بالدراسة، وابتعدوا عن الموروث الصناعي.. وجاءت الصناعات الرخيصة وبدائلها من اقصى الارض من الصين.
الطائفة والطائفية اتخذوا لها مدلولا سياسيا.. واسدلوا الستار على تلك الخدمات الوطنية في بناء البنية التحتية التي اعطت لتجارة الكويت بُعدا عالميا بواسطة السفن الخشبية العملاقة التي اخذت بتصدير جملة تمور العراق الى شرق وجنوب افريقيا والى الهند الكبرى وجزرها وموانئها لاحياء تجارة التمور في الهند.. ثم العودة بحاجات الكويت والعراق من الاخشاب لصناعة السفن وبناء المنازل وتوريد الاقمشة والبهارات والاثاث.
هذه هي الصورة الحميدة لابناء الطوائف وبالمقابل كانت تجارة قوافل الصحراء التي تتاجر في بيع الاصواف والجلود والالبان وما يجلب من بلاد الجوار والبلاد البعيدة من مصر والشام والقريبة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
325.0084
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top