مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رحرحة

داعش.. فيلم هوليودي

أسامة غريب
2014/10/07   08:22 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



تتواتر الأنباء عن الحصار الذي تضربه قوات الدولة الاسلامية حول مدينة عين العرب أو كوباني بالتسمية الكردية، وعن الدفاع الذي يبذله الأكراد للدفاع عن مدينتهم التي توشك على السقوط.الجدير بالذكر ان المدينة تقع داخل الحدود السورية ومع هذا فان أحداً لا يتحدث عن الجيش السوري كمدافع عنها بعد ان أضحت الدولة السورية في خبر كان!.. الحديث الآن يدور حول وجوب قيام الجيش التركي بالتصدي لميليشيات داعش بمعاونة طيران الناتو.والحقيقة ان هذا الأمر يعد أقرب الى الخيال، اذ ان مدينة عين العرب هذه هي معقل قوات حزب العمال الكردستاني المناوئ لأنقرة والذي خاض حرب استنزاف ضد الجيش التركي لعشرات السنين قبل ان يتم توقيع هدنة بين الطرفين.السؤال الآن: هل يترك الأتراك قوات داعش تجهز على عدوهم (حزب العمال) وتحتل معقله الواقع داخل الأراضي السورية، وبذلك تنشأ منطقة عازلة خارج الأراضي التركية، أم تمد يد العون لعدوها التاريخي نتيجة ادراكها ان سقوط كوباني سيثير شهية الدواعش للحم الأتراك فيتمددون داخل الحرم العثماني؟.الاجابة سنعرفها عملياً خلال الأيام المقبلة.
لكن يتبقى السؤال حول قوة داعش التي يزعم الأمريكان أنها فاجأتهم والتي يقرر البريطانيون أنها تحتاج لعدة سنوات قبل ان يقضوا عليها! ما هو الموضوع بالضبط.. و ما هو أصل الحكاية؟.قد نفهم ان تقوم ميليشيات داعش بهزيمة الجيش السوري المفكك وان تقوم باحتلال أراض في العراق على أشلاء الجيش العراقي المصنع من ورق.. لكن ما هي القوة الخارقة التي يملكها هذا التنظيم حتى إنها تخيف الأردن والسعودية وتركيا وايران وتقلق الأمريكان وتقض مضجعهم؟ عند تقليب الأمر على كافة وجوهه أجد الموضوع غير متماسك، فميليشيات داعش لا تمتلك قوة جوية ولا أسلحة مضادة للطيران، وليس لديها أدوات شوشرة واعاقة الكترونية، كما أنها لا تملك منصات صواريخ متحركة ولا تحوز دبابات حديثة، وكل الكلام عن الأسلحة التي غنمتها من الجيشين السوري والعراقي هو حديث مبالغ فيه، فالمقاتل الذي يحمل بندقية عندما يغنم دبابة من عدوه فانه يستطيع ان يعرضها للتصوير كعمل دعائي مبهر لكنه لا يستطيع ان يأتي بذخيرتها ولا بأطقم جاهزة للعمل عليها في خلال أسبوع!.. قوات داعش اذن هي ميليشيات قادمة من كل مكان تتحرك على مدرعات وعربات جر رباعي لكنها ليست شياطين أو أشباح، وقد كان يمكن الحديث عن صمودها في وجه الطيران الأمريكي لو أنها تتمركز تحت الأرض وتخفي نشاطها بالأسفل كما تفعل المقاومة العربية في غزة وفي جنوب لبنان، لكننا هنا نتحدث عن قوات متحركة شديدة الجسارة تواجه قصفاً متواصلاً من طيران 50 دولة بزعامة أمريكا وفي الوقت نفسه يتوغل جنودها في لحم الأعداء في الشمال والجنوب والشرق والغرب ويخوضون أشرس المعارك البرية ويحتلون أرضاً جديدة كل يوم! أي عقل يمكن ان يصدق هذا؟ ان الأفلام الهندية ذاتها لا تجسر على تقديم هذا الهبوط الدرامي المفتعل.
في ظني ان الموضوع لا يخرج عن كونه تطبيقا عمليا لنظرية الفوضى الخلاقة التي حدثتنا عنها الأخت كونداليزا رايس في السابق.ما يحدث هو تخطيط اسرائيلي أمريكي شديد الاتقان.هل تلاحظون ان داعش لم تسبب ازعاجاً من أي نوع لاسرائيل، وان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تخشي داعش ولا تتحسب لخطرها المزعوم على أي نحو؟ اسرائيل التي تقيم الدنيا ولا تقعدها لو ان دولة عربية على بعد آلاف الأميال اخترعت «فلترا» لتنقية المياه تنام الآن ملء شواردها والداعشيون لا يبتعدون كثيراً عن حدودها!.
في اعتقادي ان تنظيم داعش في مستوياته العليا هو صنيعة أمريكية بامتياز، أما المتطوعون الذين يشكلون الوقود الذي يحترق لاقامة دولة الخلافة فهم شباب بسطاء يحملون سخطاً مستحقاً ضد الأوضاع في العالم العربي، يمتطون التنظيم كصاروخ يحملهم الى الفردوس.. اما دولة الخلافة أو الجنة ونعيمها!.أما الأمريكان فانهم يحلقون بطائراتهم في الأعلى يضربون قوات داعش بشكل محدود لا يقصد الى تصفيتها، كما يضربون باقي الميليشيات الاسلامية في سورية والعراق، وينوون البقاء على هذا الوضع لسنوات.. يفتحون الحنفية لهذا التنظيم اليوم ليغلقوها في وجهه غداً والعكس. وبطبيعة الحال فان هذا الوضع من شأنه ان يستنزف الايرانيين الذين سيظلون طول الوقت على أهبة الاستعداد لمواجهة الخطر الداعشي غير البعيد عن حدودهم، وكذلك يستنزف الأتراك الذين قد ينغمسون مباشرة في الصراع ويغوصون في الرمال المتحركة، فضلاً عن الرعب الذي سيفرضونه طوال الوقت على العرب.. وبهذا يأمن الاسرائيليون ويعيشون في تبات ونبات ويخلفون صبياناً وبنات يلتحقون بجيش الدفاع الاسرائيلي الذي لا يقترب منه الدواعش أبداً!

أسامة غريب
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
783.016
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top