مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

لكل مشكلة حل

عمار كاظم
2014/01/31   09:48 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

طريق الحياة لم ولن يكون يوماً معبداً أو مفروشاً بالورد والرياحين


هل طريق الحياة معبد بلا أشواك ولا عثرات ولامطبات ولا حفر ولا أسلاك شائكة؟ هل هناك إنسان في الدنيا يعيش حياته بلا مشاكل؟ هل المشكلة هي نهاية المطاف فإما أن تحل وإما أن تنتهي الحياة؟ وهل هناك أصلا مشكلة لا حل لها؟ وماذا يمكن أن تأخذ من المشاكل كزاد في طريق حياتنا التي ستخلو في يوم من الأيام من المشاكل. لا شك في أننا لسنا أول من ابتلى بالمشاكل صعبة كانت أو بسيطة، فمنذ أبينا آدم نشبت المشكلة الأولى في الاقتراب من الشجرة المحرمة التي نهي عن الأكل منها فوسوس له الشيطان ووقعت المشكلة الأخرى مشكلة الغيرة والحسد بين الأخوة ليقاتل قابيل هابيل ولولا المشاكل لكانت الحياة غير الحياة ولكانت الأمور تسير على وتيرة واحدة وربما كانت تبعث على السأم والرتابة والملل. المشاكل كما يعبر عنها هي ملح الحياة. والناس إزاء المشاكل، أحدهم يهرب منها كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال ظناً منها أنها تخفي كيانها كله عن أعين الصياد، والآخر يواجه المشكلة بأساليب المواجهة المختلفة إما بإعمال العقل والتفكير، وإما بالتعاون مع الآخرين على حلها، ولا يهدأ له بال حتى يتمكن من تسوية المشكلة ليواجه الحياة بعدها بروح واثقة قادرة على مواجهة الصعاب والعراقيل. طريق الحياة لم ولن يكون في يوم من الأيام معبداً أو مفروشاً بالورد والرياحين ولن نجد في يوم من الأيام شخصاً يدعي أنه يحيا حياة خالية من المشاكل. الهروب من المشكلة كالهروب من المرض أي تركه يستفحل من غير علاج فقد يكون العلاج سهلاً في البداية لكنه مع الترك والإهمال قد تحدث مضاعفات ليست بالبال ولا بالحسبان.
حسن الظن الزائد والطيبة المفرطة لدرجة السذاجة تعتبر حقلا خصباً للمشاكل العارضة، فالمستغلون كثيرون والنصابون كثيرون والذئاب البشرية من حولنا ليست قليلة والمتلاعبون بالقيم والأخلاق الذين ماتت ضمائرهم منتشرون هنا وهناك فإذا ما ساءت أخلاق الناس في مجتمع ما وأحسنت الظن فقد أوقعت نفسك في مشاكل قد يتعذر حلها [والقانون لا يحمي المغفلين]. إن حالة الإنسان ازاء المشاكل المداهمة كحال الكريات البيضاء في الدم حينما يداهم الجسم ميكروب معين فإنها تنشط في الذود عن حرم الجسد بكل ما أوتيت من قوة فلكل مشكلة حل ولكل مأزق مخرج والمشكلة بحد ذاتها نعمة لأنها تشكل خميرة لأفكار، وحلول لمشاكل ربما تواجهنا مستقبلا كما أنها تستنفر قوانا المختلفة من أجل أن نوظف أفضل ما عندنا في مواجهة التحدي الذي تمثله المشكلة. التفاهم والصراحة مع الطرف الآخر في المشكلة من أفضل الطرق لتسويتها وقد يتطلب الأمر بعض التنازل لمصلحة أكبر وهي الحفاظ على أواصر الأخوة والجيرة والقرابة وعلى الإنسان التفكير في أي خطوة يخطوها ودراستها جيدا واستشارة ذوي الخبرة والتجربة والترتيب في إعطاء القرار كل ذلك من العوامل المساعدة على تطويق المشاكل وعدم الابتلاء بها لأن التسرع والتهور والعجلة توقع في الندامة.
وللثقافة دور كبير ومهم في تضييق شقة الخلاف مع الآخرين وبالتالي تقليص المسافة التي تنبت فيها أدغال المشاكل، فالمحصول الثقافي لأي منا ينفع في حسن التعامل كما يساعد في حل المشاكل وإيجاد البدائل والخيارات أمام صاحب المشكلة. على الإنسان أن يلجأ إلى الله تعالى كذلك في حل مشاكله {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} (النمل/ 62) في الدعاء والتضرع بين يديه والاستغفار والتوبة والإنابة إليه ويبسط جراحه ومشاكله وهمومه بين يدي الله تعالى ويتوسل إلى الله برحمته وعطفه ولطفه وعافيته فإذا ما أغلقت الأبواب فباب الله تعالى مفتوح في الليل والنهار. إننا معنيون ليس بالبحث عن حلول لمشاكلنا الذاتية فحسب بل عن حلول لمشاكل الأمة التي ننتمي إليها أيضا (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وفي الحديث أيضا (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم).

عمار كاظم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
280.0124
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top