الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
01:49
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
العصر 14:57
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=391284&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
عودة السادات...في ذكرى أكتوبر
عبدالله بشارة
2014/10/12
10:12 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
لا أنسى صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 حيث اتصل بي مراسل تلفزيون الكويت السيد ليفون كشيشيان من مبنى الأمم المتحدة ليخبرني بأن الجيش المصري بدأ في تحطيم التحصينات التي شيدها الجيش الاسرائيلي على ضفة القنال الشرقية وبشكل مفاجئ ومؤثر، كنت في المنزل المجاور لمبنى الأمم المتحدة، فتوجهت الى هناك حيث بدأت تجمعات الوفود، الكل يتساءل عن مواقف الدول الكبرى وعن توجهات كل من مصر وسورية مع تحليلات عن مسببات نجاح العبور وردة فعل اسرائيل.
ظلت الأمم المتحدة في حالة من الشلل استمرت أسبوعا، فلا أحد من الأطراف في ذلك الأسبوع المشحون بالمخاطر، يريد اللجوء الى مجلس الأمن ولم تنجح مساعي بعض الأطراف من أعضاء مجلس الأمن في دفع الأمين العام للأمم المتحدة ليطلب اجتماع مجلس الأمن وفق المادة 99 من الميثاق التي تتيح له تحت بند - تهديد الأمن والسلام العالميين – دعوة المجلس لمناقشة الوضع.
كان الشلل المسيطر على مبنى الأمم المتحدة يثير قلق الدول الأعضاء التي ترى في مجلس الأمن الآلية الفاعلة للتدخل، غير ان الواقع لا يشي باحتمالات التدخل ويعود ذلك الى ان واقع المعارك لم يتضح خاصة وكنا نسمع من مصادر الأمم المتحدة بأن وفد اسرائيل يشيع بأن بلاده تحتاج الى أسبوع لتجهيز قوتها المؤثرة.
كان الشعور العام في مبنى الأمم المتحدة بأن الرئس السادات أجاد في تحضير الأجواء العربية والدولية لخطة العبور، فقد آمن بضرورة اعداد مشاركة سورية أخذته الى دمشق ومؤازرة عربية حملته الى الرياض والكويت وشمال أفريقيا، وأدرك ضرورة تأمين شبكة دعم عربية لاسيما من الرياض، وبعد ان تمكن من استعادة الثقة بين المؤثرين من القيادات العربية، توجه الى الأمم المتحدة في صيف 1973، قبل الحرب بشهرين، طالبا الانصاف والعدالة عبر صوت وزير الخارجية المصري الدكتور محمد حسن الزيات، الذي جاء الى مجلس الأمن، بخبرة واسعة ملما بقواعد العمل في المجلس، وعالما بأن المجلس يعطي بقدر ما لدى الزيات من أوراق، فاذا كان جيبه خاليا من آليات توازن القوى فلن ينال شيئا.
تابعنا المداولات في مجلس الأمن لمدة ثلاثة أسابيع، كان طرح الزيات مطالبا بنهوض مجلس الأمن بمسؤولياته في احترام مبادئ الميثاق، وكان يجلس ساعات على مقعده مستمعا الى المتحدثين من الدول التي زاد عددها عن خمسين دولة شاركت في المناقشات، وهو ثابت على كرسي غير مريح بجسمه العريض ووزنه المكتظ، وعندما يتكلم يستحضر بنبرات الأسى والأحزان على الأوضاع البائسة التي تتسيد العلاقات الدولية.
كانت الحصيلة لجوء السفير الأمريكي الى الفيتو لاسقاط مشروع الزيات، كان السفير الأمريكي واسمه سكالي من مستوى الدرجة الثانية، كان صحافيا مغمورا عينه كسينجر سفيرا لعدم ايمانه بالأمم المتحدة.
استمعت الى كلمة الزيات بعد الفيتو، موجها كلامه الى مجلس الأمن والى السفير الأمريكي قائلا بأنه سيعود الى مصر ليبلغ الشعب المصري بأنه لا أمل في المجلس وأن الأبواب لحلول سلمية أغلقت تماما، كان يتحدث بلجهة فيها مرارة الخيبة، وكان يقول للشعب المصري لا أمل لكم في الأمم المتحدة، ابحثوا عن طريق آخر، ولا أعتقد بأنه على علم باستراتيجية السادات العسكرية..
نشرت الأهرام، في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي – 6 أكتوبر – ان الرئيس السادات جمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 14 أكتوبر 1970، ليتعرف على الحقائق وأبعاد الموقف العسكري، وبعد ان شرح القادة تفاصيل الموقف، طلب منهم السادات الاستعداد للحرب والتخطيط لتحرير أي جزء من سيناء ولو عشرة سنتيمترات، فلم يصدق الفريق فوزي هذا التوجه وطلب من السادات التوقيع على استئناف معارك الاستنزاف، فغضب السادات.
واصل السادات اجتماعاته مع القيادة العسكرية حول المعركة الهجومية، ووضع خطة تتفق مع الامكانات الموجودة فعلا، طالبا من العسكريين تحرير أي مساحة من شرق القناة والصمود عليها، اعتمادا على ان السياسة ستقوم بباقي العمل.
ووضع السادات استراتيجية مصر على أساس العبور والصمود على الأرض المحررة وأن يتم هذا النصر خلال الأربعة والعشرين ساعة الأولى، وأن تتكفل القوات المسلحة بكسب هذه الساعات.
وأصبح منطلق المعركة كما وضعه الفريق أحمد اسماعيل «تحدي نظرية الأمن الاسرائيلي وذلك عن طريق عمل عسكري حسب امكانات القوات المسلحة، يكون هدفه الحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو» هذا النص يراعي التوازن بين حدود المسؤولية والامكانات المتاحة.
وقد طلب الفريق اسماعيل من جميع القيادات التوقيع على هذا الطلب لتأكيد قدرتهم على تنفيذ المهام التي كلفوا فيها وفق الخطة.
كان أساس الخطة التي وضعت بعد هزيمة 67 تنظيم عبور القوات المسلحة بحيث تصل الى مضائق سيناء وتسيطر عليها، وطلب السادات رأي الفريق أحمد اسماعيل حول هذه النقطة، فكان الرد (يا ريس بصراحة لم نعد نستطيع ان نستأنف حرب الاستنزاف، وأيضا لا نستطيع ان نقوم بعمليات عسكرية ضخمة، لكن من الممكن القيام بعمليات لتحرير سيناء على مراحل، نعبر أولا القناة ونفتح الساتر الترابي، ونأخذ قطعة أرض نتشبث بها، ونبدأ التفاوض) ومن هنا بدأت فكرة التحريك من أجل التحرير.
ويضيف الفريق اسماعيل، بأنه تواصل مع السادات لمدة أسبوع كامل يشرح للرئيس هذه الخطة، وعندها قال له السادات رشح لي خمسة أشخاص من الجيش لتنفيذ الخطة، فرشحت له خمسة من القادة العسكريين الموجودين في الجيش، لكنه رفضهم، وقال لي يا أحمد قدرك ان تتولى رئاسة الجيش وتنفيذ خطة الحرب.
في 26 أكتوبر 1972، أعلن رسميا تعيين الفريق أحمد اسماعيل قائدا عاما للقوات المسلحة لاعداد الجيش للقتال.
تحمل السادات وحده المسؤولية الوطنية والسياسية في اتخاذ قرار الحرب، وتعامل مع الوضع المتوتر بأعصاب من فولاذ، لم يهتز وظل قابضا بصرامة على الوضع، يستدعي القادة لاجتماعات متتالية.
ويقول وزير خارجية مصر الأسبق، السيد أحمد أبو الغيط، في كتابه - شاهد على الحرب والسلام - وفي صفحة 109: ان الرئيس السادات كان يعمل في غياب الدعم الكافي من كبار معاونيه وأنه ترك وحيدا ليتحمل مسؤوليات القرار السياسي أو العسكري فيما عدا المناقشات التي كان بعض كبار المسؤولين القريبين منه يجرونها معه بين الحين والآخر.
كان السيد حافظ اسماعيل، مستشار الأمن القومي، يراقب هذا الوضع غير المريح ويتصور وجود تأثير سلبي لبعض القيادات وغياب البعض الآخر عن المساهمة البناءة في رسم الصورة والموقف، وبسبب قلقه من ترك الرئيس وحيدا، ذهب للقاء خمس شخصيات كبيرة أو أكثر، منها (حسين الشافعي، الدكتور فوزي، عبدالقادر حاتم، مصطفى خليل، عزيز صدقي وممدوح سالم) وتحدث معهم حول ما يستشعره من حاجة للالتفاف حول الرئيس وعدم تركه بمفرده، وقد وصلت الى الرئيس السادات أخبار هذه الاتصالات وبشكل أعطاه الانطباع الخاطئ، وقد نقله السادات الى وظيفة أخرى بعد وقف اطلاق النار.
ومن الطبيعي ان يبرز الاختلاف حول استراتيجية السادات التي ترتكز على العبور والاحتفاظ بالمكاسب العسكرية واستخدام هذا النجاح لتحقيق المزايا والأهداف السياسية المطلوبة.
كان البعض يصر على ضرورة التقدم الى المضايق، ولم تسمح الامكانات بذلك، ورغم محاولات القوات المصرية لتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر الا أنها فشلت بسبب استنفاد طاقاتها، ولذلك اتخذت القيادة العسكرية وقف المضي في الهجوم وتفادي تعريض القوات المصرية لمزيد من الخسائر الفادحة.
ومع هذه التطورات التي رافقت فشل الهجوم المصري نحو المضايق، ونجاح اسرائيل في الثغرة، انتقلت جهود السادات الى ادارة المعركة السياسية، في رسائل متلاحقة بين حافظ اسماعيل وكيسنجر، وخلاصة هذه المراسلات ان أمريكا تريد انهاء القتال تحت ظروف لتسهيل التقدم نحو تسوية نهائية ويعني ذلك دعم اسرائيل لكي تعيد التوازن الاستراتيجي والعسكري مع مصر لكي يمارس كيسنجر دبلوماسية التقريب نحو تسوية النزاع.
في 16 أكتوبر يتحدث السادات أمام مجلس الشعب طارحا الرؤية المصرية المتكاملة للتسوية في استعادة مصر لأراضيها مع دعوة لمؤتمر سلام دولي تحت اشراف الامم المتحدة لوضع ضوابط سلام في المنطقة يقوم على الحقوق المشروعة لشعوبها.
من حق المصريين ان يحتفلوا بعيد النصر الذي تحقق بفضل قيادات سياسية وعسكرية لها هدف واضح ومحدد، يسعى الى تحقيقه جيش محترف ومدرب غير الجيش الذي كان المشير عامر يقوده ويشرف عليه شمس بدران الذي كانت مأموريته تضبيط الجيش لتأمين النظام القائم.
وما كان الرئيس السادات ان يحقق نصر أكتوبر في معية مراكز القوى التي كانت تعطي لنفسها وراثة العهد الناصري والحفاظ عليه والتي لم يبق لها سند أخلاقي بعد كارثة الهزيمة في 1967، وتخلص منها السادات في مايو 1971.
يظل السادات وتركته مثار جدل ومادة للتحليل الأكاديمي ويظل الشعب المصري الذي تحمل كثيرا لتحقيق الفوز في أكتوبر على يقين بأن جرأة السادات وادارته للحرب وبطولات الجيش، أمنت تحرير الأراضي المصرية من الاحتلال، ولولا ذلك لتواجد الآن مئات الألوف من المستوطنين الاسرائليين في سيناء.
من حق السادات ان يتحصن بموقع بارز في تاريخ مصر وفي وجدان الشعب المصري فقد اختارته الأقدار ان يكون الرئيس الذي يستخلص الهدف المطلوب من نار تحرق، وأجاد الدور...
مبروك للجميع يوم النصر العظيم..
عبدالله بشارة
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
الكويت في عقد الوئام
عبدالله بشارة
18/01/2015 09:44:26 م
رئيس مصر.. على ضفاف الخليج
عبدالله بشارة
11/01/2015 10:19:11 م
أبو مازن في دنيا الغضب
عبدالله بشارة
04/01/2015 09:46:51 م
أوجاع النفط.. ومباهجه
عبدالله بشارة
28/12/2014 10:08:40 م
جولة في مركب الأحلام
عبدالله بشارة
21/12/2014 09:44:14 م
المولود والمفقود..في قمة الدوحة
عبدالله بشارة
14/12/2014 09:59:54 م
قمة الدوحة.. وقنابل إيران
عبدالله بشارة
07/12/2014 10:57:28 م
خادم الحرمين..وفنون الريادة
عبدالله بشارة
30/11/2014 10:22:57 م
نجاح الأمير وتجليات الرئيس
عبدالله بشارة
24/11/2014 12:27:44 ص
ساعة ونصف مع الرئيس السيسي
عبدالله بشارة
16/11/2014 11:03:24 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0109
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top