مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

لن يتمكن «أوباما» من الوفاء بوعوده

عبدالله الهدلق
2014/04/02   10:35 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



يقوم الاعلام الرسمي عن زيارة الرئيس الامريكي «باراك اوباما» الاخيرة للمملكة العربية السعودية ولقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يقول: «جرى خلال المباحثات بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع المجالات، كما بحثا مجمل الاحداث في المنطقة والمستجدات على الساحة الدولية وموقف البلدين منها، واكدا ان التحالف الاستراتيجي بين الجانبين لايزال قائما منذ اكثر من (80) عاما، ووعد «اوباما» بما يلي:
< منع ايران من الحصول على سلاح نووي!!
< حماية امن دول الخليج العربي من أي دور ايراني مزعزع لاستقرار المنطقة!!
< امريكا ملتزمة بحماية اصدقائها وحلفائها في المنطقة والدفاع عنهم!!
< نعمل ضد نظام بشار الاسد!! وندعم الحكومة اليمنية في مواجهة الحوثيين!! ونتصدى لحزب الله!! ونواجه تصرفات ايران الارهابية!!
< لن نقبل اتفاقا سيئا مع ايران!!
< سندعم الشعب السوري ونساعده ضد نظام بشار الاسد!!
وعود كثيرة وتعهدات واسعة لن يتمكن «اوباما» وادارته من الوفاء بها ما لم تدرك تلك الادارة من الحزب الديموقراطي الحاكم في واشنطن ان عقود التسلح الهائلة التي تبرمها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي مع واشنطن سنويا، يمكن ان تتحول الى عواصم اوروبية وآسيوية اخرى ما لم تلتزم واشنطن – التي يسيطر عليها الحزب الديموقراطي الامريكي الآن – بوعودها وتقدر مصالحها، وتعلم ان المصالح المشتركة بين واشنطن والعواصم العربية لدول الخليج العربي يجب ان تخضع لميزان دقيق يراعي مصالح تلك الدول وامنها واستقرارها قبل كل شيء مهما كانت الاغراءات المقابلة أو المصالح البديلة.
ويُعدِّ الرئيس الامريكي الحالي «باراك اوباما» المنتمي للحزب الديموقراطي من اسوأ الرؤساء الذين مروا على امريكا في تاريخها الحديث ان لم يكن اسوأهم قاطبة، فقد دهور الاقتصاد الامريكي وافقدها هيبتها ووزنها السياسي الدولي ومكانتها في المحافل الدولية.

واشنطن وموسكو كل يحاول إيذاء الآخر

طبقا لما اوردته «فايننشال تايمز» فإن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الذي دفع روسيا الى ضم شبه جزيرة القرم الى اراضيها، حركته نوازع قومية شديدة وشعور عميق بظلم تاريخي يعتبر الغرب مسؤولا عنه، وانتقد «بوتين» امريكا وحلفاءها دون اعتبار لعواقب ذلك، انتقدهم لفرضهم مزيدا من العقوبات على موسكو، ولكن تلك الحقائق لم تمنع المسؤولين الامريكيين والروس من العمل جنبا الى جنب في «فيينا» غير عابئين بحرب باردة جديدة بدأت تتكشف فصولها شيئا فشيئا، خاض الجانبان مفاوضات حول وجوب تقليص بلاد فارس «ايران» لطموحاتها النووية وسعيها الحثيث للحصول على قنبلة نووية، ووجوب عدم تصعيد درجة التوتر في منطقة الخليج العربي، وغني عن القول ان «موسكو» قد شاركت في تلك المفاوضات انطلاقا من مصالحها الخاصة ودون اعتبار لمصالح الولايات المتحدة الامريكية.
وعلى الرغم من سلوك الروس الجيد نوعا ما في «فيينا»، فقد غادرها المسؤولون الروس بعد انتهاء المفاوضات بتحذير مفاده ان ممثلي «موسكو» يمكن ان يستخدموا المحادثات النووية في المستقبل كورقة ضغط في لعبة رفع مستوى الرهانات مع امريكا وحلفائها، وقد توقع في هذا الاطار «فيودور لوكيانوف» خبير السياسة الخارجية في «موسكو» ان تعزز روسيا علاقاتها مع بلاد فارس «ايران»، وتوسع وتكثف امدادات السلاح للنظام السوري، وتزيد متاعب الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط، وتخرب مصالح الغرب وتضعف تصميمهم وتشجع النظام الفارسي عن طريق ابرام صفقات جديدة لبيع السلاح الروسي له ولاسيما انظمة الصواريخ الدفاعية الطويلة المدى من طراز «S-300»، وتتحرك «موسكو» لتقويض نظام العقوبات الغربي الذي اجبر بلاد فارس «ايران» على قبول المفاوضات والدخول فيها.
وعلى الرغم من ان «موسكو» - كما يرى المحلل السياسي «كليف كوبتشان» من مجموعة يوروآسيا – قد تعطي الضوء الاخضر لبنوكها لتستأنف صفقاتها ومعاملاتها المالية والتمويلية مع «طهران» وانعاش الاتفاقيات التجارية التي عارضتها «واشنطن» سابقا، ومنها اتفاق المقايضة الذي يسمح لبلاد فارس «ايران» ببيع نفطها لروسيا مقابل حصولها على السلع والمعدات، وعلى أي حال – والكلام لـ«كليف كوبتشان» و«فيودور لوكيانوف» - فإن من السذاجة السياسية الاعتقاد بأن الازمة الاوكرانية لن تمس في حال تدهورها السياسة الروسية في الشرق الاوسط وتؤثر على ايران.
ولكن طهران وعلى الرغم من المكاسب التي قد تحققها على المدى القصير من اقامة علاقات أوثق مع موسكو فإن هدف بلاد فارس «ايران» النهائي من حل خلافها النووي مع المجتمع الدولي هو اصلاح اقتصادها المتدهور والمتهالك عن طريق التمويل الغربي وما يلحق به من استثمار وتكنولوجيا وليس بربطه باقتصاد روسي متعثر ومتداع هو الآخر من العقوبات الدولية.
ولكن خرق نظام حظر تصدير النفط الفارسي «الايراني» من شأنه ان يشجع الآخرين على تجاهل العقوبات ويوفر لبلاد فارس «ايران» مبررا للتشدد في مواقفها في المفاوضات النووية فإلى أي حد أو مدى تستطيع «موسكو» تخريب مصالح الغرب عن طريق تشجيع بلاد فارس «ايران» للانسحاب من المفاوضات النووية واضعاف تصميم الغرب على منع «طهران» من الحصول على السلاح النووي ومنع تصعيد درجة التوتر في منطقة الخليج العربي؟!
وهكذا تستمر واشنطن وموسكو في محاولاتهما لإيذاء كل منهما الآخر ومواصلة لعبة السياسة القذرة.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.0083
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top