الأربعاء
15/04/1447 هـ
الموافق
08/10/2025 م
الساعة
03:48
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:26
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=365885&yearquarter=20142&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
الوئام المدني باب وحيد للانفراج في مصر
فهمي هويدي
2014/06/17
09:55 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
لا نريد أن نرهن مستقبل الاستقرار في مصر لهوى شخصي أو حسابات مجموعة من المزايدين مهما كان ضجيجها
في التجربة الجزائرية بكل تعقيداتها وفظائعها وشلال الدم الذي أراقته أمكن تحقيق الوئام المدني وتم تجاوز الأزمة
ما لم يتحقق الوئام المدني في مصر، فإن أي إنجاز يحققه الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء ولايته سيظل منقوصا.
(1)
لست صاحب مصطلح الوئام المدني ولكنني استعرته من القاموس السياسي الجزائري، ذلك أنه كان العنوان الذي دخل به السيد عبدالعزيز بوتفليقة إلى رئاسة الجمهورية في عام 1999، وبه حفر اسمه في التاريخ الجزائري الحديث، فقد كانت الجزائر قد عانت من العنف والإرهاب والشلل السياسي طوال عشر سنوات (من بداية التسعينيات إلى بداية الألفية الثانية) وهي الفترة التي باتت توصف حتى الآن بأنها العشرية السوداء، التي قتل فيها نحو 250 ألف جزائري، ومعروف ان شرارة العنف انطلقت عقب تدخل الجيش لإلغاء الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 1991 وحققت فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ تفوقا ساحقا، ازاء ذلك نزلت دبابات الجيش إلى الشوارع وشكلت قيادته ما سمي بالمجلس الأعلى للدولة، الذي أجبر الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة، باعتبار أنه الذي فتح الباب للتعددية السياسية واجراء الانتخابات، وازاء ذلك الانسداد لجأت الجماعات الاسلامية إلى العنف الذي أغرق البلاد في الدم للسنوات العشر اللاحقة.
لا قوة الجيش نجحت في القضاء على جماعات العنف، ولا استطاعت تلك الجماعات ان تكسر شوكة السلطة، وقد تعاقب على رئاسة الجمهورية خلال تلك الفترة ثلاثة رؤساء (محمد بوضياف علي كافي اليمين زروال) لكنهم فشلوا في وقف شلال الدم المتدفق، إلى ان ظهر في الأفق عبدالعزيز بوتفليقة في عام 1999 رافعا راية الوئام المدني، التي كانت بداية لانهاء الصراع وطي صفحته، قال بوتفليقة ان مشروعه يرتكز على تحقيق الوفاق الأهلي، وقدم مشروعا بذلك إلى مجلس الأمة الذي أيده بأغلبية كبيرة، ولم يكتف بذلك وانما طرحه على الاستفتاء الشعبي العام وتجاوزت نسبة مؤيديه %98، وكان تنفيذ قانون الوئام هو مفتاح الانفراج وعودة السلم الأهلي إلى البلاد، اذ بدأ التنفيذ فور صدور القانون في عام 1999 الأمر الذي ترتب عليه وقف الصدام المسلح وعودة أغلب أعضاء الجماعات المسلحة من الجبال إلى بيوتهم بعد تسليم سلاحهم، ولأن القانون عالج أوضاع أعضاء الجماعات المسلحة التي باشرت العنف فإن قانونا آخر صدر في عام 2006 باسم «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية» ليكمل مهمة قانون الوئام، وقد استفتي عليه الشعب أيضا، به خطا بوتفليقة خطوة أخرى أبعد في تنظيم العفو العام وتحقيق الوئام، ومن أهم ما عالجه الميثاق ما يلي:
< العفو عن الإرهابيين الذين سلموا أسلحتهم، باستثناء المذنبين في جرائم القتل الجماعي والهجمات التفجيرية على المنشآت العامة والاغتصاب، وشمل العفو الأشخاص المحكوم عليهم غيابيا.
< التبرئة الضمنية للأجهزة الأمنية من تهمة «اختفاء» أكثر من 7000 جزائري قسريا.
< تنظيم التعويضات المالية وغيرها لأسر القتلى والمختفين،
في القانونين تفاصيل كثيرة تهم أهل الاختصاص، لكن أهم ما فيهما أنهما عبرا عن ارادة سياسية حقيقية لحل الأزمة، ثم انهما أصدرا عفوا عن أعضاء الجماعات المسلحة، بمن فيهم الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن حضوريا أو غيابيا، ولم يستثن من العفو سوى من ثبت بحقهم الضلوع في القتل الجماعي أو الاغتصاب، في الوقت ذاته، فإنهما اعترفا بمسؤولية الأجهزة الأمنية عن جرائم الاختفاء القسري، واذ شمل العفو تلك الأجهزة مقابل العفو عن المحكومين من أعضاء الجماعات المسلحة الا أنها التزمت بدفع التعويضات والتسويات لأسر الضحايا.
(2)
أدري ان ثمة فروقا كبيرة واختلافا شديدا بين أزمة الجزائر التي استمرت عشر سنوات والأزمة المصرية التي تجاوزت عشرة أشهر في ابريل الماضي، ثم انه لا وجه للمقارنة بين العنف الحاصل في الجزائر وذلك الذي شهدته مصر، بنفس القدر فلا وجه للمقارنة بين المجموعات التي شاركت في القتال هناك، وبين المجموعات المشتبكة مع السلطة في مصر، واذا استثنينا العمليات الإرهابية التي وقعت في سيناء، وتفجيرات من العيار الثقيل لا تجاوز أصابع اليد الواحدة حدثت خارجها، فإن الحوادث التي شهدتها مصر خلال الفترة السابقة تعد أمرا متواضعا للغاية إلى جانب ما عرفته الجزائر، ناهيك عن ان الإرهاب هناك مارسته مجموعات معروفة لدى الأجهزة الأمنية على الأقل، أما أعمال العنف التي وقعت في مصر فليس معروفا على وجه الدقة من يقف وراءها، وحين نسب بعضها إلى الاخوان في تصريحات المسؤولين ووسائل الاعلام، فإن أطرافا أخرى أعلنت مسؤوليتها عنها (كما حدث مع أنصار بيت المقدس وأجناد مصر).
ما أريد ان أقوله أنه في التجربة الجزائرية بكل تعقيداتها وفظائعها وشلال الدماء الذي أراقته حتى أغرق البلاد طولا وعرضا، في ظل تلك الأجواء أمكن تحقيق الوئام المدني وتم تجاوز الأزمة، حين توفر العنصر الأهم المتمثل في الارادة السياسية، ساعد على ذلك ان طول أمد الصراع أقنع الطرفين بالحقيقة التي يدركها أي سياسي رشيد والمتمثلة في ان المتصارعين لابد ان يجلسوا على الطاولة في نهاية المطاف، خصوصا اذا لم ينجح أحدهما في سحق الآخر، بحيث يقصيه من الساحة ويلغيه من الوجود، وهو ما أثبتت تجربة الأشهر العشرة السابقة تعذره في الحالة المصرية، وأخشى ان تراهن المؤسسة الأمنية على تحقيق الإقصاء والإلغاء، الأمر الذي من شأنه أطاله أمد الصراع وتوسيع نطاقه فضلا عن ارتفاع تكلفته، وهي التكلفة التي سوف يتحمل الوطن ثمنها وليس الطرف المهزوم وحده.
هذا العقل الرشيد الذي يرنو إلى التوافق والتصالح هو الذي مكن ايطاليا من التعامل مع عنف منظمة «الألوية الحمراء»، ومكن الأسبان من التعامل مع الباسك، والبريطانيين من حل مشكلتهم مع الجيش الجمهوري في ايرلندا.
ان شئنا الدقة فلا مفر من الاعتراف بأن المشكلة لا تكمن في عقدة القرار السياسي وحده على أهميته، لان ثمة موقفا مشابها تبنته أغلب عناصر الطبقة السياسية وقطاعا معتبرا من الرأي العام.وهذا الموقف الأخير يحتاج إلى مراجعة وتفكيك.
(3)
صحيح ان مصطلح الطبقة السياسية لا يخلو من مبالغة، لأن الفضاء المصري يزدحم بالعناوين واللافتات السياسية (لدينا نحو 84 حزبا)، الا ان رافعيها أغلبهم يتحدثون في السياسة ولا يمارسونها، وقد وجدنا ان القوى السياسية لم تستطع ان تقدم رمزا له وزنه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ورغم خفة وزنها وضعف تأثيرها فإن تلك الطبقة عالية الصوت، وقد سبق ان قلت ان وجودها في الفضاء الاعلامي أقوى بكثير من وجودها على الأرض.
هذه الطبقة التي تقف ضد الوئام وضد السلم الأهلي والمصالحة، بما يعني معارضتها لأي حل سياسي ومساندتها للحل الأمني والاقصائي، لذلك فإنها لم تعد تمانع في استمرار الاحتقان والمراهنة على الاجراءات التعسفية التي اتسع نطاقها بحيث طالت شباب الثورة، وقد أصبح المئات منهم رهن الاعتقال والسجن في الوقت الراهن، ولابد ان يدهشنا ان ذلك المعسكر المؤيد للسياسة الأمنية يضم ليبراليين وقوميين ويساريين وناصريين وآخرين ممن ظننا ان المبادئ والقيم التي يتحدثون عنها تتناقض مع المواقف التي ينحازون اليها في الوقت الراهن، ولا أستطيع ان أسقط من دوافع موقفهم ذاك ما ذكره أحد قادة الاتجاه اليساري في مقالة نشرتها له جريدة الأهرام من ان المجموعات سابقة الذكر لم يكن بوسعها ان تتحدى الجماعات الاسلامية وأن تشترك في السلطة الا اذا تحالفت مع العسكر، وهو ما يقدم تفسيرا اضافيا لموقفهم الذي تتحدث عنه.
(4)
ان أهم حجة تساق في رفض فكرة الوئام المنشود هي أنه لا مصالحة مع الإرهاب والأيدي الملطخة بالدماء، ذلك ان أحدا لا يدافع عن الإرهاب أو الأيدي المطلخة بالدماء، شريطة ان يثبت ذلك بحق المحتجزين من خلال تحقيق نزيه ومحاكمة عادلة مستقلة، واذا ما تم ذلك فينبغي ان توقع على الإرهابيين الحقيقيين ما يستحقونه من عقاب.
ثمة حجة أخرى تقول ان الشعب قرر كذا وأن المشكلة باتت مع الشعب وليست مع السلطة، وهو ادعاء مردود عليه بأن رأي الشعب لا تقدره مظاهرة أيا كان عدد المشاركين فيها، ولا حناجر غاضبة أيا كانت قوتها ولا أبواق اعلامية مهما كان ضجيجها، ولكن قرار الشعب تصدره مؤسساته المنتخبة انتخابا حرا، أو تقرره الاستفتاءات التي يدعي الجميع للمشاركة فيها، وهو ما لجأ اليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في قانوني الوئام والسلم والمصالحة.
اقتراحي المحدد هو ان يستفتى الشعب المصري لكي يقول كلمته في مشروع الوئام، وخبرة الجزائر في هذا الصدد فيها الكثير الذي يمكن الافادة منه، ذلك أننا لا نريد ان نرهن مستقبل الاستقرار في مصر لهوى شخصي أيا كان موقفه أو حسابات مجموعة من المزايدين مهما كان ضجيجها.
لا أعرف عاقلا يتصور امكانية استقرار الأوضاع في مصر وعودة الأمن ودوران ماكينة الاقتصاد قبل حل العقدة واتمام الوئام والمصالحة، وما لم يحدث ذلك فإن الاحتقان سوف يستمر وأسباب النقمة سوف تتراكم في الأعماق منذرة بما هو أسوأ، وهو ما لن تجدي معه أسلحة القوة والقهر التي تتوافر لسلطة الداخل، ولا مليارات الدولارات التي يوفرها حلفاء الخارج ذلك أننا نريد ان نحتضن أبناء مصر في الداخل قبل ان نمد أيدينا إلى أصدقاء مصر في الخارج.
فهمي هويدي
أخبار ذات صلة
البطالة في بلد العمالة
في ملهاة المشهد السياسي الكويتي
التحريش في التحرير
دولة القتل في الشام والعراق
باكستانيون.. في حقول الأردن
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
16/12/2014 09:51:13 م
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
02/12/2014 10:14:33 م
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
25/11/2014 11:29:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
01/10/2014 09:57:30 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0102
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top