الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
04:17
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:25
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=389289&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
2014/10/01
09:57 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
هل ما يحدث في اليمن الآن مقدمة لانقلاب منتظر في خرائط الجزيرة العربية؟
من البداية كان الصراع سياسياً والحوثيون كانوا يعانون من التهميش وإهمال السلطة لهم كما كانت لهم اعتراضاتهم على سياسة صالح الموالية للولايات المتحدة
الحديث عن دخول اليمن في ولاية الفقيه أو سقوط صنعاء بيد طهران يبدو أمراً مبالغاً فيه إلى حد كبير وفيه من الأوهام والتمنيات الشيء الكثير
(1)
أتحدث عن زحف الحوثيين على صنعاء، واستيلائهم عليها دون أي مقاومة، وسط دهشة وحيرة الجميع، ذلك أنه طوال سنوات الصراع بين السلطة والحوثيين الممتد منذ نحو عشر سنوات فان صنعاء ظلت تعد «خطا أحمر». الا ان المفاجأة حدثت يوم 21 سبتمبر الحالي حين انقض المسلحون الحوثيون على العاصمة بعد حصارها، فسيطروا بصورة شبه كاملة على مفاصلها ومراكزها الحيوية، الأمر الذي أحدث دويا تعددت أصداؤه في الفضاء العربي. فما جرى لم يكن انقلابا لأن الحوثيين استولوا على المدينة ولم يستولوا على السلطة، على الرغم من ان الطريق كان مفتوحا أمامهم لأجل ذلك. اذ لم يكن القصر الجمهوري عصيا عليهم، ولكنهم لم يطرحوا أنفسهم كسلطة بديلة. وكما ان الثورة اليمنية أسقطت الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكنها أبقت عليه في صنعاء، حيث ظل يمارس أنشطته على الصعيدين القبلي والسياسي، فان اجتياح الحوثيين أسقط السلطة في صنعاء، لكنه أبقى على الرئيس عبدربه هادي منصور، فأصبح القرار بأيديهم والرمز في مكتبه ومنصبه.
لأنه لم يكن انقلابا فقد اختلفت الروايات في تقييمه. ولعب الاعلام اللبناني دورا مؤثرا في هذا الصدد، ذلك ان استيلاء الحوثيين على صنعاء أعاد الى الأذهان تجربة حزب الله في بيروت ودور الحزب في الحياة السياسية اللبنانية، ولأن الحوثيين موالون لإيران وللمذهب الجعفري فقد تحدث البعض عن تمدد النفوذ الايراني، ووصوله الى مضيق باب المندب عنق الزجاجة للبحر الأحمر، الذي يتحكم في الطرق التجارية بين الشرق والغرب، ونبه آخرون الى ان أصابع ايران لم تعد مقصورة على بغداد وسورية وبيروت، ولكنها أصبحت حاضرة في صنعاء، وفي ظهر المملكة العربية السعودية. ومنهم من قال انه اذا كانت ايران تتقاسم النفوذ مع المملكة في بيروت، فان المشهد أصبح مكررا في صنعاء. وأيد تلك الشائعات ان نائب طهران في مجلس الشورى الايراني علي رضا راذكاني نقل عنه قوله ان الثورة الاسلامية وجدت صداها في صنعاء، اضافة الى ثلاث عواصم عربية أخرى، هي بغداد ودمشق وبيروت. وكان واضحا ترحيب المنابر الاعلامية الشيعية بما حدث في اليمن، حيث احتفت باحتلال صنعاء، واعتبرته من النجاحات التي حققتها الثورة الاسلامية المنحازة الى المستضعفين والمهمشين.
وفي حين تحدث البعض عن ظهور ارهاصات نظام ولاية الفقيه في اليمن، ذهب آخرون الى ان الحوثيين المؤيدين لفكرة الامامة بصدد استعادة حكم أسرة حميد الدين، الذي أطاحت به الثورة في ستينيات القرن الماضي. الأمر الذي يفتح الأبواب لانقلاب سياسي منتظر في الجزيرة العربية.
(2)
أغلب تلك التحليلات كانت مشرقية، وليست مبنية على قراءة دقيقة للواقع اليمني. أعنى ان أصحابها انطلقوا فيها من خبراتهم الخاصة في بلاد المشرق ومن رصد التفاعلات الحاصلة في دول الربيع العربي، وليس اعتمادا على الاحاطة بخصوصية الواقع اليمني. اذ ليس صحيحا ان الصراع في اليمن مذهبي بالأساس، وليس كل الزيود موالين لايران، وفكرة ولاية الفقيه لا مكان لها في اليمن، وطريق طهران الى باب المندب محفوف بالألغام التي قد تستدرج ايران الى ما لا تحبه ولا يخطر لها على بال.
من البداية كان الصراع سياسيا بين الحوثيين المتمركزين في صعدة بالشمال وبين السلطة في صنعاء. الحوثيون كانوا يعانون من التهميش واهمال السلطة لهم، كما كانت لهم اعتراضاتهم على سياسة حكومة علي عبدالله صالح الموالية للولايات المتحدة الأمريكية. ولكن النظام في مواجهتهم لجأ الى الورقة المذهبية واتهامهم بأنهم يسعون الى اعادة حكم الامامة، ودخل معهم في ست مواجهات مسلحة خلفت تأثرات لدى الحوثيين. وخلال تلك المواجهات كان الخطاب السياسي اليمني يوجه أصابع الاتهام لطهران بدعم الحوثيين، وبالتدخل في الشأن الداخلي اليمني. ومن الأدلة التي تؤيد تراجع الدور المذهبي. وتقدم العامل السياسي ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ساعدهم في البداية ثم خاض ضدهم حروبه الست أصبح الآن حليفا لهم. ودوره هو وأعوانه في تسليم صنعاء للحوثيين بلا مقاومة، والاستعانة بهم في تصفية حسابه مع خصومه الذين أسهموا في اسقاط نظامه.
ان الذين يتحدثون عن التفسير الطائفي والمذهبي للتحول الراهن في اليمن يستندون الى حقيقة ان سكان اليمن يتوزعون على المذهب الشافعي في الجنوب والزيدي في الشمال. والزيود الذين يخرج منهم الحوثيون (نسبة لزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - القرن الثاني الهجري) ليسوا من الشيعة الاثني عشرية أصلا وإن تأثر بعضهم بهم. والعبارة الشائعة عن الزيود في أوساط أهل العلم أنهم معتزلة في الأصول، وأصناف في الفروع. أما توجههم الأساسي فقد كان سياسيا يدعو الى الخروج على الحكام الظلمة، وليس عقائديا يشتبك مع الفرق والمذاهب الأخرى، وقد تطور فكرهم خلال القرون التي خلت بحيث ظهرت منهم فرقة أقرب الى أهل السنة، كما ظهرت مجموعة أخرى اقتربت من الشيعة الاثني عشرية، وهؤلاء الأخيرة علا صوتهم وانتعشت أنشطتهم أكثر بعد الثورة الاسلامية في ايران. ومن الواضح ان أطرافا معنية في ايران تفاعلت معهم وساندتهم بمختلف السبل.
اذا قلنا ان الحوثيين مجرد مجموعة نشطة من الزيود ولا يشكلون كل أتباع المذهب، فلا ينبغي ان نغفل حقيقة أخرى مهمة هي ان الزيود في جملتهم لا يشكلون أغلبية في اليمن الذي يبلغ عدد سكانه 30 مليونا، ولكنهم يمثلون ثلث السكان فقط. في حين ان الشوافع يمثلون الثلثين. وهو ما يسوغ لنا ان نقول بأن الحديث عن دخول اليمن في ولاية الفقيه أو سقوط صنعاء بيد طهران، يبدو أمرا مبالغا فيه الى حد كبير، فيه من الأوهام والتمنيات الشيء الكثير.
(3)
الحقيقة الأخرى التي ينبغي ألا تغيب عن الأذهان في تحليل ما جرى في صنعاء ان اليمن مجتمع قبلي بالدرجة الأولى، القبلية فيه أهم وأكثر منعة وتماسكا من الدولة. ثم انه مجتمع مسلح، واذا كانت «الجنبية» (الخنجر المعقوف) جزءا من المظهر الخارجي لليمني، الا أنها أصبحت الآن ضمن الديكور الخارجي للشخصية اليمنية، مع ذلك فانها ظلت رمزا يعلن عن حقيقة ان اليمني لابد ان يكون مسلحا. وسلاحه الحقيقي مخزن في بيته. ولكل أسرة حصتها من السلاح والذخيرة. واذا كانت تلك خصوصية البيئة الاجتماعية، فان للجغرافيا أيضا خصوصيتها. ذلك أننا بازاء تضاريس جبلية يتعذر السيطرة عليها، ولذلك ظلت اليمن طوال تاريخها عصية على أي قوة خارجية من العثمانيين الى الانجليز. وليس غائبا عن الأذهان ان تنظيم القاعدة له حضوره في أبين وبعض المحافظات اليمنية الأخرى. وقد تعذر القضاء عليه طوال السنوات العشر الماضية على الرغم من استهدافه خلال تلك الفترة من جانب أجهزة الاستخبارات الأمريكية وطائراتها التي لم تتوقف عن التحليق في سماء اليمن.
أغلب الظن ان تلك الخرائط المعقدة المجتمعية والجغرافية، كانت وراء قرار الحوثيين السيطرة على مراكز ومفاصل السلطة في صنعاء، مع الابقاء على رئاسة الجمهورية وهيكل السلطة كما هو. حيث اكتفوا في حملتهم بأن أثبتوا حضورا في دائرة القرار السياسي تجاوزوا به حالة التهميش والاقصاء التي عانوا منها.
ثمة اعتبار اضافي لا يمكن تجاهله في أي حديث عن اليمن وتفاعلاته السياسية، يتمثل في موقف السعودية، التي هي أول طرف خارجي يتلقى الأصداء في صنعاء. ذلك ان التداخل بين حسابات البلدين على مختلف الأصعدة من القوة والعمق بحيث يتعذر تجاهله أي تطور تشهده البلاد. وقد كان واضحا في التطورات الأخيرة ان المملكة تعاملت مع ما حدث في اليمن بهدوء شديد في العلن على الأقل.
وتجلى ذلك في ترحيبها ومباركتها لاتفاق «السلم والمشاركة الوطنية» الذي تم توقيعه يوم 21/9 بين مختلف المكونات السياسية في اليمن بمن فيهم الحوثيون. كما أنها تعاملت بنفس الدرجة من الهدوء مع التطورات التي أعقبت توقيع الاتفاق، حيث اكتفت بالتصريحات التي أدانت تصرفات الحوثيين، وتغولهم في صنعاء بعد التوقيع. الا ان ذلك ليس كل شيء بطبيعة الحال، لأن المملكة ما كان لها ان تتصرف على ذلك النحو ازاء تحول بتلك الجسامة والأهمية في اليمن ألا وهي على ثقة بأن الزمام لم يفلت بعد، وأن الأمر لايزال تحت السيطرة من وجهة نظر الرياض على الأقل. وربما رأت ان تنتظر نتيجة الصراع بين الحوثيين وبين حزب الاصلاح الاخواني، وبين عناصر القاعدة وبين الحوثيين. وفي كل الأحوال فانها واثقة من ان دخول ايران على الخط اذا حدث فانه سوف يستنزفها ولن تخرج سالمة من اليمن.
(4)
اننا نتحدث كثيرا عن الانهيار الذي حدث للسلطة وأدى الى احتلال صنعاء واستسلامها دون أي مقاومة. لكننا لم نخضع للتحليل حالة القابلية للانهيار لدى السلطة. ذلك ان صنعاء لم تسقط بسبب قوة الحوثيين وانما بسبب الهشاشة والضعف في جانب السلطة، التي عشش فيها الفساد والوهن، حتى عجزت عن ان تنجز شيئا ذا قيمة حتى من توصيات وثيقة الحوار الوطني الشامل الذي اختتم أعماله في أواخر يناير الماضي. ذلك ان المؤتمر الذي شارك فيه ممثلو كل القوى اليمنية (أكثر من 500 شخص) ظل أعضاؤه يتحاورون حول كل حاضر اليمن ومستقبله طوال عشرة أشهر، وبعد انفضاضه لم تحرك الحكومة ساكنا. وكل ما فعلته أنها جمدت مخرجات الحوار، ورفعت أسعار المشتقات النفطية، فأشعلت نار الغضب لدى الرأي العام. وهو ما اعتبره الحوثيون فرصة جعلتهم يطالبون باقالة الحكومة وتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني، والغاء قرارات رفع الأسعار. وفي ظل هذه المطالب تحرك مقاتلوهم فاحتلوا عمران، وبعدها طرقوا أبواب صنعاء وحاصروها، حتى باغتوا الجميع بالاستيلاء عليها.
حين هبت رياح الربيع العربي في عام 2011 خرج اليمنيون الى الشوارع، وتحدوا نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وبعدما أمضوا عاما تقريبا، وهم وقوف يطالبون باسقاط النظام، ثم خرجت المبادرة الخليجية التي نحت الرجل عن منصبه ونصبت مكانه نائبه عبدربه منصور. في تبديل للمواقع أسقط الرجل ولم يسقط نظامه الذي لم يتغير فيه شيء. من ثم فان أداءه ظل على سوئه الأمر الذي أوصل الأمور الى ما وصلت اليه.
لقد شمّ اليمنيون رائحة الربيع، ولم يتذوقوا طعمه. من ثم فانهم ظلوا طوال سنوات ثلاث يتعلقون بوهم ربيع لم يبلغوه بعد.
فهمي هويدي
أخبار ذات صلة
ليه.. هو أنا هندي؟
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
16/12/2014 09:51:13 م
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
02/12/2014 10:14:33 م
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
25/11/2014 11:29:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
تفكير آخر في الإرهاب وسنينه
فهمي هويدي
23/09/2014 11:21:58 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
359.0014
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top