الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
05:18
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
المغرب 17:27
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=365363&yearquarter=20142&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
التحريش في التحرير
ثروت الخرباوي
2014/06/16
01:59 ص
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
تناقل ناشطون على شبكة الفيس بوك فقرات من مقال للكاتب الكبير «فكري أباظة» نشره في أوائل الثلاثينيات هاجم فيه تدهور أخلاق الشبان وفساد تربيتهم وكان مما قاله «ان الشاب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف محطة الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة، بنسوار يا هانم!» وكانت كل التعليقات التي كتبها الناشطون عن هذه الفقرة تترحم على تلك الأيام التي كانت الأخلاق فيها على أعلى وأرقى مستوى لدرجة ان عبارة «بونسوار يا هانم» وقتها كانت تنم عن شخص وصل الى درجة متدنية من الانحطاط عندما يتهجم بها على سيدة وحيدة، ونقل البعض الآخر عبارات كان قد قالها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب في أحد لقاءاته بأنه وهو بعد في بداية شبابه لمح خيالا لفتاة خلف مشربية أحد المنازل، وظل يتردد على هذا المكان ويجلس في مقهى قريب لعله ينال نظرة من تلك الفتاة، وبعد حين فوجئ بأن خيال هذه الفتاة ما هو الا تمثال وضعه أهل هذا المنزل بالقرب من مشربية دارهم.
ولعل وجود «الفتوة» بشكل رسمي في الشارع المصري الى عام 1954 كان مانعا للتحرش بأي صورة، والفتوة غير البلطجي، فالفتونة نشأت في مصر في فترة الحملة الفرنسية، وكان الفتوات يشكلون حماية قوية للحارة المصرية ضد تجاوزات الجنود الفرنسيين، الى ان انتهت الفتونة بقانون صدر عام 1954 وقد سجل الأديب العالمي نجيب محفوظ قصة الفتوات في رائعته «الحرافيش» وقد استمد معظم قصص الحرافيش من أرض الواقع حيث كان صديقا مقربا لـ«عرابي» فتوة الحسينية وصاحب أشهر مقاهيها، وقد انتهى عصر الفتونة على يد عرابي، اذ كان أحد أبناء الحسينية قد تزوج وقرر ان يذهب الى بيت الزوجية في منطقة «الظاهر» في زفة كبيرة، فوضع عرابي لحماية العريس ابن منطقته عددا من الفتوات التابعين له حتى لا يتعدى عليهم أحد من الفتوات الذين «تغيرت أخلاقهم» ولكن فتوة الظاهر ورجاله داهموا الزفة وصمموا على ان يأخذوا «اتاوة» للسماح لهم بالدخول في تلك المنطقة، والا اعتدوا على العريس واغتصبوا العروس، وعندما حاول رجال عرابي حماية الزفة لم يستطيعوا لكثرة فتوات الظاهر، فعادوا الى كبيرهم عرابي يصرخون بأن عبد الجليل فتوة الظاهر خطف العروس، فما كان من عرابي الا ان قفز على فرسه وأخذ «شومته» الغليظة وسيفه الحاد وذهب الى الظاهر ومن خلفه رجاله الذين لم يسمح لهم بالاشتراك في تلك المعركة الكبيرة، وانقض عرابي على عبد الجليل ورجاله فمزقهم وقتل أربعة منهم وأصاب العشرات، وحرر العروس وأنقذ شرفها، وعقب ذلك قررت الحكومة المصرية الغاء نظام الفتونة وتم تقديم عرابي للمحاكمة الجنائية وترافع عنه وقتها كبار المحامين، وصدر الحكم بسجنه ثم تم الأفراج عنه في بداية الستينيات لظروفه الصحية.
وفي ظل دولة الفتوات كانت تقع بعض الجرائم، ولكنك تستطيع ان تقول انها كانت جرائم «ابنة عصرها» وكان المجتمع كله ينتفض لبشاعتها ولمقاومتها، فجرائم قتل الفتيات والسيدات التي ارتكبتها عصابة ريا وسكينة كانت حديث البلاد، روَّعت أهل مصر، وأسالت مدامعهم، ولكن مع ذلك فان جرائم الاغتصاب كانت هي الأقل على الاطلاق، ونادرا ما كانت تقع الا في بعض الريف الذي كان يعيش في فقر وجهل، وقد سجل الأديب الكبير يوسف ادريس في قصته الشهيرة «الحرام» احدى قصص الاغتصاب التي وقعت من شاب من أبناء الأعيان على سيدة فقيرة خرجت للعمل لتستطيع ان تنفق على زوجها الذي أقعده المرض، وفي وسط هذه الجرائم لم يستلفت نظر أحد من المصلحين أو الأدباء ان هناك ظاهرة اسمها «التحرش» حتى ولو كانت هناك بعض الحالات الا أنها لم تصل الى درجة الظاهرة التي تستلفت الانتباه وتحتاج الى المواجهة، ومن عجب ان بدأت هذه الظاهرة في الدخول الى حياتنا في ذات الوقت الذي ظهرت فيه ما أطلقوا عليه «المد الاسلامي» وفي ظل فساد منظومة التعليم، واختفاء الأساليب التربوية في المقررات والمناهج، وزيادة الفقر والجهل وانتشار العشوائيات، وغياب دور الأسرة في التربية لانشغال الأب والأم في تحصيل الرزق، ومن جماع هذا كله بدأت ظاهرة التسرب من التعليم، وأطفال الشوارع الذين أصبحوا أداة طيعة في يد قوى شريرة تريد تقويض المجتمع، أما من كان من المفترض منهم ان يعملوا على ارتقاء الأخلاق، ساهمت تصرفاتهم وأفكارهم في انحطاط الأخلاق.
ثروت الخرباوي
أخبار ذات صلة
دولة القتل في الشام والعراق
باكستانيون.. في حقول الأردن
عشماوي في قاعة الامتحان
حديث لا يصح: (في ليلة النصف من شعبان)
نعود.. ولن نفقد الأمل في الكويت
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
أخطر رجل في الإخوان
ثروت الخرباوي
18/01/2015 09:11:13 م
من زرع حصد
ثروت الخرباوي
11/01/2015 09:43:28 م
هل من اتحاد للأمة؟!
ثروت الخرباوي
04/01/2015 08:58:08 م
رجال ومواقف
ثروت الخرباوي
28/12/2014 09:03:08 م
أين الجنة؟
ثروت الخرباوي
21/12/2014 09:09:17 م
فيروس التكفير
ثروت الخرباوي
14/12/2014 09:41:50 م
رسالة من قارئ إخواني
ثروت الخرباوي
07/12/2014 10:47:31 م
محكمة قانون لا محكمة ثورة
ثروت الخرباوي
30/11/2014 10:07:00 م
مواجهة العنصرية
ثروت الخرباوي
24/11/2014 12:26:36 ص
ماذا يقول الرئيس؟
ثروت الخرباوي
16/11/2014 11:02:26 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
881.0059
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top