الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
04:17
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:25
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=404114&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
2014/12/02
10:14 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
الركود الديموقراطي يعد إحدى الظواهر المرصودة في العالم العربي الذي أصبحت فيه الخيارات الديموقراطية ضعيفة الصلة بالليبرالية
أجواء الاستقطاب الراهنة من علامات افتقار المجتمع المدني إلى الرشد وتغليب المصالح العليا التي تتجاوز الانتماءات باختلاف أشكالها
الربيع العربي لم ينته، وكل الذي حدث أنه هزم في بعض جولات تقدمه.
(1)
أتحدث عن صدمة البعض وشعورهم باليأس حين أعلنت براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك وأعوانه في مصر، والذين انتابهم نفس الشعور حين أعلن فوز حزب الثورة المضادة في الانتخابات التشريعية التونسية، وظهور علي عبدالله صالح كأحد اللاعبين الرئيسيين في الساحة اليمنية، والاحتراب الأهلي في ليبيا، ذلك غير عجز الثورة السورية عن اسقاط نظام الأسد طوال السنوات الأربع الماضية، والظهور المريب لتنظيم داعش الذي دخل الى الساحة كي يفسد المشهد كله في الشام.
أتحدث أيضا عن الذين احتشدوا لافشال الربيع العربي واجهاض مسيرته اما تضامنا مع حلفائهم أو دفاعا عن أنفسهم أو الاثنين معا، ففتحوا خزائنهم وحشدوا منابرهم الاعلامية واستدعوا عناصر الدولة العميقة من مكامنهم، وأطلقوا حملات التعبئة التي سممت أجواء الربيع وأعلنت الحرب على التاريخ، فكانت الانتكاسات والهزائم التي سربت القنوط الى نفوس كثيرين، الأمر الذي سوغ للبعض ان يعلن على الملأ وفاة الربيع العربي وطي صفحته، ومن ثم صبوا عليه اللعنات وأهالوا على وجهه الأوحال ونعتوه بمختلف أوصاف الشماتة والهجاء، التي كان أخفها أنه كان خريفا وخرابا عربيا.
لا أنكر شواهد الفشل والانتكاسات التي حفلت بها مسيرة الربيع العربي، كما ان الانتصارات التي حققتها الثورة المضادة ماثلة تحت أعيننا ولا سبيل لتجاهلها أو انكارها بدورها، لكنني أزعم ان هذا كله وذاك لا يعني بالضرورة نهاية الربيع العربي اذا احتكمنا الى تحليل الواقع وخبرة التاريخ، واذا اعتبرنا ما مررنا به درسا نتعلم منه ما يبصرنا بأخطائنا ومواطن الضعف فينا، وليس نعيا لتطلعات شعوبنا وأحلامها.
(2)
قبل أسبوعين قدم الى القاهرة أحد الباحثين الاندونيسيين المرموقين هو البروفيسور سالم سعيد الذي يقوم بالتدريس في كلية الدفاع بجاكرتا، وكان الهدف من زيارته هو دراسة التحولات التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير، وانتهت بعزل الدكتور محمد مرسي وانتقال السلطة الى مرحلة مغايرة بعد الثالث من يوليو عام 2013، ولأنه متخصص في دراسة العلاقة بين المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية وبصدد اعداد كتاب عن التجربة المصرية، فانه التقى عددا من المثقفين المصريين، وطرح على الجميع قائمة من الأسئلة التي تعلقت بما جرى وتحليله، وكانت أهم خلاصة خرج بها ان نقطة الضعف الأساسية في التجربة المصرية بعد ثورة يناير 2011 تكمن في هشاشة المجتمع المدني بمختلف مؤسساته السياسية والنقابية والمهنية، الأمر الذي أحدث فراغا هائلا في الساحة السياسية، كانت المؤسسة العسكرية هي الوحيدة القادرة على ملئه، وقد اعتبر ان ثمة تماثلا بين الخبرتين الاندونيسية والمصرية في هذا الصدد، ذلك ان الجنرال سوهارتو الذي تولى السلطة في عام 1967 وأمضى أكثر من ثلاثين عاما في منصبه كما حدث مع مبارك شاع فيها الفساد مع الاستبداد الذي فرغ البلاد من قواها المدنية، ولم يستقل الا بعدما انطلقت الانتفاضة الشعبية ضده، لكن حكمه جعل المجتمع المدني في حالة من الضعف مماثلة لما آلت اليه الأوضاع في مصر، وقد عاشت اندونيسيا في ظل ذلك الفراغ بعض الوقت، ولكن نائبه الدكتور برهان الدين حبيبي الذي كان أستاذا جامعيا أدار الفترة الانتقالية بكفاءة وضعت اندونيسيا على المسار الديموقراطي الصحيح الذي أنعش المجتمع المدني وحصن البلاد ضد التقلبات والمغامرات السياسية، ولأن البروفيسور سعيد كان قد تابع جانبا من التجاوبات الحاصلة بين الأحزاب السياسية المصرية بشأن ترتيبات الانتخابات التشريعية القادمة، فقد اعتبر ما رآه دليلا على عمق الفراغ في الساحة السياسية، الذي لا سبيل الى تجاوزه الا باستعادة المسار الديموقراطي بصورة جادة مع الاستعداد لاحتمال ثمن الدخول في تلك المرحلة، التي لن يتحقق فيها النجاح الا بعد المرور بمحطات الفشل واجتيازها.
أدري ان دروس التجربة المصرية تحتاج الى مناقشة أوسع لا تحتملها أجواء الاستقطاب الراهنة، التي هي من علامات افتقار المجتمع المدني الى الرشد وتغليب المصالح العليا التي تتجاوز الانتماءات باختلاف أشكالها، الا ان النقطة التي أثارها الباحث الاندونيسي لها أهمية خاصة، وربما كانت تمثل احدى العلامات الفارقة بين النجاح النسبي الذي حققته الثورة في تونس والفشل النسبي الذي أصابها في مصر.
(3)
على صعيد آخر فاننا نخطئ في قراءة الربيع العربي بحسبانه انتفاضة من شأنها اسقاط لأنظمة واقامة لأنظمة بديلة بذات القدر فاننا نخطئ اذا حاكمناه بسلوك القابضين على السلطة أيا كانوا، ذلك انني أزعم ان الربيع في حقيقته هو بمثابة روح جديدة سرت في جسد الأمة، عبأتها بالرغبة في التغيير والثورة على الظلم السياسي والاجتماعي، وهي من هذه الزاوية تعد تحولا تاريخيا لا يتوقع انجازه خلال عدد محدود من السنوات، ونحن لا نعرف في التاريخ المعلوم ثورة سريعة كاملة الأوصاف انجزت التحول الديموقراطي بقليل من التكاليف وبكثير من التسامح والوفاق، بذات القدر فلم تحدثنا خبرات الأمم على مدار التاريخ عن ثورة مضادة كانت أقل حدة وغلوا من الثورة الأصلية، ولكن العكس هو ما حدث، لأن التجارب التاريخية أكدت ان الثورات المضادة عادة ما تكون أكثر خطورة وعنفا وأسوأ من الواقع الذي سبق الثورة، وهو أمر مفهوم، لأنه من الطبيعي ان يشتد خوفها من خسارة المكاسب الكبيرة التي راكمتها على مدار سنين طويلة.
ولعلم الجميع فما من ثورة في التاريخ الا واعقبتها ثورة مضادة اتفقت في الهدف واختلفت في الدرجة، ولعلي أعيد التذكير في هذا الصدد بأن آل البوربون عادوا الى عرش فرنسا بعد عقدين ونصف عقد على اندلاع الثورة الفرنسية، واستطاع شاه ايران العودة الى الحكم بعد ثورة مصدق واستطاعت الثورة المضادة في تشيلي برئاسة الجنرال أوجستو بينوشيه الانقلاب على حكم سلفادور الليندي الذي وصل الى الرئاسة عبر صناديق الاقتراع.
أكثر من ذلك، فعادة ما تكون نسبة نجاح الثورات المضادة كبيرة، بسبب امتلاك الأنظمة لأدوات القمع، وقدرتها على تجنيد الفئات الاجتماعية المستفيدة منها، فضلا عن قدرتها على ضرب القوى الاجتماعية الفاعلة ببعضها البعض نتيجة اقتحامها للبنى الاجتماعية، وبسبب احتكارها للسلطة والثروة فان ذلك يوفر لها خبرة أوسع بالخرائط الاجتماعية وكيفية اختراقها واستمالتها، الى جانب ان ذلك الاحتكار يوفر لها مصادر للتمويل تمكنها من الانفاق بشكل باذخ على المعارك التي تخوضها على مختلف الجبهات.
(4)
الأستاذ الجامعي الأمريكي ذو الأصل الياباني فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب «نهاية التاريخ» له كتاب جديد صدر أخيرا بعنوان «النظام السياسي والتآكل السياسي»، تعرض فيه للربيع العربي وما أسفر عنه من «نتائج مؤسفة»، حتى الآن على حد تعبيره ومما قاله ان كثيرين من الغربيين خصوصا الأمريكيين منهم والاسرائيليين، عبروا عن استيائهم لذلك، واعتبروا ان الأوضاع في العالم العربي كانت أفضل قبل حلول ذلك الربيع، وقال آخرون ان الربيع جلب أنظمة اسلامية زادت من مشكلات المجتمعات العربية، وفي رده على هؤلاء قال فوكوياما: ان الذين يتحدثون عن المشكلات وينتقدون الربيع العربي ينسون ان «ربيع أوروبا» كان طويلا ومعقدا وفوضويا أحيانا، ذلك ان استقرار الديموقراطية والتمكين لها في أوروبا اقتضى مرور قرن كامل على ربيع الشعوب في عام 1848 (الثورة الفرنسية)، أضاف الكاتب قائلا انه لابد من مضي وقت طويل وفوضوي أحيانا لكي تستقر القيم الديموقراطية في العالم العربي وتدرك المجتمعات أهمية الانتخابات الحرة واحترام رأي الأغلبية والحاجة الى تداول السلطة، ذلك ان زراعة ورعاية بيئة ثقافية تحترم الحرية ليست أمرا سهلا.
ثمة نقطة أخرى تهمنا في السياق الذي نحن بصدده أثارها أحد كتاب صحيفة «لوموند» الفرنسية ارنو لوبا مانتييه اذ ذكر ان المسار الديموقراطي يتقدم باطراد في أنحاء العالم، اذ في الفترة بين عامي 1970 و2008 تضاعف حجم ثروات العالم أربعة أضعاف، وفي عام 1974 اقتصر عدد الدول التي التزمت بالتطبيق الديموقراطي على 40 دولة فقط، لكنه وصل الآن الى 120 دولة، الا ان العالم يمر الآن بما يمكن وصفه بـ «الركود الديموقراطي»، على حد تعبير لاري دايموند الخبير في شؤون الديموقراطية والأستاذ في جامعة ستانفورد الأمريكية.
الركود الديموقراطي يعد احدى الظواهر المرصودة في العالم العربي الذي أصبحت فيه الخيارات الديموقراطية ضعيفة الصلة بالليبرالية، وسواء كان ذلك راجعا الى التركيبة الاجتماعية متعددة الهويات المهيمنة في العالم العربي، أو الى «الربيع النفطي» الذي أدى الى تهميش فكرة الديموقراطية واضعافها أو الى الاستقطاب الذي قسَّم النخبة وعطل دورها، فالشاهد ان هذه كلها أوضاع قابلة للتغيير ولا يمكن اعتبارها جدارا يصعب اختراقه يحول دون تحقيق الربيع العربي لأهدافه المنشودة، خصوصا اذا استعادت الجماهير وعيها وتحملت النخبة مسؤوليتها التاريخية ازاء شعوبها.
أدري ان هجوم الثورة المضادة شديد وشرس وان عناصره تملك من الخبرات والامكانيات والدعم الاقليمي الذي يوفر لها فرص التقدم والنجاح، ثم اننا لا نستطيع ان نتجاهل دور المنابر الاعلامية المعبرة عن تلك الثورة، التي حققت نجاحا مشهودا في تشويه الرأي العام وتخويف جماهيره، وهو ما لمسناه بوضوح في تونس، حين نجحت عمليات التشويه والتخويف على نحو جعل الأغلبية تصوت لحزب الثورة المضادة في جولة الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويعزف بدرجات متفاوتة عن تأييد المناضلين الذين تمردوا على استبداد النظام السابق وضحوا بالكثير دفاعا عن حق الجماهير في الحرية والديموقراطية.
كل ذلك صحيح، لكن الأصح منه ان رحلة التحول الديموقراطي طويلة وشاقة وان الربيع العربي صنعته ارادة الشعوب ولم تصنعه الزعامات ولا الأحزاب، وقد علمتنا خبرة التاريخ ان ارادة الشعوب لا تقهر وان أي تشويه لتلك الارادة يظل خبثا طارئا لا دوام له.
فهمي هويدي
أخبار ذات صلة
الكويت .. والربيع العربي
ويقولون إن داعش ليست من الخوارج؟!
التنمية ليست شوارع فقط وإنما تطوير العنصر البشري مع مجالات أخرى
أين ذهبت الأموال التي رصدت لثورات الربيع العربي؟
الجيش العربي الموحد
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
16/12/2014 09:51:13 م
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
25/11/2014 11:29:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
01/10/2014 09:57:30 م
تفكير آخر في الإرهاب وسنينه
فهمي هويدي
23/09/2014 11:21:58 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
292.0055
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top