

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 09:53 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

»عليكم بـ (السنة ومنهاج سلف الأمة)، ولو خالف ما نحب ونهوى»

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي

2014/05/04

08:58 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

السؤال: [نريد الرأي الشرعي في مقالة (أبا الخيل) وليس رأي الأشخاص]؟
الجواب: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، أما بعدُ:

أولا: تقدمة حول كلمة الـ (رأي) التي في سياق السؤال..
إن الرأي تصح نسبته للأشخاص، ولا تصح نسبته للشرع، فالشريعة ليست رأيا ولا فكراً، بل هي وحي منزل من عند الله عز وجل، قال تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك}، فان ما جاء في كتاب الله نعتقده وحيا، ومثله ما جاء في سنة نبيه الصحيحة، فإنه وحي أيضا، وقد روى الامام أحمد في «المسند» وأبوداود في «سننه» ما صح من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا اني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرّموه».
فالصواب أن يكون السؤال: نريد رأياً يستند إلى دليل وحجة من الكتاب والسنة (الشرع).
ثانيا: تأصيل المسالة:
-1 ينبغي معرفة ان الشعب التركي ليس في رقبته سمع وطاعة لولاة الأمر في المملكة السعودية، وكذلك الناس في المملكة ليس في رقابهم سمع ولا طاعة، لولاة وحكام الدولة التركية، ونحن في دولة الكويت (مثلا) ليس في رقابنا لاسمع ولاطاعة لولاة الدولتين، الا عند السفر ودخول الدولة السعودية والتركية وغيرهما من بلاد المسلمين، وهنا لابد بأن ندين بالسمع والطاعة، ونلتزم أنظمة الدولة [في المعروف].
-2 هل نتكلم على ولاة الدولة التركية أم لا؟
للجواب على ذلك ينبغي ان نعلم بأن أدلة السمع والطاعة ليس هذا مكان الاستدلال بها، ولكن الأمر متعلق بأدلة تقديم المصالح وتكثيرها وتفويت المفاسد وتقليلها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فينبغي عدم ذكر عيوب الولاة واثارة الشعوب على حكامها فان في ذلك دعوة للفوضى وازالة للأمن في تلك الدول أو الدولة! هل نقبل ان يتهجم أحد الناس في الدولة التركية ويقوم بذكر عيوب ولاة الأمر في دولة أخرى علناً كـ(الدولة السعودية) مثلا، الجواب بلا تردد سيكون: لا، لا..
-3 إن مطلب الأمن والاستقرار والحفاظ على النفس والمال والعرض والدين والعقل (مقاصد التشريع)، والحفاظ عليه واجب، خاصة في الدول المسلمة مهما بلغ الظلم والفسق والفجور فيها، فلابد من تقليل الشرّ قدر الاستطاعة، وان عامة نصوص الكتاب والسنة تأمر بذلك وتدعو اليه.

ثالثا: تخريج الحادثة الفرع على التأصيل..
< مما تقدم نستطيع الوقوف على صحة (الجزء الذي ذكر فيه اسم الدولة وحاكمها)، من كلمة معالي الشيخ أبي الخيل، - وأعلم أنها خرجت منه دون قصد - والأولى نقد مواقف وكلمات المناهج المنحرفة، على سبيل (ما بال من فعل كذا)، أي: [ما بال أقوام].
رابعا: ان أبا الخيل لم يكن قاصدا لبعض المفردات، وخرجت منه أثناء كلمة حماسية ارتجالية، ونعلم ان المنحرفين سيطيرون بها، (رغم ما عُرف واشتهر عنهم، بأنهم هم الدعاة إلى تلك الثورات، ورؤوس الضلال بين العباد، وزارعي الفتنة في البلاد)، والرجل صاحب المعالي أبا الخيل، ذو منهج سلفي سليم، وان وقوعه في زلة، لا يجعل منه خارج دائرة أهل السنة، ولا يكون في الميزان على السواء، كمن جعل ورده في الصباح والمساء ذكر عيوب الدولة والولاة، وتهييج الرعية على الحكام ونوابهم، فان أبا الخيل يستحيل ان يؤخذ بزلة، ويكون كهؤلاء المبتدعة و(دعاة التغيير من الحق إلى الباطل)، والله عدل يحب العدل…
خامسا: اذا كانت الدولة قد شرعت في حالة حرب مع دولة ما، ووجود تلك الدولة خطر على الاسلام والمسلمين، وقامت بدعوة شعبها لمحاربتها بكل الوسائل: بالسنان واللسان، فان الحق لولاة الأمر علينا الطاعة في (المعروف)..
سادسا: ان المنهج السلفي أعز من كل شيء، وينبغي المحافظة عليه، ولو خالف ما تهواه النفس وتريده وتسعى اليه.
اللهم ثبتنا واخواننا على السنة، واجعل اللهم خاتمة أمرنا على السنة، ومنهاج سلف الأمة.

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
www.ahlalathar.com

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

1013.0037


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة