

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 05:31 توقيت الصلاة شروق 5:44

مقالات

A A A A A

تصوّر لا يحترمون ابن باز؟!

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي

2014/11/17

09:35 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد: كتب لي بعض طلبة العلم بعد ان غادر مجموعة ما: «تصور لا يحترمون ابن باز؟!».
فقلت: غالب من في هذه المجموعة على الطريقة التي اشتهرت بين المشتغلين بالسنة وعلوم الحديث بـ(طريقة حمزة المليباري)، على الرغم من ان أستاذه هو باعثها، وعن طريقه تأثر بها بعض العرب، وكانوا سببا في انتشارها لثقة بعض طلاب العلم بحملتها من أبناء العرب الجدد.
قال الشيخ: [تصور لا يحترمون ابن باز؟!]اهـ
قلت: بل انهم يجهلون العلماء المعاصرين جملة، فهم لا يعرفون الا ذلكم الباحث الهندي (ليس تقليلا من شأنه)، أعني: حمزة المليباري، ولولا تلقف بعض أبناء العرب لرأيه، والخروج بهذا المنهج، وذلكم الشذوذ لما انتشر مذهبه، ومذهب أستاذه محمد نور سيف الذي لقّنَه الانحراف عن مسالك العلماء، وأساطين هذا الفن من أهل الحديث.
فحصل تأثر [ولكل ساقطة لاقطة] بهذا المنهج المُبتدع من بعض العرب، أمثال عبدالله السعد واللاحم والعوني وغيرهم، وكذلك تأثر به نفر من الباحثين أتباع حزب جماعة الاخوان المسلمين (العرب) نكاية بأهل الحديث (السلفيين) وطاروا به، بل صاحوا به، وكأنهم- فيما زعموا- وجدوا ضالتهم في ايقاف «المد السني، والتفوق الجبار للعلم المجدد الألباني».

أسد السنة..الألباني

< لقد قُتلوا بعجزهم ان يكونوا قطرة في بحر جهد العلامة، أسد السنة، ناصر الدين الالباني.
نعم اخواني: فهذه عين الحقيقة، ودع عنك ادعاء تنوع المدارس، واختلاف المناهج بين المتقدمين والمتأخرين.
ان العجز عن مجاراة العلامة الألباني، جعلهم يندفعون بحثا عن مخارج ومغارات! فما كان منهم الا الدخول في جحور مظلمة طلبا في مجاراته، ان لم يستطيعوا طمس علومه، أوحجب نور شمس جهوده، لقد أغاظ مجدِّد علوم الحديث في عصرنا المحدث الألباني، كل حاسد وحاقد من مبتدع وغيره حيا وميتا.

(ابن باز وابن عثيمين والدويش والوادعي عرفوا فضله)

وهو الذي عرف فضله أكابر علماء الزمان، فهذا شيخ الاسلام - في هذا الزمان، ومفتي الدنيا في عصرنا بلا منازع- الامام ابن باز، لقد كان- رحمه الله- يحبه ويجله، وكذلك فقيه العصر ودرة الزمان ابن عثيمين والعلم العابد الفذ عبدالله الدويش الدويش، ومحيي السنة في القطر اليماني مقبل الوادعي وغيرهم من أهل العلم، كانوا يجلون العلامة الالباني، ولم يُبدعوا طريقته أو يسخروا من جهوده، والله المستعان ولا يخفى على من له صلة بالعلم، ان أهل العلم قد سلموا له، بالتحديد والريادة في هذا الفن رحم الله الأموات، وغفر للأحياء منهم.
ومن منهج هذه المدرسة عدم الحكم بالاسناد منفردا، ويرونه غشاً للأمة.
فقلنا: (الحكم على الاسناد صناعة حديثية أصيله)، ومثاله: روى الدارقطني في «سننه» (1/196) قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا سليمان بن شعيب بمصر، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: «خرجت من الشام الى المدينة يوم الجمعة، فدخلت المدينة يوم الجمعة، ودخلت على عمر بن الخطاب، فقال: متى أولجت خفيك في رجليك؟ قلت: يوم الجمعة، قال: فهل نزعتهما؟ قلت: لا، قال: أصبت السنة.
قال أبو بكر: هذا حديث غريب.
قال أبو الحسن: وهو صحيح الاسناد.
< قلت (عبدالعزيز):
- لقد حَكَم الدارقطني على الاسناد بقوله: (صحيح الاسناد).
- ولا يلزم من ذلك حكم الدارقطني بصحة المتن.
- ولذا وجدناه تكلم على طرقه ورجاله في كتابه العلل (2/111).
ملاحظات: أولاً: طردا لما قاله بعض الباحثين المعاصرين، وجعله تلك الطريقة مسلكا للورع في هذا الفن!! فاننا نجد حكم الدارقطني هذا، وقوله: (صحيح الاسناد).فيه غش للأمة، وبعيد عن (الورع)، لأنه حكمه على ظاهر الاسناد، ومخالف لما اصطلحوا على تسميته بمدرسة الظاهر!! ثانياً: هل خالف الدارقطني مدرسة التعليل في «سننه» بحكمه على هذا الاسناد، وغيره في مواضع أخرى؟.
ثالثاً: هل من حكم على طريق أو اسناد ما، وقال: اسناد حسن، اسناد جيد، اسناد صالح، واسناد صحيح، وصحيح الاسناد، قد تابع الدارقطني في أحكامه الملحقة ب «السنن»، أم خالفه؟! رابعاً: هل من حكم على طريق وقال: اسناد حسن، واسناد صحيح، وصحيح الاسناد، قد غش المسلمين، وغرر بهم.
خامساً: هل الترمذي والدارقطني والنسائي وغيرهم من الأئمة قد غرروا بالأمة في حكمهم على آحاد الطرق بقولهم: (اسناد جيد، واسناد صحيح) وهل في ذلك العمل غش للقارئ؟!
سادساً: ينبغي ان يُعلم بأن فن أهل الحديث وصنعتهم، لايُراعَى فيه عوام الناس، بل انه عمل دقيق لا يفقه بسهولة، الا من وهبه عمره وأعطاه أصل وقته لافضلته، ولذا فمن المعيب ان يدّعي من له علاقة بعلوم الحديث، ان العوام مخاطبون باصطلاحاته، بل حتى المتخصصين في فنون غريبة عنه، هم والعوام سواء، فليس العامي مطالب بفهم اصطلاحات وعبارات أهل الحديث، وليس المحدث ملزم بشرح ألفاظه للعوام وغيرهم، وهو غير ملزم بأفهامهم، فالواجب عليهم مراجعة من له علم بهذا الفن، ليقف على صحيح الحديث من سقيمة.
سابعاً: ان الفاظ المحدثين واصطلاحاتهم خاصة بمن له علاقة بهذا الفن، وله اتصال بأهله وعناية بمعانيه.
ثامناً: ينبغي ألا يُنكر على من قال: اسناد حسن، اسناد جيد، اسناد صحيح..في الحكم على طريق أو اسناد ما، فقد استعمله علماء الأمة على اختلاف الطبقات والأزمنة.
نسأل التوفيق والسداد، وجمع كلمة الأمة، على الكتاب والسنة، بفهم سلف الأمة.

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
www.ahlalathar.com

سؤال في اسم مصنف صحيح البخاري: الصحيح المختصر

قلت: صحيح البخاري أصل اسمه: «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه»
أبو عبدالله مُحَمَّدٌ بِن اسماعِيل بِن ابْرَاهِيم بن المُغِيْرَة بن بَرْدِزْبَه بن الأحْنَف الجَعْفَي البُخَاَرِي.
قلت: فالصواب هو (بَـ) (رْ) دِزْبَه: بفتح الباء واسكان الراء المهملة.

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

420.0089


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة