مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

(أُغلوطات الأشاعرةِ، في ما ينسبونه لمذهب أهلِ السُّنة والجماعة)

فرج المرجي
2014/05/04   08:55 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، أما بعد:
فمذهبُ الأشاعرةِ، مذهبٌ ينتسبُ اتباعه للامام أبي الحسن الأشعري، وهو المذهب الذي كان عليه- رحمه الله - في ثاني مراحله وأطواره التي مرَّ بها، بعد ان كان على مذهب المعتزلة في أول أطواره، ثم تبرأ من مذهب المعتزلة وما كان عليه في ثاني مراحله وأطواره، لينتقل بثالث أطواره ويستقر على ما أعلنه، أنه على مذهب الامام أحمد بن حنبل، وأئمة السلف، لاشتهار مذهبهم ووضوح أصوله، مما أوجب عليه تأليف كتابه (الابانة في أصول الديانة) موضحاً فيه الحق ورجوعه اليه، وأما مذهبُ الأشاعرة اليوم، فهو على ما كان عليه أبو الحسن - رحمه الله - في ثاني مراحله، ومذهبهم مغايرٌ لما عليه مذهبُ أهلِ السنةِ والجماعة، كما أَظهرتُ ذلك للقارئ الكريم، فيما عرضتُه في مقال لي سابق، في هذه الصحيفة، تحت عنوان (هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟) حيثُ عرضتُ أصولَ الفريقين، التي بَنى كل فريقٍ منهم، مذهبَه عليها، فاتضح - للقارئ الكريم - تباينُهما تبايناً ظاهراً، فمَن أراد تذكرُ ما كتبتُ، فعليه - غيرَ مأمورٍ - الرجوع اليه.
ثم بَلغَني ان بعضَ الأشاعرة - في أيامنا هذه، وكما هو دأبُهم منذ القِدَم - ينسبون لأهل السُّنة والجماعة - اتباع سلف الأمة - ما يعلمون بَراءتَهم منه، اما تدليساً منهم - على أهل السُّنة والجماعة - أو تجاهلًا للحق الذي يعلمونه مِنهم.
أمّا الجهلُ!؟ فلا أَظُنُه. وان يكنْ! فهو الجهلُ المركبُ، الذي لم يكتفي صاحبُه بعدم العلم والسّكوت، أو التوقف عما لا علم له به، حتى تصور، وتكلم بخلاف حقيقة الشيء، فبلغ كلامه، الجهل المركب! والله المستعان.
فمِن جُملة ما يَنسبه بعضُ الأشاعرةِ - ولاسيما في أيامنا هذه - لمذهب أهلِ السنةِ والجماعة، وهم بَريئون منه أَشدَّ البراءةِ، تلك الأسماء، والألقابُ، التي يقصدون بها التنفيرَ، والتشويهَ، والتشويشَ على مذهب أهل السنة والجماعة، الذين طالما حاربوا هذه الألقابَ والمسمياتِ والأحزابَ، بل حاربوا كل ما يُبعد عن مسمى الاسلامِ والايمانِ، ليُبْقُوا العِبادَ على ما كان عليه النبي - صلى اللّه عليه وسلم - غيرَ غالين في سُنته، ولا جافين عنها، مُتمثلين بذلك كتابَ الله، وسُنةَ رسولِه - صلى الله عليه وسلم - فإن الله تعالى يقول {ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما أمرهم الى الله} ويقول تعالى {هو سماكم المسلمين من قبل} ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (....فادْعُوا المسلمين بأسمائهم، بما سمّاهم الله عز وجل، المسلمين، المؤمنين، عبادَ الله) رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره بسند صحيح.فتَجدَ الأشاعرةَ يُسمّون أهل السُّنة والجماعة، بالمُجسّمةِ تارةٌ، وبالحَشويّةِ تارة أخرى، وبالمُمَثلةِ، والمُفوضة، والمُرجِئة، وغيرها من المسميات، ارجافاً لهم، وتنفيراً لغيرهم، مما يَعلمون بَراءةَ أهل السُّنة والجماعة - أتباع السَّلف - من هذه الألقابِ والمسمياتِ.
< فقولُ الأشاعرةِ، ان أهل السُّنة والجماعة - أتباع سلف الأمة - مُجسّمة، أي أنهم يُثبتون لله تعالى، جِسماً.
فأقول، سُبحان الله عما يصفون.
أهل السُّنة والجماعة - أتباع سلف الأمة - من أبعد الناس والخلق، اثباتاً لصفةٍ، لم يثبتها الله تعالى لنفسه، فكيف يثبتون صفةَ الجٍسميّة لله تعالى، مع جرأة أهل السُّنة والجماعة، في اثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، من الصفات التي دل على ثُبوتها له، كتابُ الله، وصحيحُ سُنةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وهذه كُتبُهم بين أيدينا، تَنطق بالحق، فبأيّ حديث بعدها يَنطقون.
بل لمَّا ألزمهم من أَلزمهم من أهل البدع، لهذا المعنى - أي الجِسميّة - لم يثبتوه، ولم يَنفوه، بل توقّفوا على بيان مراد المتكلم بها، لأنها لفظةٌ تتضمن معنى صحيحاً، وباطلاً، فإن كان معناها صحيحاً، أقروا به من جهة صحةِ المعنى، لا من جهة كونها صفةً لله تعالى. فسبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ.
< وأما عن نَبزِهم بالحَشويّة، التي ألصقَها بهم أول من ألصقَها، المعتزلة، ثم طاب للأشاعرةِ نقلها على أهل السُّنة والجماعة، - أتباع سلف الأمة - لِيلمِزوهم بها، ولذلك لم يَتفقوا على معنىً لهذا النَّبزَ في ما بينهم.
- فمنهم من جعل معنى الحشوية، الذين يحشون الكتبَ بمثل الكلام على صفات الرب - جل وعلا.
- ومنهم من قال في معنى الحشوية، هم الذين جعلوا أحشاء لله، باثباتِ ما أثبتوه لله تعالى من الصفات.
- ومنهم من قال في معنى الحشويّة، هم عامة الناسِ، الذين لا فقه لهم في الدلائل العقلية. فسبحان الله عما يصفون.
ثم اختلفوا في مَن هو المقصود بهذا النّبز.
- فمنهم من قال هم الحنابلة.
- ومنهم من قال هم أهل الحديث.
- ومنهم من قال هم الذين لا عناية لهم بالدلائل العقلية، انما قولهم بالقرآن والحديث.
وأهل السُّنة والجماعة – بحمد الله وحده - من أبعد الخلق عن هذه الألقابِ والمسمياتِ، وان كان يُريدها منهم أعداؤهم من أهل البدع.
وأما عن وصفهم بأنهم أهل قرآن وحديث، فهذا فخرٌ لهم وشرفٌ، يُنادُون به في جميع النوادي - في حياتهم الدنيا. كما يُنادَوْن به على رؤوس الأشهاد - يوم القيامة. فهنيئا لمن كانت هذه صفتُهم، ولم يجعلوا العقل فقط، قائدَهم، أو دليلَهم، لأن العقولَ متفاوتةٌ في الفهم والادراك، فبأي عقل ستهتدي البشرية؟.
ولكن كما أخبر الله تعالى {فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربّنا وما يذّكر الا أولو الألباب} ويقول الله تعالى {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
وللكلام بقية، على بعض أغلوطات الأشاعرةِ، في ما ينسبونه لأهل السُّنة والجماعة، لعل عاقلاً ان يرشد، أو غافلاً فينتبه.
اللهم اهدني في من هديت.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه/ فرج المرجي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
976.0084
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top