

	الأربعاء 15/04/1447 هـ الموافق 08/10/2025 م الساعة 01:01 توقيت الصلاة العصر 14:56

مقالات

A A A A A

«هل يسعنا السكوت أو لا يسعنا؟!»

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي

2014/03/09

11:24 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

سؤال من بعض اخواننا على اثر خلاف ونقاش!!
ويقول السائل: [هل يسعنا السكوت فيما يدور في سورية من القتال بين فئة تقتل وتهتك أعراض أهل السنة، من الضعفاء من النساء والشيوخ والولدان بالهوية، وبالمقابل التكفيريون أو الخوارج يدافعون عن اخواننا هناك، ويرد الله الظالمين بالظالمين ونحن نسكت على الأقل لأن الكثير يعرف بواقع الأمر، أنهم يدافعون عنهم، وعن أعراضهم وذلك حفاظاً على الدعوة؟].
الجواب: يبدو ان السؤال ناشيء عن الخوض في الفتنة، وباختصار فالسؤال حول: «هل يسعنا السكوت أو لا يسعنا؟!».
فأقول: معاشر أهل السنة! ألا تعلمون ان الناس تبعٌ لولاة الأمر في المعروف، كما هو متقرِّرٌ من أقوال السلف، في كتب أهل السنة التي اصطُلح على تسميتها بـ(كتب «الاعتقاد»، و«السنة»، و«التوحيد»، و«الايمان»).
فاما ان يرى الولاة السكوت أو يكون الرأي خلافه، أي: عدم السكوت.
أولا: ان رأى الأئمة، والحكام، وولاة الأمر، من أمراء وعلماء، في السكوت مصلحة راجحة، سكتنا طاعة لهم:
- لأنهم يرون ما لا نرى.
- ويقدرون رأياً واحداً يكون حاسماً لمادة الخلاف بين آلاف التقديرات والتقريرات والآراء المنسوبة للدهماء، والتي نراها كلها تنتهي الى الآراء والتقريرات المختلفة المتضادة.
- وانَّ جعل الأمر للولاة فيه جمع للكلمة، وهو أمر يخفى على كثير من الناس، فالامام جُنّة، يجمع الكلمة (سواء وُفّق للصواب أو أخطأ).
- وأما ذلكم الدخول لعامة الناس في مسائل الحرب، والفتن، وغيرها، فانه من أسباب ودواعي الفُرقة والخلاف، وكم جرّ ويلات على الأمة خلال التاريخ، فلم يجتمع العامة على رأي واحد على مدى التاريخ الطويل.
ثانياً: وان رأى الولاة [أن السكوت لا يسعنا]، كنا تبعا للولاة في ذلك.
1 - فاما ان يُعد ولي الأمر الجيوش وينظم الصفوف لنصرة المظلوم على الظالم.(التغيير بالعمل).
2 - واما ان يأمر بتحريك الآلة الاعلامية- لسان الشعب-، لتكون ناطقة باسم ذلك البلد والشعب كله خلف امامه في هذا، ويجب ألا يتقدمه بقول أو عمل يفسد أمر بلاده، ويسلط الأعداء عليها.(التغيير بالكلمة والقول).
٭٭ ومع ما تقدم ذكره:
< ينبغي ان ندع تقدير الضعف من عدمه للولاة، فان لهم تقدير الاستطاعة من عدمه.
< ومعلوم ان التكاليف الشرعية تسقط بعدم القدرة كما لا يخفى.
< وعلى الناس الطاعة في المعروف فقط، ولا طاعة في معصية الله، فان الواجب ألا يندفع المسلم مع الولاة الظلمة في قتالٍ قد تبيّن أنه ظالم، وعليه الهرب بجلده ما استطاع الى ذلك سبيلا، فطاعة ولاة الأمر لا تُسوّغ له ولا لغيره سفك الدم الحرام.
< وكذلك عليه ان يحتاط للسانه، وليؤثر الصمت [فالنجاة..النجاة] ان كانت تلك الآلة الاعلامية، بـ (كتابها، خطبائها، صحفها، وقنواتها)، في اتجاه حرب كلامية اعلامية (جاهلية عمية).
< فعلى المسلم صيانة اللسان وحفظه عن الخوض في أمر الدماء والأعراض، ومن كان مخلصاً صادقاً في ذلك، فسيجد أثر ذلك ونفعه، وسينصره الله في يومٍ قد يجد النفس في أمسِّ الحاجة لصيانة عرضه ودمه وماله ودينه وعقله.
فاللهم! انا نسألك ان تعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا حيثما كنا، واللهم ثبتنا واياكم على السنة.

كتبه د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

408.0142


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة