مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من مشكلات الشباب (3)

العلامه محمد بن صالح العثيمين
2014/03/09   11:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله-

اشكالات ترد على قلب الشباب

القلب الميت لا ترد عليه الهواجس والوساوس المنافية للدين، لأنه قلب ميت هالك لا يريد الشيطان منه أكثر مما هوعليه، ولذلك قيل لابن مسعود أو ابن عباس: ان اليهود يقولون: انهم لا يوسوسون في صلاتهم أي لا تصيبهم الهواجس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بقلب خراب.
أما اذا كان القلب حياً وفيه شيء من الايمان فان الشيطان يهاجمه مهاجمة لا هوادة فيها ولا ركود، فيقذف عليه الوساوس المناقضة لدينه ما هو من أعظم المهلكات لو استسلم له العبد.حتى انه يحاول ان يشككه في ربه وفي دينه وعقيدته، فان وجد في القلب ضعفاً وانهزاماً استولى عليه حتى يخرجه من الدين، وان وجد في القلب قوة ومقاومة انهزم الشيطان مدبراً خاسئاً وهو حقير.
وهذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في القلب لا تضره اذا استعمل المرء العلاج الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: أحدث نفسي بالشئ لأن أكون حممة أي فحمة أحب الى من ان أتكلم به.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي رد كيده الشيطان الى الوسوسة [اخرجه ابو داود الطيالسي (2704) والنسائى في عمل اليوم والليلة (669)، والامام احمد (340/1)].
وجاء ناس من الصحابة فقالوا: يا رسول الله: انا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا ان يتكلم به أي يراه عظيماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوجدتموه».قالوا: نعم.قال: «ذاك صريح الايمان» [اخرجه مسلم، كتاب الايمان، باب بيان الوسوسة في الايمان وما يقوله من وجدها (132)].ومعنى كونه صريح الايمان، ان هذه الوسوسة الطارئة وانكاركم اياها وتعاظمكم لها لا تضر ايمانكم شيئاً بل هي دليل على ان ايمانكم صريح لا يشوبه نقص.
وقال صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فاذا بلغه اي وصل الى هذا الحد فليستعذ بالله ولينته» [اخرجه البخارى، كتاب بدء الخلق، باب صفة ابليس وجنوده (3276)، ومسلم، كتاب الايمان، باب بيان الوسوسة في الايمان وما يقوله من وجدها (134) (214)]، وفي حديث آخر: «فليقل: آمنت بالله ورسوله».
وفي حديث رواه ابو داود قال: «قولوا: الله أحد.الله الصمد.لم يلد ولم يولد.ولم يكن له كفواً أحد.ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم» [اخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في الجهمية والمعتزلة (4722)].
ففي هذه الأحاديث وصف الصحابة رضي الله عنهم المرض للنبي صلى الله عليه وسلم فوصف لهم العلاج في أربعة أشياء:
الأول: الانتهاء عن هذه الوساوس، يعني الاعراض عنها بالكلية وتناسيها حتى كأنها لم تكن، والاشتغال عنها بالأفكار السليمة.
الثاني: الاستعاذة منها ومن الشيطان الرجيم.
الثالث: ان يقول: آمن بالله ورسوله.
الرابع: ان يقول: الله أحد.الله الصمد.لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.ويتفل عن يساره ثلاثاً ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

حيرة في القدر

من جملة الأمور التي ترد على الشباب ويقف منها حيران مسألة القدر، لأن الايمان بالقدر أحد أركان الايمان التي لا يتم الا بها، وذلك بأن يؤمن بأن الله سبحانه عالم بما يكون في السموات والأرض ومقدر له كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَعْلَمْ ان اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ان ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ان ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (الحج:70).وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنازع والجدال في القدر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه فقال: أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت اليكم؟! انما هلك من كان قلبكم حين تنازعوا في هذا الأمر.عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه» [اخرجه الترمذى، كتاب القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر (2133) وقال: هذا حديث غريب].
والخوض في القدر والتنازع فيه يوقع المرء في متاهات لايستطيع الخروج منها، وطريق السلامة ان تحرص على الخير وتسعي فيه كما أمرت، لأن الله سبحانه أعطاك عقلاً وفهماً وأرسل اليك الرسل وأنزل معهم الكتب {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيما} (النساء: من الآية165).
ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه: «بأنه ما من أحد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار» قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل.قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة».ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (الليل:10-5) الآية [اخرجه البخارى، كتاب الجنائز، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله (1362) ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمى في بطن امه (2647).
فأمرهم النبي بالعمل ولم يجوز لهم الاتكال على المكتوب، لأن المكتوب من أهل الجنة لا يكون منهم الا اذا عمل بعملهم.والعمل باستطاعة المرء، لأنه يعرف من نفسه ان الله أعطاه اختياراً للعمل وقدرة عليه بهما يفعل ان شاء أو يترك.
فها هو الانسان يهم بالسفر مثلاً فيسافر، ويهم بالاقامة فيقيم، وهاهو يرى الحريق فيفر منه، ويرى الشئ المحبوب اليه فيتقدم نحوه.فالطاعات والمعاصي كذلك يفعلها المرء باختياره ويدعها باختياره.
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top