مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

معرض الكتاب روايات شبابية وورود وطوابير نسائية

مرزوق فليج الحربي
2014/11/28   09:42 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نتمنى توجيه وإرشاد الشباب وتطبيق رقابة النصوص حتى لا تكون هناك كتابات ركيكة


أبدع الكاتب الكبير نجيب محفوظ في وصف الحارة المصرية ومكوناتها وأبدع في جذبك لرواياته بحيث تتوالى الاحداث بطريقة شبيهة بالمقطوعة الموسيقية وأثار المنفلوطي كل مشاعرنا بكتبه العبرات ومن يقرأ قصته غرفة الأحزان يشعر بكل انفعالات الأحزان لدرجة البكاء. ووظف محمد صادق الرافعي في كتبه وحي القلم واوراق الورد المفردات اللغوية بحيث عندما تقرأ تشعر بأنك امام شاعر مبدع وكاتب منمق ولغوي متميز في آن واحد.. جيل المنفلوطي ومحفوظ اثروا الحياة الادبية وعاشوا تغيرات اجتماعية وسياسية وظفوها في كتاباتهم ورواياتهم.
عندما مررت بمعرض الكتاب العربي وجدت كتب هذا الجيل الادبي الرائع اشبه بشواخص القبور لا احد يقف عندها او يتصفحها ولا يقف الامر عند هذه الكتب بل غالبية الكتب العلمية والشرعية وغيرها قلَّ من يبحث عنها وفي المقابل تجد الازدحام والطوابير الطويلة عند كتب الروايات ولكنها ليست روايات الادباء الكبار ولا الروائيين المشهورين بل روايات شبابية، وسبب هذه الطوابير والتي أغلبها بنات تحت عمر العشرين هو الفرصة من أجل الحصول على توقيع من مؤلف الرواية.
والرواية في فن الأدب هي آخر مراحل التأليف للمؤلف فهو يبدأ بكتابه المقال القصصي وبعده القصة القصيرة وبعد سنوات من التأليف يتجة للرواية لذا اغلب الروائيين العرب تجدهم كباراً في العمر انتهلوا من العلم ومن اللغة الكثير فخرجت رواياتهم وخلدت ولا زالت موجودة أما ان يخرج شباب في بداية العشرينات ويقفز للرواية مباشرة وبدون مخزون ادبي ولغوي ولا تجربة في كتابة المقال والقصة فلك ان تتخيل الانتاج الادبي وهذا هو واقع الحال في بعض الروايات الشبابية لغة عامية ركيكة وبناء روائي متواضع واحداث غير متناسقة اشبة بأحاديث الدواوين.
وللأسف ان الامر اصبح ظاهرة وتدعم من مكتبات متميزة وكل يوم حفل توقيع لمؤلف رواية شاب والطوابير لا نراها إلا عند هذه المكتبات وربما يكون هذا الامر هبة كويتية وحنا مشهورين بالهبات فمرة الهبة في التصوير فالكل اصبح مصوراً فوتغرافياً ومرة هبة في المشاريع الصغيرة وصنع الكب كيك والكوكيز ومرة هبة في التدريب وشهادات المدرب المعتمد والظاهر ان الهبة اليوم في تأليف الروايات.
وحتى لا نكون قاسين على عيالنا مؤلفي الروايات الشباب نتمنى توجيههم وأرشادهم من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون ونتمنى تطبيق رقابة النصوص في معرض الكتاب على الروايات ولا يكون المنع نابعاً من الثالوث المحرم السياسة والجنس والدين، بل تضاف إليه مراقبة النص وجودته وتركيبه بحيث لا تكون هناك كتابات ركيكة وساذجة وسرد احداث بطريقة سوالف شباب ومنع الروايات الركيكة ليس عقوبة بل توجيه وإرشاد للشباب وحفظ فن الرواية من العبث وأن يكون مجرد هبة شبابية.
ونتمنى من الشباب الذين اتجهوا لتأليف الرواية ان يتعب على نفسه بالقراءة والإعداد فبعض الكتَّاب الكبار استمر 6 سنوات من أجل رواية واحدة وهذه السنوات الست لم يقضيها بالتسويف بل بالقراءات الادبية والتاريخية والاجتماعية والكتابة والشطب وتركيب الاحداث على سيناريو القصة لأنه يؤلف لهدف ولغاية يسعى فيهما لتقديم حلول لمشكلات او توثيق للأحداث أو نقد لوضع سياسي واجتماعي وليس الكتابة حتى يقال مؤلف أو راو لأن بعض ما قرأناه حقيقة لا يوصل لقيمة الورق الذي طبع فيه.
الرواية الأدبية ليست طابور فتيات كل واحدة تحمل وردة للمؤلف ليوقع لها الرواية وليست بدلة أنيقة وليست تسريحة شعر او مكتبة ذات ديكورات جميلة بل هي فن من فنون اللغة نقل لنا من الاجيال السابقة بكل ما تتميز هذه الاجيال من قوة وقدرة وموروث ادبي أثر في الحياة... فلنحافظ عليها.

مرزوق فليج الحربي
@alharbi_marzooq
Marzooq_hu@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
644.0035
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top