مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

جمهورية الخوف

مرزوق فليج الحربي
2016/05/01   12:37 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



عرضت المملكة العربية السعودية رؤيتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعام 2030 والتي ركزت على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والقومي والامني وحوت الرؤية على اصلاح اقتصادي تمثل في إيجاد بدال غير نفطية ومعالجة البطالة وايجاد فرص عمل جديدة وركزت على الاستقرار الامني بما يسمي البطاقة الخضراء وعلى إنعاش قطاع السياحة وغيرها كثير وما فعلته المملكة العربية السعودية فعلته الامارات العربية ووضعت رؤية 2020 وما نراه اليوم في دبي هو نتاج هذه الرؤية ويأتي الثالوث الخليجي قطر والتي عرضت رؤيتها 2030 الوطنية وحوت على ما حوته مثيلاتها بالسعودية والامارات .

بالكويت يختلف الوضع فدول الخليج تتقدم عشرات السنين بخطط واستيراتيحيات ورؤى ونحن نتراجع عشرات السنين للوراء فاليوم نعيش بقانون جمهورية الخوف والتهديد وكثيرة من فئات المجتمع أن لم تكن جميع فئات المجتمع تشعر أن هناك سيف مسلط على رقابها وينتظر حكم السياف لينهي حياتها فالبدون والذين لم تحل قضيتهم منذ اكثر من نصف قرن اليوم تهددهم الحكومة بالترحيل الى جزر القمر ليس من اليوم بل من عام 2008 وهي تهدد ولك أن تتخيل اسر ممتده وصلت الى الجيل الرابع فجأة يجدون انفسهم تحت تهديد يومي بالترحيل وينسف انتمائهم ووطنهم وتاريخهم ولك تتخيل مدى الخوف والقلق وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي .

المزدوجين قضية اخرى لم تفلح الحكومة في معالجتها والانتهاء منها وعمرها من عمر قضية البدون وتركتها كورقة سياسية تهدد فيها وتشق فيها نسيج المجتمع واليوم تخرج علينا مئات التصاريح التي تهدد المزدوجين مرة بالنفي خارج البلاد ومرة بالاتهام بالتزوير ومرة بالملاحقة القانونية ولو وضعت الحكومة تشريع واضح لمعالجة القضية والانتهاء منه منذ بدايتها للاراحت واستراحت .

ولا ينتهي الامر عند البدون والمزدوجين بل حتى المواطنين الذين يحملون الجنسية يعيشون تحت طائلة التهديد وجملة (فتح ملف الجناسي) جملة سمعناها كثيراً وطبقت على بعض المعارضين السياسيين وممكن أن تطبق علي أي شخص وكما قال أحد القيادات الأمنية عندما سأل عن سحب جناسي المعارضين السياسيين قال بشكل مباشر التي يفتح فمه يتعرض لفتح ملفه وقال قانون الجنسية الذي منحك الجنسية يستطيع أن يسحبها منك وأن طالب صاحب الجنسية بحقه بالقانون تدخلوا بالقانون وضغطوا على المحكمة واحرجوا القضاة حتى لا يستلم صاحب حق حقه.

وأن كان التهديد بالانتماء والولاء الوطني أشد أنواع التهديد ويفقد الدولة استقرارها وهيبتها وقوتها ويحولها من دول قانون الى دول تسلط ويشجع التفكير بالبحث عن الامان المعيشي خارج حدود الدولة الا أن التهديد بالارزاق مثال آخر نعيشه لا يقل خطورة عن سابقة فمنذ انخفاض اسعار النفط والتهديدات والخطط وجلسات مجلس الأمة ولجانه وتصريحات المسئولين كلها تبحث عن سد النقص من جيب المواطن فمرة البديل الاستيراتيجي ومرة رفع الدعوم عن السلع الاساسية ومرة رفع اسعار البنزين واخرى رفع الكهرباء والماء وثالثة تخفيض كميات واصناف التموين وخفض رواتب دعم العمالة والغاء مميزات الموظفين من اعمال ممتازة ولجان ومهام رسمية وإلغاء البعثات الخارجية وتجميد الرواتب وينتهي المطاف بوثيقة الاصلاح الاقتصادي التي تسعى لخصخصة جميع القطاعات الحكومية الناجحة وأهمها شريان الدولة الرئيسي مؤسسة البترول الوطنية ومؤسساتها ناهيك عن خصخصة الجمعيات التعاونية وذلك بشكل واضح ومباشر ناهيك عن حزمة من القوانين التي تستنزف المواطن منها تجميد سقف الرواتب وأعطاء القطاع الخاص التحكم بالاسعار والاحتكار وغيره .

عندما ذكر الله سبحانه نعمه على قريش قال (أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف) الأرزاق والأمن الاجتماعي هما ركيزة أي مجتمع مستقر واليوم في الكويت الضرب على هاتين الركيزتين فالناس فى توجس وخوف من العقاب الحكومي وبسبب هذه السياسة أصبح لدينا مجتمع ملوث بالطائفية والتخوين والانتماءات الخارجية والخوف من المستقبل وعدم الأمان والتفكير خارج إطار الدولة بمشروع او عقار خارج الكويت يوفر فرص عيش بالمستقبل وأقسى كلمة تسمعها عند الناس اليوم وتعتبر انذار خطر (أمن نفسك الديرة مبيوعة للتجار) أو (الديرة ما هي دايمة) أو (هذولي أمنوا رزقهم ورزق عيالهم بالخارج) وغيرها من الكلمات التي تعطيك انطباع سلبي عن ديمومة الدولة فهل تنتبه الحكومة لتصرفاتها وتعيد التفكير وتستذكر أنا دولة احوج ما نحتاجه هو الاستقرار ففي 2 اغسطس ضاعت الدولة بساعات فهل تعاد الكرة بسيناريو اخر سببه هالمرة سياسات حكومية ... والله يستر.

مرزوق فليج الحربي
@marzooq_alharbi
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
270.9973
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top