مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أفكار

⁠مجلس انتقام .. أم مجلس سلام؟!

مرزوق فليج الحربي
2016/12/06   12:45 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



في الطابور الطويل أمام إحدى اللجان الانتخابية للمشاركة في انتخابات مجلس الأمة 2016 قال أحد الناخبين للمنتظرين (المرشح اللي له حضور اجتماعي ويوجب الناس يستاهل الصوت) فرد عليه شاب يقف بجانبه (اللي يستاهل الصوت هو من يتبنى قضايانا ما يكون مع الحكومة ضد المواطن ترى تعبنا من توجيب أعضاء ونعطيهم الصوت وبالأخير يساهمون برفع البنزين وفرض قوانين وتشريعات تكون ضد المواطن ولا يتبنون قضايا الناس ولا يحاسبون الحكومة) .

شاب في بداية العشرينات نقل هموم غالبية الناس ورغبتهم بالتغيير ووجدت هذه الرغبة صداها في صناديق الاقتراح وفاز العديد من الذين يحملون الفكر الإصلاحي أو المعارض وبالرغم من دخول المال السياسي وشبه التدخل الحكومي لدعم بعض المرشحين ومقاطعة العديد من التجمعات السياسية الفاعلية كحشد وشخصيات مؤثرة كأحمد السعدون والشيخ خالد السلطان وفيصل المسلم ومحمد الملا وغيرهم .

برغم هذا كله كانت مخرجات العملية الانتخابية تكتل إصلاحي يبلغ نصف المجلس تقريباً حدس رأس حربة فيه وأعضاء معارضون جدد يغلب عليهم الطابع الشبابي الحماسي وأعضاء مخضرمون يتميزون بالخبرة والممارسة السياسية يقف خلفهم ضغط شعبي من المواطنين بأن مسؤوليات المجلس القادم كبيره لتعديل السياسات والإجراءات التي اتخذت في مجلس 2013 وأضرت بهم وببلدهم وفي المقابل هناك نواب موالون للحكومة تفضلت عليهم بالدعم والتأييد.

مجلس الأمة بهذه التركيبة وهذه الصورة لن يعجب السلطة بأي حال من الأحوال خاصة أنه بعد اجتماع الأعضاء في ديوان المطير وتحديد مرشحهم لرئاسة مجلس الأمة وتحديد أولوياتهم وعلى رأسها تعديل قوانين وتشريعات مجلس 2013 وإعادة الجناسي المسحوبة وفتح ملف المعتقلين السياسيين وإلغاء قانون المسيء ومراجعة الوثيقة الاقتصادية التي كانت سبب في رفع الدعوم عن الخدمات .

فالمواجهة قادمة وربما تكون أول جولاتها معركة الرئاسة التي بدأت قبل الانتخابات واشتدت بعدها ناهيك عن الهجوم على الأعضاء المعارضين والرئيس المقترح الذي رشحته المعارضة قبل أن يبدأ دور الانعقاد من قبل حسابات في تويتر وفوق هذا وذاك تتوارد الأخبار بأن هناك ضغوط على المرشحين الجدد لتغيير اتجاهاتهم وتحويلهم من معارضة إلى مولاة .

ونحن نعيش المواجهة القادمة يجب أن نتذكر تجربة مجلس أمة 2012 المنحل والحراك السياسي الذي أعقبه ونتمنى أن تكون المواجهة القادمة مواجهة تشريعات وتصحيح مسار قبل أن تكون معركة تهييج وأصوات عالية كما أن المصالحة الوطنية يجب أن تكون أحد الخيارات المطروحة والاعتراف بأن مجلس الأمة ممكن أن ينتهي بجرة قلم هذه حقيقة مجربة أكثر من مرة بسبب شبهة دستورية .

ولا أحد يريد أن يحل المجلس ونستمر بدورة جديدة من المعاناة الاقتصادية والسياسية بسبب استخدام أساليب المصادمة ويجب أن يدار التكتل الإصلاحي أو المعارض بالعقل وبعد النظر والمحافظة على حقوق المواطن وأن كانت السياسة فن الممكن فمن الممكن أن نستخدم أساليب سياسية تحفظ حقوق الناس وتنتصر لهم وتشرع تشريعات تيسر حياتهم وتلغي قوانين أضرتهم ولكن بحكمة وروية وتعقل وسياسة وتعاون بين السلطتين فالأعضاء بالنهاية ليسوا نجوم شباك وليسوا خطباء حرب ولكنهم مشرعيين ومراقبين وما كان مقبول بالأمس ليس بالضرورة يوتي ثماره اليوم والأساليب تتغير بحسب الأحوال والأزمنة ولكن يبقى المبدأ ثابت وهو المحافظة على الكويت وحفظ حقوق مواطنيها .

مرزوق فليج الحربي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0072
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top