مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من على الفنّة

هل أنت مشتاق؟

سعاد أحمد غانم الدبوس
2014/09/19   08:19 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

جعل الله عز وجل سكينة الروح وانتعاشها بوصل خالقها


كم يدهشني ذلك الحديث القدسي الذي أخبرنا به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قالت الرحم لخالقها سبحانه «هذا مقام العائذ بك من القطيعة» فكان الضمان الذي طلبت بهذا الرد المباشر حينما قال ربنا عز وجل «ألا إني أصل من وصلك واقطع من قطعك»-حديث قدسي صحيح.
يا لهول عقوبة قاطع الرحم فان الله يقطعه!.. لك ان تتخيل عزيزي القارئ كيف ينعم المرء أو يهنأ بحياته وقد قُطع من وصل الله؟! وكيف هو الضنك الذي سيشعر به؟! بل أي بركة في الرزق والحياة سينعم بها؟! وأي همٍّ وتعاسة سيحياها؟! فقد قطعه الخالق عز وجل.
الروح من أمر ربي، قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ الاَّ قَلِيلاً} الروح أسرارها عظيمة هي موجودة لكن لا نراها بل ان اجسادنا مهما بلغت من الصحة والقوة فبمجرد خروج الروح منها سواء كان خروجاً مؤقتا بالنوم او خروجاً نهائياً بالموت فان هذا الجسد يصبح جثة هامدة! هذه الروح من أمر الله تنعم وتسمو بوصلنا بالله فهي من أمر الله، وكم من أرواح حينما ضاقت لانقطاعها بخالقها- انتحر أصحابها مهما كانوا ينعمون برغد العيش من طعام وشراب وسكن وملبس.
جعل المولى عز وجل سكينة هذه الروح وانتعاشها بوصلها بخالقها بعبادته، وبعمل الخير، والاحسان للخلق، وبصلة الرحم.. ولولا هذا الضمان لقطعنا أرحامنا ولعشنا في هذه الأرض منعزلين عن بعضنا لذلك لا تعجب حينما نرى من البشر من هم كالبهائم في رعيها! وكالوحوش في بغيها! فهم مقطوعون عن الرحمن سبحانه بعيدون عن وصله.
ان أرقى ما يميز الانسان هو الشعور بالانتماء ومن أسرار هذه الروح أنها لا تسكن الا باشباع هذا الشعور بالانتماء للأسرة وللرحم وحب التواصل وقد سُمّيَ الانسان انساناً لأنه يأنس بغيره وهذ ينعش الروح ويريح النفس.. لذلك حث شرعنا العظيم على صلة الرحم، واكرام الضيف، والسؤال عن الجار، وافشاء السلام، وطلاقة الوجه، والابتسامة، والكلمة الطيبة عند الالتقاء بالآخر وترغيبه لهذا بالأجر والثواب العظيم.. فما أجمل هذا الانسان الذي يتحلى بهذه الخصال؟! وما أجمل روحه؟! كيف لا وقد طابت بوصلها بخالقها بذكره وبالاحسان والبر لخلقه.
بل ان رسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا فقال «لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه» نعم الايثار وحب الخير للآخر هو كمال الايمان وهو صدق اليقين.
كم هو جميل لو كانت هذه القيم تزين كل فرد فينا ويغرسها كل مرب في أجيالنا يالله كيف سيغدو جمال مجتمعنا وكيف سيرتقي أفراده وكم ستختفي آفاته وضغائنه.
لا هذا ليس مستحيلا ولا هو خيال.. يستطيع كل فردٍ منا ان يرفع راية الحب والخير ليميز بها طريقه وهويته ومنهجه ويردد «أنا للحب وللخير مشتاق».

سعاد أحمد غانم الدبوس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
700.9887
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top