|
|

|
من على الفنه
|
سأظل دوماً أحبك..
|
|
|
|
ها هي اقبلت وكل الانظار مصوّبة تجاهها وتترقب دخولها بكل شوق، أقبلت تحمل باقة الورد ويكسوها الورد ويُنثر عليها الورد والابتسامة تملأ وجهها فرحا وحبوراً.. انها اجمل لحظة تترقبها كل فتاة وتبتهج لها كل بنت، تلك اللحظة التي تُزف فيها عروساً الى حياتها الجديدة الجميلة، الى حياتها الزوجية. وهذه البداية الجميلة السعيدة لا يود أحد أبدا ان تنتهي بالفشل والفراق.. هذا الحدث الجميل كلنا يريد ان يُكتب له الفلاح والنجاح والاستمرار، وهي بلا شك آية عظيمة بأن خلق الله لنا من أنفسنا أزواجاً وقد جعلها المولى عز وجل دليلا على وحدانيته وقدرته قال تعالى: {ومِنْ آياتِهِ ان خلق لكُم مِّنْ أنفُسِكُمْ أزْواجًا لِّتسْكُنُوا اليْها وجعل بيْنكُم مودةً ورحْمةً ان فِي ذلِك لآياتٍ لِّقوْمٍ يتفكرُون} الزواج سكينة للروح وهدوء للنفس، يأوي كل زوجٍ لزوجه فيسكن اليها ليتشاركا تحديات حياة جميلة عامرة بالخيرات والمسرات. ان مدمرات الحياة الزوجية التي على الأزواج تجنبها كثيرة ربما أهمها: المقارنة، بأن يقارن الأزواج حياتهما وعلاقتهما بعلاقة زوجين آخرين وهذا خطأ فادح ليحذر الأزواج منه، وياليت الأزواج يبدأون حياتهم الزوجية بعدم افتراض نموذج مسبق في خيالهم لهذا الزوج أو لهذه الزوجة ثم يريدون ليكون هذا الافتراض واقعياً حقيقياً ويؤطّر كل منهما الآخر عليه تأطيراً! وهذا جداً مُحال، بل على كل من الزوج والزوجة ان يبدآ حياتهما الزوجية بصفحة جديدة بيضاء وكلما لمح ايجابيةً في شريكه رسمها في لوحته، تدريجيا حتى تكتمل صورة كل زوج لدى الآخر بكل ما هو جميل وحقيقي، لا تبذلا جهدكما في تغيير الآخر بل ابذلا جهدكما في تفهم بعضكما للآخر، وعليكما الابتعاد ثم الابتعاد عن المبالغة والتدقيق على كل خطأ أو على كل نقص وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم «ألا هلك الْمُتنطِّعون ألا هلك المتنطِّعون، ألا هلك المتنطِّعون» حديث صحيح. غضي الطرف أيتها الزوجة وغض الطرف أيها الزوج وتغافلوا عن العثرات، وكما قيل التغافل تسعة أعشار العقل، صدّوا عن الزلّات وتلمسوا الايجابيات والجماليات وسلطوا أضواءكم عليها واحتفوا بها. ان أجمل شعار أتمنى ان يحمله كل زوجين في حياتهم الزوجية هو هذا الشعار الجميل: سأظل دوماً أحبك كما أنت.. وكيف صرت
سعاد أحمد الدبوس
|
|
|
|
|
|
|