مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من على الفنّة

«مساء الصحراء الجميلة ترحب بكم»..

سعاد أحمد غانم الدبوس
2015/02/04   12:00 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



كنتُ هناك.. حيث لا يوجد الا الارض والسماء والنجوم والسكون والهدوء والبساطة والخلوة.. حيث الصمت الجميل الذي يجعلنا ننصت لهمسات أنفسنا وخواطرنا.. كنت في صحراء المملكة شمالاً.
التفكر عبادة يصعب ادراكها وتحقيقها في المدينة.. السماء وكثافة النجوم، منظر الشروق والغروب، وبزوغ الفجر في الأفق يستحيل أو تندر مشاهدتهما في المدينة.. نبتة صغيرة شقت طريقها في التراب لتعلن بداية الحياة بلونها الأخضر لون الحياة والنمو ونشوة البداية وتحديات الحياة.. زقزقة العصفور يداعبنا بصوته الجميل فيسري صوته الينا الى داخل الخيمة ليذكرنا بالهمة والنشاط ومواصلة الحياة دون فتور او ملل او يأس.
روح وجسد روح ملائكية ربانية وطين مظلم هذا هو الانسان.. شهوة وعقل، ان تحقيق التوازن بين هذين الجانبين يحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة، المدنية وتعقد الحياة وغرقنا في الماديات والالكترونيات خطفت جمال التوازن في حياتنا دون ان نشعر، وغلّبت علينا جانب المادة على جانب الروح فَقَسَت القلوب وزادت الغفلة وزاد الضنك والوحشة.. صلواتنا الخمس التي هي محطات معراج الروح الى العلو والسمو والاتصال بمصدرها وموجدها، أصبحنا في خضم ايقاع الحياة السريع ننقرها نقراً فلا تحقق الهدف المقصود منها من تزكية وتغذية روحية في مقابل انهماك حاد في الماديات والشهوات.. الخلوة والانقطاع الى التفكر والتأمل يعيدانا الى التوازن قال تعالى في سورة النجم {وَأَنَّ الَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} نعم كل شيء منتهاه الى الله ومصيرك أيها الانسان اليه اما الى جنه أو الى نار فانظر ماذا تختار.. وهذا الكون الفسيح وكل ما في السماوات والأرض مآلها ونهايتها الى الله.. حينما تنظرالى ما حولك من طبيعة خلابة أو عمارة ومباني ضخمة وما يحوي هذا الكون من بشر وكائنات ثم تتذكر هذه الآية وان الى ربك المنتهى تصيبك رهبة ووجل لهذا الرب العظيم وينتهي فكرك الى هذه الحقيقة الخالدة انه لا ملجأ ولا منجا من الله الا اليه تتوب وتثوب وتؤوب اليه سبحانه، ولا تملك الا ان تذعن وتخضع للخالق سبحانه الذي اليه المنتهى.
حريٌ بِنَا ان نقتطع من أوقاتنا وننصرف الى الخلوة والتفكر والتأمل في هذا الكون وفي آيات ربنا الباهرة المقروءة في قرآننا وآياته المُشاهدة في الكون حولنا فنتزود بالنور الرباني الذي يملأ قلوبنا باليقين ويضفي علينا السكينة فننطلق نجاهد ونحيا في سبيل الله في سعادة وطمأنينة واتزان.

سعاد أحمد الدبوس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
294.0124
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top