|
|

|
من على الفنه
|
نعد الليالي..
|
|
|
|
نعد الليالي والليالي تعدنا.. والعمر يفنى والليالي بزايد كم من المرات تأملت فيها هذا البيت من الشعر، فكم فيه من العبر فعلا، فهذا هو الواقع نتطلع ليوم كذا ونترقب يوم كذا.. ننتظر الاسبوع ينتهي لننعم باجازة نهاية الاسبوع ثم نستأنف الاسبوع ونحن نترقب نهايته، وتتوالى الأيام والأسابيع تنحت في عمرنا حتى تتناقص المدة المتبقية لنهاية السباق للفوز بالنعيم المقيم وجنات الخلود وقد غفلنا عن اعمار أوقاتنا لنحظى بهذا الفوز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعمار أمتي ما بين الستين الى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك) حديث صحيح، ان هذا الحديث الشريف ليس دعوة للتشاؤم أو الاحباط بل هو محفز للمبادرة والتشمير عن اليدين للعمل وللانجاز، ألا تلاحظون اننا حينما نعرف تاريخ انتهاء صلاحية منتج ما نبادر للاستفادة منه واستخراج كنوزه وموارده، ان معرفة متوسط أعمارنا حافز لنا، ولا تؤاخذونني على هذه المقارنة لكني حقيقة اجدها مثلا عمليا يحدث باستمرار أمامنا يجعلنا ننتبه لأنفسنا وأعمارنا فنبادر للاستفادة من الأوقات واستثمار القدرات قبل انتهاء العمر، وقد نبهنا ربنا عز وجل لأهمية الوقت والزمن فقد أقسم ربنا سبحانه في القرآن الكريم بالفجر والضحى والعصر وبالليل والنهار. ان استثمار الأوقات بما ينفعنا في الدنيا والآخرة مهمة ربانية وهي مشروعنا العظيم الذي نضعه نصب أعيننا لا نغفل ولا نلهى عنه. ان من رحمة الله بنا ان شرع لنا أعمالا سهلة بسيطة ووعدنا عليها بالاجر العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة» حديث صحيح، ومن رحمة الله بنا كذلك ان رزقنا أوقاتا ومواسم تضاعف فيها أجر الأعمال الصالحة وتتزايد فيها الحسنات مثل الأيام العشر من ذي الحجة وشهر رمضان وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ان العاقل من حكم حياته وسيطر عليها وغلب شهواته وحاسب نفسه على تقصيرها واستعد لرحلته ما بعد موته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله».
سعاد أحمد الدبوس
|
|
|
|
|
|
|