الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
01:48
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
العصر 14:57
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=385458&yearquarter=20143&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
الأغاليط حول مسمى الدولة (مدنية أو دينية أو عسكرية)!
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
2014/09/14
10:10 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن السبب لكتابة هذه المقالة ما كنتُ أراه - منذ زمنٍ - عندما يُصابُ بعضُ الناسِ بالحيرةِ والارتباكِ أمامَ تقسيمات أهلِ السَّفْسَطَةِ، ممن يسعى لنشرِ واذاعةِ المفردات الباطلة، ولذا يُعاني كثير من المسلمين حالَةَ شكٍّ وتَرَدّدٍ، عندما يُواجَهُ بتلك التقسيمات المُحْدَثةِ لمسمَّى الحُكمِ والدولة، كقولهم: (الدَّولةُ المدنية.. والدولة الدينية.. والدولة العسكرية..، و...)، وذلك بديلاً عن مصطلحات الدولة العادلة (عسكرية أوغير عسكرية)،.. والدولة الظالمة (عسكرية أوغير عسكرية)،.. ودولة تحكم بالكتاب والسنة (عسكرية أوغير عسكرية)،.. ودولة لا تحكم بالكتاب والسنة (عسكرية أوغير عسكرية).
ولذا نقول:
-1 لقد اجتالت الشياطين أكثَرَ الناس عن كثيرٍ مما هُمْ عليه من الحَقِّ والعِلمِ والعَدْل، حتى فشا الجهلُ وعَمَّ الظلْمُ بلادَ الإسلام، فَسُلب المسلمون كثيراً من المعارف والعلوم الصحيحة، وغَزَتْهُم مفرداتٌ مُحدثةٌ ومصطلحاتٌ مُخترَعَة، حتى تمكنت من العقولِ والأفهامِ، وغَلَبَت على اللسان، فصارت لغةً سائدةً ناطقةً برأي جمهورِ الأُمَّة، وامْتُحِنَ الناسُ بهذه المُحْدَثات، وتحاكموا اليها بغيرِ هُدَى من الله..قال الله تعالى:{ان يَتَّبِعُونَ الاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ} [النجم: 23]، وقد روى البخاري (1359)، ومسلم (2658/ 22) في «صحيحيهما» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود الا يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوّدانه أو يُنَصّرانه أو يُمَجّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء».
-2 وانّ اختلافَ الناسِ في العلوم والرأي وسياسة الأمور، وتَفَرُّق الأمة الى طوائف وطرائقَ قِدَدا، أَصْلُهُ التفرّقُ في السُّبُل والاضطرابُ في مصادر التَّلقي، بسبب تنوّع الخُلَطاءِ واختلافِ المشاربِ والبيئات.
فكلٌ قدْ أُشْرِبَ من هواه، والمرء على دين خليله، يتأثَّرُ بالموروث من دين الآباء والأجداد، ودين الخلاّن والمشايخ.
وعند النظر في الأسباب المهلكات، نجد اختلافاً في الطّرُقِ والجهات قد سلكها كثيرٌ من الناس وجعلوها منهاجاً في الدين والدنيا.فوجدنا منهم من كان عبداً لشيخه أو معلمه، أو عبداً لصحيفةٍ أو كتابٍ قَرَأَه! فانقاد للمسموع والمقروء واستسلم له، فسلك - بذلك - التابع طُرُق المتبوع بلا حُجّةٍ أو بُرهان غيرَ مدفوع.
-3 وسنَذْكُرُ مثالاً على ذلكم الاختلاف، تلكم القسمة المحدثة، أعني: وصف الحاكم بـ(المدني أو الديني أو العسكري)، ونظامه: بـ(دولة مدنية.. دولة دينية.. ودولة عسكرية)، وتسمية الحكم، بـ(الحكم المدني، والحكم الديني، والحكم العسكري).. وغير ذلك من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
-4 ومن ثَم، تفريق المجتمع وإثارة الخلاف: (هل أنت مع دولة مدنية أم دولة دينية أو...أو...)، والنزاع بامتحان الناس بهذه المسميات المحدثة، وذلكم المعيار المخترع!
هل أنت مع دولة مدنية أم دولة عسكرية، ..هل أنت مع دولة (...) أو دولة (...) فيزداد الشرُّ ويتفرق الخلقُ بسبب هذه الشعارات والتقسيمات التي لا دليل عليها من الكتاب والسنة وكلام الأصحاب، - سلف هذه الأمة -، ولم يقل أحدٌ من قرون الخير بهذه التقسيمات.
(القبولُ والتسليمُ بلا نَكير)
-5 وتحت وطأةِ وسائل الاعلام المختلفة ومن تَتَرَّس بها - وأعني المقروءَ منها والمرئي والمسموع -، وما صاحبه من زخرفٍ زائفٍ وتزيينٍ لبعض المفردات والمسمّيات المخترعة، وذِكرِها في سياق الثناء والمدح حتى اسْتُعْبدت حواسّ البشر، فأصبحت لا تعرف المنكر منها، بل لا تقبل غيرها، وجعلت المسلمات وبعض المفردات الأخرى منبوذةً بالذمِّ والتنفير المتكرر حتى صُمَّت الاسماع وعَميت الأبصار، وفُرضت على الناس تراكيبُ اضافية غير معهودة في السياسة الشرعية المحمودة، كـ(الدولة المدنية والدولة الدينية والدولة العسكرية).فالدولة مُسمّى معلوم، وقسيم ثابت، وأما المفردات الاضافية، كـ(المدنية والدينية والعسكرية) وغيرها فانها مصطلحات تدور بين المدح والذم، كلٌ بحسب هواه، وعقله وما حَواه.
-6 إن بعض أبناء المسلمين أصبحوا ضحايا مَعارفَ مَغلوطة، وآراء معكوسة وأفهام منكوسة، وبلغ الأمرُ بدعاة الضلالة الى التضييق على من يقوم بنسبة شيء الى الإسلام، واخافته بأنه غريب على المجتمعات، يحمل من الرأي أَظْلَمَه، وحوصرت العقول في سجون وهمية، تخاف البوح بالصواب وتعاني غربة الحق، وأصبح أبناءُ الأمة يشعرون بالذل والضعف والهوان أمام مَدٍّ تَغْرِيبِيٍّ لأولئك المتعالمين الجدد، دعاة الفوضى والانفلات.
(مراجعات لمفهوم الدولة المدنية والدينية والعسكرية)
-1 انّ الأصلَ عند نشأة دولة ما، تنصيبُ حاكم واتخاذ أمير للجماعة - في تلك الدولة - يسوسُها بالعدل والأخلاق وفضائل الأعمال، حتى يتمّ لها تحصيل المصالح ودفع المفاسد..قال تعالى:{انَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَايتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، قال ابن سعدي تفسيره: فالعدل الذي أمر الله به يشمل العدل في حقه وفي حق عباده، فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفرة بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كل وال ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولاية الامامة الكبرى، وولاية القضاء ونواب الخليفة، ونواب القاضي.اهـ وقد روى مسلم في «صحيحه» (2577/ 55) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا». قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (18/ 157): قوله: «وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» : فانها تجمع الدين كله، فان ما نهى الله عنه راجع الى الظلم، وكل ما أمر به راجع الى العدل.اهـ .
< فلابد من سياسة الناس بأمور منها:
- العدل والابتعاد عن الظلم واجتنابه قدر الاستطاعة (دولة ومجتمع بلا ظلم).
- القيام بالأعمال الصالحات (الأفعال والأقوال الفاضلة)، وهو البعد عن المحظورات قدر الاستطاعة (دولة ومجتمع بلا محرمات).
قال الله تعالى:{قُلْ انَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالاثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]، قال ابن سعدي في تفسيره: [ ثم ذكر المحرمات التي حرمها اللّه في كل شريعة من الشرائع فقال:{قُلْ انَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}، أي: الذنوب الكبار التي تستفحش وتستقبح لشناعتها وقبحها، وذلك كالزنا واللواط ونحوهما، وقوله:{مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}، أي: الفواحش التي تتعلق بحركات البدن، والتي تتعلق بحركات القلوب، كالكبر والعجب والرياء والنفاق، ونحو ذلك،{وَالاثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، أي: الذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة في حقوق الله، والبغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فدخل في هذا الذنوب المتعلقة بحق الله، والمتعلقة بحق العباد،{وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا}، أي: حجة، بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد، والشركُ هو ان يشرك مع الله في عبادته أحد من الخلق، وربما دخل في هذا الشرك الأصغر، كالرياء والحلف بغير الله، ونحو ذلك.{وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} في اسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه، فكل هذه قد حرمها الله، ونهى العباد عن تعاطيها، لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة، ولما فيها من الظلم والتجري على الله، والاستطالة على عباد الله، وتغيير دين الله وشرعه].اهـ
< تنبيهات:
ان ما وصفوه واصطلحوا على مسماه بـ (الدولة المدنية)، لها نظام وقانون فيه واجبات ومحظورات.
وكذلك ما وصفوه بـ (الدولة الدينية)، لها نظام وقانون فيه واجبات ومحظورات.
ومثله ما اسموه بـ (الدولة العسكرية)، لها نظام وقانون فيه واجبات ومحظورات.
وأيضا ما ذكروه بـ (الدولة الديموقراطية)، فلها نظام وقانون فيه واجبات ومحظورات.
فالى أيِّ حكم من الحكومات بتلك المسميات نصير ونتحاكم؟!
وهل (الدولة المدنية)، دولة ظالمة أم عادلة؟ وحاكمها ظالمٌ أم عادل؟
وهل (الدولة الدينية)، دولة ظالمة أم عادلة؟ وحاكمها ظالمٌ أم عادل؟
وهل (الدولة العسكرية)، دولة ظالمة أم عادلة؟ وحاكمها ظالمٌ أم عادل؟
وعند البحث عن جوابٍ لذلك ننتهي بأنه لا قيمة لمسمى (المدنية) و(الدينية) و(العسكرية)، بل الأمر متعلق بالعدل والظلم، والقسمة الصحيحة: دولة عدل ويقابلها دولة ظلم، فالمدح والثناء ينبغي ان يكون للدولة العادلة، والذم والتنفير وصف يلازم الدولة الظالمة.
ولذا فاننا لن نتحاكم الى شعارات خالية المعنى، وفارغة المبنى، ولن نقبل التحاكم الى نظام يصفونه بـ (النظام المدني)، ولا التحاكم الى نظام يوصف بـ (النظام الديني)، ولا التحاكم الى نظام لُقِّبَ بـ (النظام الديموقراطي)، ولا التحاكم الى نظام وسموه بـ(النظام العسكري).
بل نتحاكم الى نظام يسوس الناس بالعلم والعدل، ويحارب الجهل والظلم - بأنواعه - بين الراعي والرعية من وجه، وبين الرعية أنفسهم من وجه آخر، وينشر الخير والأخلاق الفاضلة في المجتمع، أيّاً كان ذلك المسمى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (28/ 68): فأَىُّ من عدل في ولاية من هذه الولايات فساسها بعلم وعدل وأطاع الله ورسوله بحسب الامكان، فهو من الأبرار الصالحين، وأي من ظلم وعمل فيها بجهل، فهو من الفجار الظالمين، انما الضابط قوله تعالى:{ان الأبرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم}.اهـ.
(معيار العدل والأخلاق الفاضلة)
هل الخير والعدل من وضع البشر أم أوجده خالق البشر؟!
ان الخير كله من عند الله سبحانه ولا خير في الآراء والأهواء، قال تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ ان هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة:120]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى «(3/ 114): والانسان مضطر الى شرع في حياته الدنيا، فانه لابد له من حركة يجلب بها منفعته وحركة يدفع بها مضرته، والشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه والأفعال التي تضره، وهو عدل الله في خلقه، ونوره بين عباده، فلا يمكن للآدميين ان يعيشوا بلا شرع يميّزون به بين ما يفعلونه ويتركونه، وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم، بل الانسان المنفرد لابد له من فعل وترك، فان الانسان همام حارث كما قال النبى أصدق الأسماء حارث وهمام، وهو معنى قولهم: متحرك بالارادات، فاذا كان له ارادة فهو متحرك بها، ولابد ان يعرف ما يريده، هل هو نافع له أو ضار، وهل يصلحه أو يفسده، وهذا قد يعرف بعضه الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالأكل والشرب، وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم، وبعضهم يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم، وبعضه لايعرفونه الا بتعريف الرسل وبيانهم لهم وهدايتهم لهم.اهـ .
وقال تعالى:{ان اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ ان تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ الَى أَهْلِهَا وَاذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ ان تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ان اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ان اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، قال الشوكاني في «فتح القدير»: قوله: {وَاذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الناس ان تَحْكُمُواْ بالعدل}، أي: وان الله يأمركم اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل، والعدل: هو فصل الحكومة على ما في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا الحكم بالرأي المجرد، فان ذلك ليس من الحق في شيء، الا اذا لم يوجد دليل تلك الحكومة في كتاب الله ولا في سنة رسوله، فلا بأس باجتهاد الرأي من الحاكم الذي يعلم بحكم الله سبحانه، وبما هو أقرب الى الحق عند عدم وجود النص، وأما الحاكم الذي لا يدري بحكم الله ورسوله، ولا بما هو أقرب اليهما، فهو لا يدري ما هو العدل، لأنه لا يعقل الحجة اذا جاءته، فضلاً عن ان يحكم بها بين عباد الله.اهـ.
< تساؤل:
- لماذا أعرضوا عن المسمى المطلق للدولة: دولة أو حكومة (عادلة)، واستبدلوه بتركيب اضافيّ وجعلوا مطلق الدولة والحكومة مُقَيّداً بـ (المدنية) أو مقيداً بـ (الدينية) أو مقيداً بـ (العسكرية)؟
إنّ هذا الفعل نوعٌ من الحَشْوِ والتلاعب بالألفاظ لا قيمة له، عندما نجعل العدل والعدالة واجتناب الظلم هي الحكَم المطلق الأوحد على مسمى الدولة دون نظر الى أي قيد آخر، وان فوضى التلاعب بالمفردات والألفاظ ووضع قيد محدث غير قيد عَدْل الحاكم وعدالة الحُكم - قدر الاستطاعة -، ما هو الا وسيلة للسيطرة على الحكم، واستيلاء جهة ما على مقاليد الأمور دون غيرها بعد عمل منظم يهدف لاقصاء المنافس بالأوصاف والمسميات والاصطلاحات التي أُحْدِثَتْ لتكون وسيلةً وعونا قي تلك المَهَمّة! وذلك بعد جعل مسمّى الدولة (الدينية) والدولة (العسكرية) قدحاً وذَمًّا، حتى وان كانت دولةً عادلةً، والحاكمُ الى العدل أقرب من غيره! [هل تعنينا مهنة الحاكم (المرجعية المهنية) أم ان مهنة الحاكم لا تعنينا بشيء؟!]
ان المطلوب من الحاكم هو ما يتعدى أثره على المحكوم، وهي القدرة على ادارة شؤون الرعية بالأمانة والعدل – قدر الاستطاعة -، سواء كان ذا مرجعية عسكرية أو غير عسكرية!!
(كان الرسول صلى الله عليه وسلم أميراً ومجاهداً في السلم والحرب)
ايقاظ: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قائدا في غزواته وفتوحاته يتقدم أصحابه رضوان الله عليهم، فهل يعد حاكما عسكرياً في اصطلاح المعارضين، وكذلك الخلفاء الراشدون، أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، هل كانت الخلافة ونظام الحكم والدولة (مدنية) أم (دينية) أم (عسكرية)؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (11/ 551): وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يسوسون الناس في دينهم ودنياهم ثم بعد ذلك تفرقت الأمور، فصار أمراء الحرب يسوسون الناس في أمر الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العلم والدين يسوسون الناس فيما يرجع اليهم فيه من العلم والدين، وهؤلاء أولو أمر تجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة الله التي هم أولو أمرها، وهو كذلك فسر أولو الأمر في قوله:{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}، بأمراء الحرب من الملوك ونوابهم، وبأهل العلم والدين الذين يعلمون الناس دينهم ويأمرونهم بطاعة الله.اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (35/ 38): ولهذا كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر خلفائه الراشدين ومن سلك سبيلهم من ولاة الأمور في الدولة الأموية والعباسية ان الامام يكون اماما في هذين الأصلين جميعا الصلاة والجهاد، فالذى يؤمهم في الصلاة يؤمهم في الجهاد وأمر الجهاد والصلاة واحد في المقام والسفر، وكان النبى صلى الله عليه وسلم اذا استعمل رجلا على بلد مثل عتاب بن أسيد على مكة وعثمان بن أبى العاص على الطائف وغيرهما كان هو الذي يصلي بهم ويقيم الحدود، وكذلك اذا استعمل رجلا على مثل غزوة كاستعماله زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمرو بن العاص وغيرهم، كان أمير الحرب هو الذي يصلي بالناس ولهذا استدل المسلمون بتقديمه أبا بكر في الصلاة على أنه قدمه في الامامة العامة، وكذلك كان أمراء الصديق كيزيد بن أبى سفيان وخالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وغيرهم أمير الحرب هو امام الصلاة، وكان نواب عمر بن الخطاب كاستعماله على الكوفة عمار بن ياسر على الحرب والصلاة وابن مسعود على القضاء وبيت المال وعثمان بن حنيف على الخراج.اهـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (22/ 582): الذى مضت به السنة ان الصلاة يصليها بالمسلمين الأمراء وولاة الحرب، فوالي الجهاد كان هو أمير الصلاة على عهد النبى وخلفائه الراشدين، وما بعد ذلك الى أثناء دوله بنى العباس والخليفة هو الذي يصلى بالناس الصلوات الخمس والجمعة لا يعرف المسلمون غير ذلك.اهـ، والحمد لله على فضله وإحسانه.
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
WWW.ahlalathar.com
أخبار ذات صلة
من يتحمل أوجه القصور؟!
طالب تحول من فشل إلى تفوق
أوراقنا المبعثرة
قلتم المعارضة أوقفت التنمية
حديث حول الجمهور الإعلامي!
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
الاستهزاءُ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم.. قضية وتاريخ
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
18/01/2015 09:24:29 م
ما الموقف من كلام فلانٍ في فلانٍ علماً ان المُتَكلِم والمتكلم فيه، من أهل السُّنة والجماعة؟
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
11/01/2015 09:38:58 م
الأعياد هوية الأمم فحافظوا على الإسلام
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
04/01/2015 09:14:25 م
هل الشرع مبناه على «الظن» أو«العلم واليقين»؟
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
28/12/2014 08:57:13 م
هَلْ نَعيشُ أَزْمَة أَخْلاقيَّة؟!
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
21/12/2014 08:56:05 م
«وأد الفتنة قبل انتشارها فإنّ الشعب إذا صلح بالضرورة ستصلح الحكومة»
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
14/12/2014 09:39:12 م
أثر الألفة والمخالطة في الانحراف عن الحق
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
09/12/2014 11:11:41 م
«السلفية» وتشويه العابثين
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
23/11/2014 11:49:39 م
تصوّر لا يحترمون ابن باز؟!
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
17/11/2014 09:35:44 م
أيها السلفي! كن رجلاً شجاعاً فلا تجبن ودارِ الناس ولا تداهن
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
02/11/2014 09:39:10 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
844.0101
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top