|
|

|
|
2 أغسطس 1990
|
|
|
|
في هذا اليوم من كل عام يجب أن نستعيد تلك الذكرى المؤلمة والمؤلمة جداً على النفس لأن الكثير والكثير من الكويتيين لم يتوقعوا بأي حال من الأحوال تلك الهمجية وذلك الجنون الغير متوقع من ذلك الشخص الذي خاطب أميرهم ليطمئنه بعد أن استقبله في بغداد بأن حدود الكويت تصل لبغداد كدليل على حسن النية وحسن الجوار بين دولتين شقيقتين ، سَخرت فيها الكويت كل ما تملك ليخرج العراق المنهزم داخلياً ، منتصراً في حرب عبثية ، والكل يعلم لولا المساعدات الكويتية والخليجية لأصبحت أرض دجلة والفرات مرتعاً للفرس كما هي اليوم في ظل حكومة وبرلمان فاسدان ، باعا أنفسهم للشيطان ، ولذا توقع الكويتيون رد الجميل ولأن العربي لا يغدر فلم يتوقع صناع القرار غزواً واحتلالاً وتخريباً وتدميراً، ولذا نجد وقع الصدمة لازال ماثلاً كأنه حدث بالأمس تراه العين وتسمعه الأذن ويحزن له القلب .
يقول أحدهم خرجت في الصباح الباكر لعملي وكعادتي شغلت المذياع وسمعت مالا تصدقه الأذن من استغاثة ونبأ عاجل بدخول جحافل مجحفلة من الجيش العراقي ، وما إن سرتُ في الطريق إلا وتلك الدبابات والآليات العسكرية التي أضاعت طريق تحرير القدس ليقف في مقابلها أفراد معدودي الأصابع من قوات الجيش الكويتي في معركة الجسور تحاول أن تتصدى بصدور عارية لتلك الجحافل واستطاعت بما هي عليه من حق أن تؤخر الغزو ساعات بالرغم من المباغتة وقلة العدد و العتاد وهنا يجب أن نشيد بالجندي الكويتي الذي ضرب مثلاً أعلى في المقاومة الباسلة والتي يجب أن تُسطر بماء الذهب إلا أن الكثرة وكما هي العادة تغلب الشجاعة ولأن المؤامرة كانت كبيرة حيكت في بغداد وصنعاء وعَمان وبالرغم من حجم المؤامرة وهول الصدمة اتجهت أنظار الكويتيين نحو قصر دسمان سائلين الله أن يسلم أميرهم وولي عهده والقيادة السياسية وما إن إاطمأن الكويتيون على سلامة حاكمهم وولي عهده بدأ العد التنازلي لقهر وهزيمة شيطان ومارد بغداد والانتصار الباهر والذي ما كان ليكون لولا رحمة الله وثم وقوف الأشقاء الشرفاء ومن ناصرهم من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وملكها الشجاع الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وجورج بوش الأب وتلك المرأة الحديدية تاتشر والرئيس حسني مبارك ،وكان الله بالمرصاد لذلك الطاغية ليتم تحرير الكويت من براثن العدو الغازي ومن هنا بدأ السقوط التدريجي لذلك الطاغية لينتهي به الحال معلقا على مشنقة صدئة بأيدي ضحاياه من العراقيين على مرأى ومسمع العالم بأجمعه مع استمرار مسلسل السقوط والهزيمة لكل من ناصر الباطل ولذا يحق لنا أن نقول أن الكويت بالرغم من صغر حجمها وقلة عدد سكانها إلا أنها وعبر التاريخ كانت ومازالت وستكون مقبرة لكل من نوى لها الشر وستبقى حرة أبية وجوهرة ندية بإذن الله تعالى.
والله من وراء القصد
د.فهد الوردان
Wardan1457@hotmail.com
@fahad1457
|
|
|
|
|
|
|
|