|
|

|
العقد الفريد
|
دكتاتورية ناصر.. وهيكله المناصر!
|
|
|
|
يطلقون عليه الزعيم الخالد، وأنا شخصياً لم اجد له من مقومات الزعامة سوى خطبة وكاريزما، أما الخلود فليس في سجل نظامه ما يعزز موقفه سوى جدران معتقل ولحد ضحية وبقية رعب في قلب معاصر وهزيمة هنا وأخرى هناك، فأي خلود وأي زعامة؟ فمن يقرأ التاريخ على جدران الهيكل الأصفر يعلم أنه كتب بماء الكذب (مزور). ٭٭٭ نظام ستاليني الهوى، لا يعلو على رأي زعيمه رأي (لا اريكم الا ما ارى) اتسمت مواقفه بالتسرع وقراراته بالارتجال، لم يكن سياسيا محنكا ولا اقتصاديا بارعا ولا عسكرياً فذا، وعلى الرغم من ذلك يرى في مشورة أهل الرأي والخبرة والكفاءة والاختصاص انتقاصا من قدره، وان فعل كان رأيه الارجح، كان كما يريد (زعيم وبس) لذلك لم يحقق على المستوى السياسي سوى انجازين في الداخل (سأتنحى) وحادثة (المنشية) وخارجيا لا شيء، وعلى المستوى الاقتصادي أُنهكت خزينة الدولة بالمغامرات وخُنق المواطن بالاشتراكية، أما على المستوى العسكري فقد طور نظامه الهزائم لتصبح نكسات فألحق الدمار بمصر والتشرذم بالأمة العربية. ٭٭٭ نظامه واعلامه نعتا الأنظمة في السعودية والخليج بالرجعية القمعية، وكأن نظامه كان يؤمن بالتعددية والحرية والعدالة والمساواة، وأن وصول نظامه الى الحكم جاء عبر صناديق الاقتراع التي ابقته في سدة الحكم حتى مماته، فلا هناك تفرد في السلطة ولا شمولية في الحكم، فنظامه الميمون كان عهد خير وطمأنينة، تعددت فيه الأجهزة الأمنية وتنوعت، وازدحمت السجون والمعتقلات امتلأت، لحفظ الأمن، فلا تكميم للافواه ولا بطش في الخصوم ولا ملاحقة لأصحاب الرأي، فحقوق المواطن محفوظة وكرامته مصونة ورأيه يحترم، ينتقد من شاء متى شاء وعلى رؤوس الاشهاد من دون خوف! كان عهدا ديموقراطيا زاهرا يطلب المدد من الأنظمة الرجعية فتسانده وتآزره.
- نقطة شديدة الوضوح: سعى نظامه وعمل على اسقاط الأنظمة الملكية في العالم العربي، نجح في اليمن وليبيا والعراق وفشل في السعودية والخليج كفشله في الوحدة مع سورية، هنا لا أزعم ان الدول التي حكمها العسكر كانت أفضل حالا قبل انقلاباتهم، لكنها بلا شك لم تكن خيرا عليها، البعث نكل بالعراقيين ومعمر شتت الليبيين والشويش عفاش دمر اليمن وأحرق اليمنيين، حتى مصر لم تجد في حقبة ناصر خيرا.
مفرج البرجس الدوسري
|
|
|
|
|
|
|