|
|
|
|
|
|
|
|
صرخة مجتمع
|
|
|
|
|
|
|
بداية أتقدم بأحر التعازي وأصدقها لأسرة الشاب مشعل سائلة المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وان يحفظ الله شباب الكويت من الشرور، فقد فجعت الكويت قبل ايام بمصرع هذا الشاب ولست بصدد تفصيل أسباب الوفاة ولكن تزامنت وفاته مع عدة حوادث وفاة ومحاولات أخرى في مختلف مناطق الكويت هي ليس جرس انذار فقط بل هي قد فتحت الباب لدخول واستقرار الجريمة وتفشيها بهذا المجتمع الصغير والآمن، لذا على الحكومة ومجلس الامة وهيئات المجتمع المدني ان تعكف على دراسة اسباب انتشار الجريمة في المجتمع وكيفية الحد منها فيكفينا ان يفقد المجتمع فلذات كبده من خلال حرب الشوارع وحوادثها المميتة وعلى المختصين في علمي النفس والاجتماع وعلم الجريمة النزول الى الشارع والقيام بالدراسات اللازمة والواقعية بعيدا عن التنظير وفلسفة الكلام واللقاءات الاعلامية.
ليس من المعقول ان تتم ثلاث جرائم في يوم واحد او حتى اسبوع في مجتمع صغير ومحافظ الى حد كبير فنحن لسنا في حواري تايلاند او الفلبين أو في مناطق الجريمة المنظمة في نيويورك أو شيكاغو فنحن في بلد مسلم تسوده أواصر التراحم والمحبة بين الناس وتحكمه القوانين فأين الخلل اذن؟ هل الخلل في تربية الاسرة أم في المدرسة أم يكمن الخلل في القوانين وتطبيقها؟
أعتقد وبصفتي التربوية ان الخلل يكمن في هذا الثالوث وفي ضعف ترابطه بدرجات متفاوتة وتتحمله القوانين وجهات الدولة خاصة وان هناك لينا وضعفا بالتعامل مع المقبوض عليهم بتدخل الوجاهات الاجتماعية والنفوذ مما خلق نوعا من الاستهتار بالقوانين واللامبالاة وعدم الخوف كما ان الخطأ بتطبيق اجراءات القبض على تجار المخدرات ترك المجال واسعا لتبرئتهم واستمرارهم بالقضاء على لبنات المجتمع وانتشار الجريمة والمخدرات والظاهرة المستجدة في هذه السنوات القليلة الماضية هي انتشار الشبو ايضا والسؤال كيف تدخل هذه السموم للبلد ونحن نفتخر بوجود نظام أمني يسيطر على الحدود البرية والبحرية؟ وكذلك فان الادارة العامة للجمارك يوميا تتحفنا عبر الصحف ووسائل الاعلام بنجاحها بالقبض على مضبوطات مختلفة وكلما زادت المضبوطات وللاسف كان هناك زيادة في معدل الجريمة وكأن هناك علاقة طردية.
يجب على القائمين على وزارة الداخلية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الضعيفة التكسب على حساب أمن وأمان المجتمع ولعلم أركان وزارة الداخلية فان تجار مادة الشبو ينتقلون وبكل حرية، ويقال ان أحد أكثر اماكن ترويج الشبو هي منطقة تيماء فهل مثل هذه المعلومات التي يرددها الناس خافية على وزارة الداخلية وأجهزتها؟ ثم أين دوريات الامن التي من المفترض ان تجول بين المناطق وخاصة ليلا في المناطق الاقل تنظيما والاكثر فقرا؟ فهذه المناطق هي أحد أهم مصادر الجريمة فالفقر والجهل حاضن طبيعي للجريمة أين الداخلية وأجهزة الدولة من انتشارالشقق المفروشة غير المرخصة في مناطق السالمية وحولي وغيرهما من المناطق؟، أين الدولة من تربية النشء واستغلال طاقاته والعمل على خلق واطلاق ابداعات الشباب؟.أين الهيئة العامة للشباب التي استبشرنا خيرا ببعض اعضائها لانهم تربويون وبالمقابل شاهدنا تعزيز سلوكيات غريبة ودخيلة على شباب وطننا كويت السلام؟ وأين دور وزارة الشؤون الاجتماعية؟ وأين دور وزارة الاوقاف الاسلامية وميزانيتها الفلكية ومؤتمراتها البرستيجية وغالبها في خارج الكويت؟ أين وأين؟ فلا حس ولا حركة ولا حتى بيان صم بكم عمي ويظل المجتمع يصرخ دون توقف أين فهل سيجد مستمعا لندائه أم كما قيل في الامثال اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي؟ ان الكويت وشبابها أمانة في أعناق الجميع بداية من الأسرة مرورا بالمدرسة ومنظمات المجتمع المدني وانتهاء بالدولة ومؤسساتها مسؤولة مسؤولية مباشرة في حفظ وسلامة المجتمع أمام الله أولا، فلا تضيعوا الامانة فالأمانة مسؤولية ومن لا يتحملها فعليه تركها لمن هو أكفأ منه ويقول الله سبحانه وتعالى {انا عرضْنا الْأمانة على السماواتِ والْأرْضِ والْجِبالِ فأبيْن ان يحْمِلْنها وأشْفقْن مِنْها وحملها الْانسانُ انهُ كان ظلُومًا جهُولًا (72)} (سورة الأحزاب) وحفظ الله الكويت وأهلها مواطنين ومقيمين من كل شر والحافظ الله يا كويت.
< «كل تقدم أخلاقي رهن باقتلاع الشر وغرس الخير، ولا يكون هذا بالثواب والعقاب، بل بالتشديد على مفهوم الواجب» ايمانويل كانط فيلسوف ألماني.
ترفه العنزي
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|