الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
07:33
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=407629&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
2014/12/16
09:51 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
إقامة المجتمعات المدنية في الشرق الأوسط ذلك وحده ما يمكن أن يحصن الدول العربية ضد الإرهاب
لا مفر من الاعتراف بأن عجز الأنظمة الاستبدادية العربية عن الإصلاح يمثل تربة غنية لنمو الحركات الجهادية والإرهابية
إذا استمرت الحرب على الإرهاب بصورتها الراهنة فلا نهاية لها ولا أمل في كسبها.
(1)
خطيب الجمعة في مسجدنا لا يكف كل أسبوع عن ذم الإرهاب وهجائه، ولا يمل من استعراض شروره التي أصبحت ممارسات جماعة داعش في سورية والعراق نموذجا لها، ولئن أراد بذلك ان يتجاوب مع الأجواء السائدة في مصر، الا ان حملته اشتدت منذ دعا الأزهر في 3 ديسمبر الحالي الى عقد مؤتمر دولي بالقاهرة لمواجهة التطرف والإرهاب وكان واضحا ان تعليمات وزارة الأوقاف لها دورها في ذلك، وقد بشرنا في آخر خطبة له بأن نهاية الإرهاب قد اقتربت مستدلا باجماع علماء الأمة الذين حضروا المؤتمر على ذلك، واعتزامهم اصدار وثيقة تصاغ بكل اللغات الحية وتوزع على الكافة، ترفض الإرهاب وتعلن البراءة منه، وتفضح الآراء التكفيرية التي يتبناها الإرهابيون، وفي ثنايا خطبته الأخيرة ذكر ان أمر الإرهاب صار مكشوفا ومفضوحا، وأيد ذلك باشارته الى ان دولة الامارات العربية أصدرت قائمة ضمت أكثر من ثمانين جماعة ومنظمة إسلامية ضالعة في الإرهاب، وان مصر بصدد اعداد قائمة مماثلة تفضح الكيانات الإرهابية وتعريها أمام الرأي العام في الداخل والخارج.
لا أعرف الى أي مدى كان الرجل مقتنعا بما قاله، لكنني أزعم أنه يعكس الى حد كبير التفكير الرسمي في الموضوع، الذي يلجأ الى التسطيح والتبسيط، فيشدد على ادانة الإرهاب ويلجأ الى الاجراءات في مواجهته، متصورا ان ذلك يمكن ان يتحقق من خلال اصدار وثيقة تتهمه وتفضحه وتنظم حملة اعلامية تركز على هجائه والحديث عن مخاطره وشروره، اضافة الى الاجراءات الأمنية الأخرى بطبيعة الحال، التي تتراوح بين التوسع في محاكمتهم أو التخلص منهم بوسائل أخرى بينها تصفيتهم جسديا، كما هو الحاصل في سيناء بوجه أخص، كأننا في مواجهة الإرهاب نلجأ الى حلين لا ثالث لهما أولهما التعبئة الاعلامية (جريدة الجمهورية دخلت على الخط ونظمت مؤتمرا ضد الإرهاب يوم الأحد الماضي 12/13)، أما الحل الثاني فيتمثل في الاجراءات الأمنية والمحاكمات القضائية.
ذهب البعض الى أبعد في التعبئة، حيث لم يكتفوا بادانة الإرهاب وتجريمه، وانما دعوا الى تكفيرالإرهابيين أيضا، لكي يلاحقوا ويعاقبوا على جرمهم في الآخرة أيضا، وكان مفتي نيجيريا الشيخ ابرهيم صالح الحسين قد ألقى بالفكرة قاصدا بها تنظيم «داعش» في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر سابق الذكر، الا ان مشيخة الأزهر تداركت الأمر في بيان أصدرته ذكرت فيه انه لا تكفير لمؤمن نطق بالشهادتين مهما بلغت ذنوبه، الا ان ذلك لم يغلق باب المناقشة التي مازالت مستمرة حول الموضوع في بعض وسائل الاعلام، كأنما تم حسم أمر الإرهابيين في الدنيا وصرنا مشغولين بمصيرهم في الآخرة.
لست واثقا من العلاقة بين حملة مواجهة الإرهاب وبين الاجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية في مصر أخيرا، وعبرت فيها عن غيرتها على الايمان والأخلاق الحميدة، الا ان عنصر التزامن وحده هو الذي أثار الانتباه وطرح فكرة الربط بين المسارين، اذ بعد نحو أسبوع من انتهاء مؤتمر الأزهر، أعلن ان عدد الملحدين في مصر صار 866 شخصا (لا اعرف كيف تم احصاؤهم)، كما تمت مداهمة مقهى في القاهرة بدعوى انه مكان لتجمع الملحدين، وفي الوقت ذاته قامت الشرطة بمداهمة حمام مغربي قيل ان الشاذين جنسيا يمارسون فيهم «أنشطتهم».
(2)
ليس خافيا أن كل ما سبق وثيق الصلة باتجاهات الريح السياسية، التي كانت من القوة بحيث غيبت أسئلة مهمة يطرحها السياق، أحدها يتعلق بالتعريف المعتمد لمصطلح الإرهاب، ذلك أننا نعرف ان الإرهاب في التعريف العلمي هو كل استخدام للقوة والعنف لترويع الآخرين، وفرض الرأي عليهم، لكن الممارسات نسخت ذلك الرأي حتى باتت المعارضة إرهابا وصار عدم طاعة ولي الأمر ينطبق عليها نفس الوصف، وتحول الإرهاب الى قرار سياسي يسوقه الاعلام بصرف النظر عن الشواهد والممارسات العملية، بحيث صار الإرهاب هو كل من قالت عنه السلطة ذلك وروجت له الأبواق الاعلامية، وقد شاع عنا ذلك حتى انني حضرت قبل حين ندوة عن التطرف في لندن، وحين تباينت تعريفاته فان أكاديميا أيرلنديا متخصصا في الشرق الأوسط قال في نهاية المطاف ان المتطرف أو الإرهابي في العالم العربي هو كل من لا ترضى عنه السلطة! لم يتح لنا كذلك ان ندقق في طبيعة الحرب الدائرة، وهل هي في جوهرها صراع حول السلطة أم انه صراع بين الأفكار التي استدعيت للتغطية على صراع السلطة؟ لم نعرف أيضا لماذا تهب رياح التطرف في مرحلة وتسكن أو تخبو في مرحلة أخرى؟ ولماذا يطل الإرهاب في بلد وينحسر في بلد آخر؟ ولماذا تكاثرت التنظيمات الإرهابية في محيطنا وأقطارنا بحيث لم تعد البيئة العربية تفرز سوى ما هو شائك ومُر؟ ولماذا فشلت الحرب ضد الإرهاب التي أعلنتها ادارة الرئيس بوش بعد أحداث سبتمبر عام 2001؟ ولماذا تخلت الادارة الأمريكية عن المصطلح في عام 2010 فيظل ولاية الرئيس باراك أوباما.. الخ.
لم يطرح الأمر للمناقشة والمراجعة في أي باب، وظل التسطيح والتبسيط سيد الموقف، من ثم فقط تم تأجيل طرح الأسئلة المهمة أمام ضغط الخطاب السياسي وقوة التعبئة الاعلامية، حتى استسلم الجميع لفكرة انها الحرب التي تستهدف انقاذ الدولة من السقوط، وانه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وللدقة فان ذلك لم يكن منطق السلطة والأبواق الاعلامية فقط، لأن شريحة واسعة من النخبة انضوت تحت المظلة وانضمت الى الحشد، فلا هي طرحت الأسئلة الواجبة ولا هي رضيت ان تجيب على من سألوها، وكانت لهؤلاء حساباتهم وموازناتهم الخاصة التي جعلتهم يحجمون ويؤثرون الصمت، وترتب على ذلك ان الذين تصدوا للأمر كانوا مجموعات الشباب الذين لم تكن لهم حساباتهم ولا موازناتهم الخاصة، وكان مصير الثورة هو شاغلهم الأوحد، فنزلوا الى الشارع ورفعوا أصواتهم المعبرة عن الحيرة والغضب، ودفعوا ثمن وقفتهم على النحو الذي يعرفه الجميع.
(3)
يوم الجمعة 12/12 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا مفصلا عن تنظيم داعش وحكاية الدولة الإسلامية، استقاه محرره مارتن جولوف من أحد أركان الدولة الجديدة، ولأن كاتب التقرير يغطي أحداث العالم العربي منذ 2005 فان ذلك مكنه من ان يتوغل في القصة ويتتبع جذورها من بداياتها، في رحلة البحث تبين ان أبوبكر البغدادي الذي صار لاحقا خليفة المسلمين في الدولة الجديدة بدأ خطواته الأولى مع المقاومين للاحتلال الأمريكي، وللهيمنة الشيعية ضمن ما سمي آنذاك بجيش أهل السنة والجماعة، وهو ما أدى الى اعتقاله في عام 2004 وايداعه في سجن «بوكا» الذي أقامه الأمريكيون جنوبي العراق، حيث التقى هناك زملاءه وتعرف على أعداد كبيرة ممن صاروا لاحقا قادة التنظيم الجديد، في السجن برزت شخصية البغدادي القيادية ونجح خلال السنوات الخمس التي قضاها في «بوكا» في توثيق علاقاته مع أمراء التنظيم، وكانت الفرصة متاحة أمام الجميع للتفكير والتخطيط للمستقبل، في السجن أيضا التقى البغدادي وصحبه مع عدد من قادة جيش صدام حسين البعثيين، ونجحوا في اقامة علاقة وثيقة معهم، خصوصا ان بعضهم تحول الى التشدد الإسلامي أثناء سجنه، واستطاع الطرفان ان يقيما علاقة كان لها دورها الجوهري في اقامة الدولة الجديدة، اذ أصبحت تمثل تحالف مناضلي أهل السنة الرافضين لهيمنة الشيعة مع قادة جيش صدام حسين البعثي الذين كانت لهم مراراتهم الخاصة، اضافة الى مشاعرهم الطائفية، إزاء ذلك فان السجن وفر فرصة ذهبية لعناصر داعش للتخطيط والتجنيد واقامة التحالف الذي كان له دوره الأساسي في انجاح الحملات العسكرية التي شنها التنظيم، وأدت الى سقوط حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
تجربة أبوبكر البغدادي وصحبه في السجن التي أدت الى ظهور تنظيم داعش بعد ذلك لا تختلف كثيرا عن تجربة شكري مصطفى في السجون المصرية التي أدت الى ظهور جماعة التكفير والهجرة (أو جماعة المسلمين كما كانوا يسمونها) في سبعينيات القرن الماضي، اذ تشكل الاثنان في السجن وقررا رفض كل ما هو قائم وأعلن كل منهما نفسه أميرا للمؤمنين، وان اختلفت النهايات بعد ذلك، حتى الآن على الأقل والتجربتان وغيرهما كثير يذكِّراننا بأن بيئة القمع والسجن هما المختبر الرئيسي الذي تتشكل فيه خلايا الإرهاب.
(4)
هي حرب بلا نهاية. ولن يجدي فيها وقف اطلاق النيران أو عقد هدنة من أي نوع، ولا مفر من الاعتراف بأن عجز الأنظمة الاستبدادية العربية عن الإصلاح يمثل تربة غنية لنمو الحركات الجهادية والإرهابية، واذا كان تقويض تنظيم القاعدة لم يتحقق الا بعد مضي عشر سنوات، فان الحرب ضد داعش سوف تستغرق عشر سنوات أخرى، واذا لم يجرِ العالم العربي الذي هو مركز داعش وبؤرته عملية إصلاح ذاتية عميقة فلن يطول بنا الأمد حتى يظهر في الأفق وحش إرهابي آخر مرتديا لبوسا جديدا، وينبغي ان يكون واضحا للكافة ان اقامة المجتمعات المدنية في الشرق الأوسط أصبح بدوره أمرا لا مفر منه، فذلك وحده ما يمكن ان يحصن الدول العربية ضد الإرهاب ويوقف تناسل جماعاته التي استوطنت فيها.
هذا الكلام ليس لي، ولكنها خلاصة لما أورده برونو ترتريه أحد مديري مؤسسة البحوث الفرنسية، في مقالة نشرتها له صحيفة «نوفيل أوبزرفاتير» في 2014/10/2، وكان الرجل قد أصدر في عام 2004 (بعد الغزو الأمريكي للعراق) كتابا طرح فيه فكرته الأساسية كان عنوانه «حرب بلا نهاية».
لا يستطيع المرء ان يخفي شعوره بالرثاء والحزن حين يقارن هذا الكلام الذي صدر عن الباحث الفرنسي، الذي يشاطره فيه آخرون ممن لا يتسع المجال لذكر شهاداتهم، بكتابات بعض المثقفين عندنا الذين غرقوا في مستنقع الاستقطاب، ولم يجدوا حلا لمشكلة الإرهاب الا بتشديد الضربات والسحق والاقتلاع، وهو ما اعتبره البعض أصولا واجبة لضمان نجاح مصر في مواجهة الإرهاب، وتلك دعوة لا تقتصر على عدد محدود من الأصوات، ولكنني أزعم أنها تمثل الصوت الأعلى والمهيمن في خطاب المثقفين والسياسيين فضلا عن المنابر الاعلامية المختلفة، اذ التقى هؤلاء وهؤلاء حول شعار الابادة هي الحل، الذي صار نشيدا يرددونه صباح مساء، الأمر الذي أصبح اعلانا يجسد بؤس الحالة التي أوصلنا اليها الاستقطاب الذي أصبح يشكل العقبة الأساسية التي تعترض طريق الإصلاح المنشود، وحين ينسد ذلك الباب فان الإرهاب يغدو بديلا مرشحا للنمو والاستمرار، وتصبح هزيمته أملا بعيد المنال.
فهمي هويدي
أخبار ذات صلة
حوار القوافي
تعثر «الخرافي».. لا يلغيه تدليس صحافي!!
الإنسانية في العلاقات الدولية 2-2
هنيئاً لقطر في يومها الوطني
وزيران مصريان في الكويت
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
02/12/2014 10:14:33 م
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
25/11/2014 11:29:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
01/10/2014 09:57:30 م
تفكير آخر في الإرهاب وسنينه
فهمي هويدي
23/09/2014 11:21:58 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
501.0083
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top