مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وزير الصحة لا يثق في المستشفيات الحكومية

حسن علي كرم
2014/09/22   11:26 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الحل يُختصر في وقف الواسطات وإدارات مؤهلة للمستشفيات والثقة بأطبائنا


دخل زميلنا الكاتب في «الوطن» والنائب في مجلس الامة عن الدائرة الثالثة نبيل الفضل مستشفى حامد العيسى للكلى وهو مستشفى حكومي فأجرى عملية زراعة الكلى التي تكللت بالنجاح بفضل الله وبفضل جهود وكفاءة ومتابعة فريق الاطباء الجراحين وللعلم الفريق الطبي الذي اجرى العملية اطباء كويتيون. وعلى الرغم من ان السيد نبيل الفضل عرض عليه اجراء العملية خارج الكويت. الا انه اصر على اجرائها هنا في المستشفيات الكويتية. وعلى ايدي اطباء كويتيين.
عملية نبيل الفضل نموذج من عدة نماذج طبية ناجحة حصلت في المستشفيات الحكومية وبايدي اطباء كويتيين ولعلنا لا نحتاج الى القول ان شهرة وتميز اطبائنا ولا سيما الكويتيين قد تجاوز حدود البلاد الى بلدان ومستشفيات عالمية. وانا بنفسي في احدى مراجعاتي الى قسم العيون في مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت قال لي الطبيب الذي قام بفحص عيوني عن اطباء عيون كويتيين وذكرهم بالاسم انهم «ممتازون ويمكن الثقة بهم» هكذا قال لي وبالحرف.
وزير الصحة الصدفة وحدها تحمله ليأتمر على الاطباء وليس بأفضلهم. ولعل هذا احدى الخيبات التي تصيب اطباء الصحة عندما يكون زميلهم وزيرا والمسؤول الاول عن الوضع الصحي في البلاد ويتهرب من مشروعية الدفاع عن الاطباء وعن المستوى الصحي والعلاجي في المستشفيات وبخاصة الحكومية..!!
اقول هذا بعدما قرأنا سلسلة القرارات الحلمنتيشية الصادرة عن مجلس الوزراء في شأن ضبط العلاج في الخارج.
< أول هذه القرارات القراقوشية هو شطب المستشفيات الحكومية بالقلم الاحمر وكأنه لا وجود لها على الارض وكأن الطواقم الطبية مثلها مثل العمالة الهامشية لا اطباء مقددين ومقتدرين..!!
< شمول التأمين الصحي لكل الكويتيين بعد التأمين على المتقاعدين وجلب اطباء عالميين الى الكويت وجلب ادارات طبية عالمية لادارات المستشفيات الحكومية وتوجيه المرضى الكويتيين للعلاج في العيادات والمشافي الاهلية كل ذلك يدور في حلقة واحدة وهو فقدان الثقة بأطباء المستشفيات الحكومية..!!
< هذه القرارات التي اصدرها مجلس الوزراء لم تخرج من عنديات رئيس الوزراء ولا من نبات افكاره او من بنات افكار وزير الصحة، وانما جاءت جاهزة ومنمقة من بعض القابعين في المكاتب الوثيرة اصحاب الادمغة الكبرية التابعين حضرا والجالسين في المبنى الرئيسي لوزارة الصحة الموقرة، هؤلاء البعض ايها السيدات والسادة من يسمون انفسهم بالخبراء والمستشارين يقضون يومهم بالنوم في العسل واما عن افكار وخبرات وتقارير هؤلاء البعض فمنسوخة ومجلوبة منذ زمن الفراعنة، وفي آخر كل شهر ميلادي يا مولاي يقبضون الراتب الخيالي زائد الامتيازات الاخرى من الشقة المفورشة والسيارة والهاتف الخلوي وتعليم الابناء في المدارس الحكومية او الخاصة وتذاكر السفر درجة اولى لهم ولاسرهم ذهابا وايابا.
لا نقول ذلك حسدا ولا افتئاتا وانما نتساءل الى متى تبقى قراراتنا مرهونة بالغرباء. والى متى يبقى ابناء الكويت المخلصون ذوو الكفاءة والخبرة حملة الشهادات العالية والرؤية الوطنية خارج دائرة المسؤولية. فيما ينعم الغرباء بخيرات هذا البلد المنكوب فيكمنون اسرارها ويصيغون القرارات التي في الغالب تنفعهم ولا تنفع الكويت واهلها..!!
هذه هي يا سادة احدى مصائب ونكبات هذا البلد والذي لا يبدو ثمة حل ناجع ينتشلها من تلك النكبات رغم كل الشواهد والمسلمات التي دلت وتدل ان علة الكويت وتخلفها وتعطل المشاريع يقف خلفها بعض المسمين زورا بالخبراء ولعل الشكوى من اطالة الدورة المستندية التي تشتكون منها من الشكوى من اوجدها لكم غير مستشارينكم وخبرائكم.
وما القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء في شأن تصحيح الوضع الصحي الا واحدة من تلك الشواهد. فعلى سبيل المثال مسألة التأمين الصحي للمواطنين فعلى الرغم من ايماننا ودعوتنا سابقا التأمين الصحي لكن ما جدوى التأمين فيما يتلقى المواطن العلاج المجاني داخل وخارج الكويت. يكون مجديا التأمين اذا شارك المواطن برسم التأمين من ماله الخاص. اما ان تقوم الدولة بدفع تكاليف التأمين عن المواطن. فهذا والله نكتة من نكت مولانا جحا. وهذا يخالف المفهوم والهدف من التأمين في كل العالم ثم من الحكمة حتى يتعالج المريض الكويتي في العيادات والمشافي الاهلية؟ هل تريدون تفريغ المستشفيات الحكومية للوافدين، واما اذا كان الهدف من ذلك تشجيع القطاع الخاص للدخول في المشاريع الصحية وبناء المستشفيات التخصصية. فلماذا اذن تبني الحكومة من جانبها مستشفيات جديدة؟ ولماذا توسع او تعيد بناء المستشفيات القديمة..؟!!
هل هذه خميرة الحلول التي تفتقت بها عقول اصحاب الفخامة الخبراء والمستشارين الاجلاء والافذاذ..؟!!
نقول هنا وباختصار شديد اذا كان كل هالحوسة علشان تضبطون العلاج في الخارج او ما يسمى العلاج في الخارج اظن ان رئيس الوزراء والوزراء وحكومته المجبلة والرشيدة يعلمون جيدا ان الطريق الذي يسلكونه لن يفضي للحل وان الحل يختصر في كلمتين وقف الواسطات وادارات مؤهلة للمستشفيات. والثقة بأطبائنا.


حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0126
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top