مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

نساؤنا... والكلام الجماعي

د.خالد أحمد الصالح
2014/09/21   10:36 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

لا تمل النساء من النظر بوجه المتحدثة لمعرفة أسرار مكياجها


مجالس النساء لدينا في الكويت من عجائب الدنيا، انه عالم غريب يفتقر الی أبسط قواعد المنطق ومهما حاول الانسان منا ان يصلحه أو ان يتجرأ ويحاول تغييره فسوف ينتهي به المطاف في الغالب الی الفشل.
منذ طفولتي وأنا أستغرب مجالس النساء، أستمع اليهن في مناسبات عديدة وتجمعات مختلفة فأجد في مجالسهن تشابها كبيرا بغض النظر عن اختلاف ثقافات رائدات تلك المجالس أو تنوع مستوياتهن، انهن، نساءنا الكرام، يتكلمن كلهن في نفس الوقت، ثم مع مرور السنين اكتشفت ان معظم مجالس النساء لدينا تسير على نفس النمط، يتحدثن ويستمعن في وقت واحد، ليس هذا فحسب بل ان ما نتعلمه من ديننا الحنيف حول آداب الحديث هو بعيد جدا عن بعض تلك المجالس.
وحتى نعلم حقيقة الفجوة بين آداب الحديث التي علمنا اياها ديننا وبين ما يدور في مجالس النساء اليوم، تعالوا معي نتذكر أهم قواعد آداب الحديث ونقارن بين تلك القواعد وبين ما يدور اليوم في مجالس نسائنا الكرام.
القاعدة الأولی: عدم رفع الصوت، ما رأي النساء لدينا؟ ألا يتفقن معي ان مجالسهن لا تصبح ذات طعم الا بعلو الأصوات وارتفاع نغماتها.
القاعدة الثانية: الانصات الجماعي للمتكلم، لكي تطبق نساؤنا هذه القاعدة فيجب ان نضع لاصقا علی شفاههن جميعا ونرفعه فقط لمن تتكلم.
القاعدة الثالثة: التريث في الكلام، وهذا يعني ايقاف القطار الذي يتحرك أمامهن دائما ويدفعهن الی سرعة الحديث قبل ان يغادر القطار المحطة.
القاعدة الرابعة: الاقبال علی المتحدث بالوجه، وهذه ربما تكون القاعدة الوحيدة المطبقة عند نسائنا، فهن لا يَمللن من التطلع لوجه المتحدثة رغبة منهن بمعرفة أسرار مكياجها.
القاعدة الخامسة: تقديم الأكبر والعالم بالكلام، وهذه قاعدة مفقودة لدينا بل ان العجائز لدينا يشحذن الحديث ولولا الحياء لتم منعهن من الكلام بحجة (حتی لا يتعبن)، أما المثقفات والعالمات فليس لهن أفضلية بسبب ان كل نسائنا مثقفات وعالمات طبعا.
القاعدة السادسة: عدم المقاطعة، قد تتحمل نساؤنا كل القواعد وقد يُجبرن علی تطبيقها كلها الا هذه القاعدة، فهي المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخِل الوفي.
القاعدة السابعة: عدم التناجي بين اثنتين في المجلس، وهذه القاعدة لو طبقتها النساء لدينا لحُلت بها الكثير من مشاكلنا الاجتماعية.
ان مجالس النساء لدينا بحاجة الی ثقافة جديدة تبعد عنها الكثير من السلبيات وتخلق فيها قيم ديننا الحنيف مما سينعكس ايجابا علی مقومات مجتمعنا دون شك.
ولأن المرأة هي مدرسة الأخلاق فقد بدأتُ بها، فمجالس الرجال لا تخلو من السلبيات وان اختلفت أنواعها، يا نساءنا اذا تكلمتن كلكن فمن الذي يستمع؟

د. خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
993.013
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top