مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فوز بنان

طلبة الجامعة طائفيون وقبليون!

د. فوزي سلمان الخواري
2014/09/22   11:17 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

أصبح من الضروري أن ينضوي الفرد تحت أي من هذه التجمعات حتى يحقق ما يصبو إليه


تعد المرحلة الجامعية من أخطر المراحل التي يمر بها الطالب، ففيها تصقل الشخصية وتظهر المهارات والقدرات العلمية والعملية التي يتمتع بها بشكل أوضح، وتزيد من حصيلته الاجتماعية من خلال الاحتكاك بكافة شرائح المجتمع وفئاته.الا ان الطالب / الطالبة في الكويت يتعرض لصدمة في بداية حياته الجامعية فتجعل منه متطرفا فكريا وسلوكيا!.
تابعنا في الأسبوع الماضي انتخابات اتحاد الطلبة والجمعيات والروابط في الجامعة، وأظهرت النتائج ان الاختيار لم يكن مبنيا على ما تقدمة القوائم الانتخابية من برامج تهم مصلحة الطلبة، وليس هذا بالغريب فجميع القوائم تجمعت على أساس طائفي أو قبلي. فبالاضافة الى القوائم الأساسية والتي تشكلت على أسس طائفية أو بالأصح حزبية، ظهرت تزكيات قبلية وتحركات عرقية لحث الطلبة على التصويت وفقا لذلك، واثارة «الفزعة»، وأصبح أمام الطالب المستقل خيارين، فاما ان يدعم هذه القوائم واما ان يعتزل الانتخابات، وقد أوضحت النتائج ان %50 من الطلبة قد اختاروا عدم المشاركة، بينما الـ%50 الآخرون وأغلبهم من المستجدين قد شاركوا وفقا لقناعاتهم القبلية أو الطائفية!.فأين المشكلة؟
ان مجتمع الجامعة هو نواة للمجتمع، وان السنوات القليلة التي يقضيها الطالب / الطالبة في الجامعة، كفيله ان تجعله متعصبا لفئة أو طائفة وناقما على ما عداها. فالمشاجرات واستخدام الأدوات الحادة تكررت في الانتخابات الأخيرة تدلل على ذلك وعلى انعدام لغة الحوار بسبب التعصب للرأي الأوحد، وليس غريبا اذا رأينا في السنوات القادمة ما هو أشد وأكبر.. فمقولة «ان الانتخابات يوم والزمالة دوم» مجرد عبارة يرددها الطلبة، ولكن بالواقع أنهم في انتخابات دائمة يتنافسون ليس لمصالحهم الطلابية بل لمصالحهم العرقية والطائفية، وان هدفهم الاستحواذ على أكبر المناصب وعزل الآخرين، وهذا ينتقل مع الطالب / الطالبة الى الجهة التي يعملون بها والمنطقة التي يسكنون بها والدائرة الانتخابية المسجلين بها والجمعية المهنية...الخ وهذا ما يفسر الحدة في التعامل مع بعضنا البعض التي طغت على الروح الوطنية وعززت روح القبيلة والطائفة في مجتمع يفترض أنه مجتمع مدني!.
أن من واجب الدولة ان تسعى لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ ما عداها، ولكن الواقع الذي تمر به الكويت مخالف تماما لذلك، والشعب انقسم على نفسه ما بين طائفي وقبلي لأسباب عدة أهمها الانتخابات في جميع الجهات، فلافتات الشكر المنتشرة في المناطق وأمام الدواوين والعبارات في التويتر والاعلانات المدفوعة في الجرائد تشكر النواب والشخصيات ولا تشكر الدولة سواء في العلاج في الخارج أو المناصب، وأصبح من الضروري ان ينضوي الفرد تحت أي من هذه التجمعات حتى يحقق ما يصبو إليه، واذا لم يتم تدارك هذا الأمر سنصل الى مرحلة مؤسفة أسوأ مما نحن فيه...

د.فوزي سلمان الخواري
@Dr_alkhawari
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
325.0047
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top