مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رحرحة

منير فوكس 4

أسامة غريب
2014/08/30   12:05 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



مضى حسن مرجان مكملاً حكايته:
أعادوني الى محبسي من جديد، ومن الواضح ان الذين قاموا بالتحقيق معي كانوا من مباحث أمن الدولة الذين تم استدعاؤهم لكشف مؤامرة المجرم الأثيم الذي خطط لقتل زوجة القنصل معرضاً العلاقات المصرية الأمريكية لأزمة خطيرة!.
استمر الضرب المبرح وأضيف اليه الصعق بالكهرباء في كل مكان بالجسم.
كان مرجان يحكي وجسمه ينتفض كأنما يسترجع الشعور كاملاً، ومضى:
جلست متكوراً على الأرض بالغرفة والضابط يقف فوقي..
- يا ابني اعترف وخلص نفسك.. لن نتركك قبل ان نعرف أسماء أعضاء التنظيم.. ان السفير الأمريكي يلاحق القيادة السياسية بالاتصال كل ساعة يريد ان يطمئن على سير التحقيق.
- السفير الأمريكي؟
- نعم السفير الأمريكي.. كُف عن الاستعباط وتحدث كرجل.. أنت تعرف ان السيدة باتريشيا أصيبت بتوتر شديد عندما استيقظت على الجلبة التي حدثت عند النافذة بينك وبين الحارس وأدركت أنك كنت تترصدها.. هي الآن بالمستشفى والصحافة العالمية تتابع الموضوع بينما سيادتك تستخف بنا وتمارس معنا الألاعيب.
- اعرضوني عليها واسألوها اذا كنت أنا الشخص الذي فعل معها ما تقولون.
- نعم وحياة أمك!.. أنت تعلم أنها لم تشاهدك بوضوح.. فقط رأت خيالك أنت والحارس من وراء الستارة وسمعت جانباً من مشادتكما.
- أريد ان أتصل بالتليفون.. أليس من حقي ان أقوم بعمل مكالمة والحصول على محام.
- واضح أنك لا تفهم.. هذه الحقوق مكفولة للصوص وتجار المخدرات وحتى للقتلة في خناقة، أما الارهابيون فلا حقوق لهم.
- أريد على الأقل الاتصال بمديري ورؤسائي الذين لا شك قد أقلقهم غيابي وتخلفي عن العودة معهم بالطائرة.. أريد ان يعرفوا مكاني حتى يطمئنوا زوجتي على حالي.
- ليس بحالك ما يدعو لأي طمأنينة.. ومديرك عرف كل شيء وقد حضر اليك عدة مرات وطردناه بعد ان أفهمناه أنك ارهابي وان القرب منك سيجلب له المتاعب.
وسط آلامي والدماء التي تغطي وجهي لاح لي بصيص من الأمل عندما تذكرت ما قاله لي عن الحارس الذي شاهدني أتلصص على السيدة الأمريكية.قلت له: حضرتك تقول ان الحارس شاهدني؟
- نعم شاهدك وأخذك من يدك بعد ان أمسك بك وأوصلك حتى غرفتك.
- ماذا.. ماذا تقول؟ أوصلني حتى غرفتي؟ كيف هذا؟ تزعمون ان مجرماً يهم باغتيال امرأة القنصل الأمريكي وتقومون بتوصيله حتى غرفته؟
- حارس الأمن الخاص بالقرية مجرد عيّل غلبان.. وقد ظنك متحرشا منحرفا من علية القوم يسترق النظر الى امرأة بثوب النوم ولم يكن يعرف شخصية المرأة فاكتفى باصطحابك لغرفتك انتظاراً لطلوع النهار، ثم كتب تقريراً بالموضوع لرئيس أمن القرية.. ان هؤلاء الحراس اعتادوا على وجود المخنثين الأثرياء وبطبيعة الحال لا يجرؤون على المساس بهم.. يكتفون بكتابة تقارير ويتركون الأمر للبهوات مع بعضهم.. فهمت يا روح أمك؟
- ما رأيك ان تواجهني به حتى يقول لك انني لست الشخص الذي أمسك به وأوصله حتى غرفته؟
- للأسف تلقى في الصباح الباكر مكالمة تفيد بوفاة والدته فاستأذن وسافر الى بلدته بالصعيد لعمل مراسم الجنازة.. لكنه ذكر كل شيء في التقرير ورقم غرفتك مكتوب بوضوح.
- اذا كنت تبحث عن الحقيقة فعلاً هل يمكنك ان تصلني به تليفونياً حتى يتأكد ويؤكد لكم أنكم أخطأتم الشخص المطلوب.
- وهل نحن في انتظار توجيهاتك حتى نقوم بعملنا.. لقد اتصلنا به وأزعجناه بسببك في جنازة أمه فأكد لنا أنه أوصل الشخص المعني الى الحجرة 9060 وانتظر حتى شاهده يفتح الباب ويدخل ويغلق على نفسه من الداخل.
- غير معقول.. غير معقول.
ظل حسن يردد: غير معقول.. غير معقول ثم تهدجت أنفاسه وتوقف عن الحكي بعد ان امتلأت عيناه بالدموع!.
يتبع

أسامة غريب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
913.0113
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top