مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل حقاً مرت 24 عاماً؟!

وليد جاسم الجاسم
2014/08/02   10:25 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



هل حقاً مرت 24 سنة على ذلك اليوم الأسود؟.. هل حقاً مضت 24 عاماً منذ جريمة الثاني من أغسطس 1990 التي استنكرها العالم أجمع.. إلا بعض الأشقاء العرب ممن اصطفوا مع الظـالم ضد الضحية ومع الجلاد ضد القتيل.. بحجج واهية كالحة مثل وجوههم؟!
مع انقضاء نحو ربع قرن على تلك الجريمة.. جريمة الغزو «العراقي» وليس فقط «الصدامي» كما يحب أن يسميه بعض أبناء جلدتنا مع الأسف، مع انقضاء هذه السنين ألا يجب أن نسترجع شريط الذكريات وأحداث تلك السنوات التي مرت فنحاول أن نحاسب أنفسنا ونضع قائمة بما حققناه.. وبما لم نحققه لنعرف أين الصح والخطأ؟.
هل إذا عصرنا الذاكرة لما جرى في تلك السنين من أحداث كثيرة جداً سنجد شيئاً يستحق الذكر والتخليد مما فعلناه نحن في تلك الفترة؟
أثناء شهور الاحتلال العراقي بعد جريمة الغزو، كنا محملين بآمال وأحلام جميلة لمستقبل مشرق إذا استعدنا بلادنا من براثن الغزاة.. هذا البلد الذي حباه الله بالكثير مما يحلم به الآخرون.
لا أحب التشاؤم ولا التقليل من شأن الإنجازات، وبالتأكيد انه خلال ما مضى من سنوات حققنا بعض الأشياء الجميلة، ولكن أظن اننا كنا مطالبين بأن نحقق أكثر.
وهنا.. أنا لست معنياً كثيراً بالإنجازات الإسمنتية وبنايات الكونكريت.. فما قيمة البناء المسلح إذا كانت نفوس الناس ضعيفة ومليئة بالأمراض الوطنية؟.
أكبر إخفاق لنا كشعب واجه ما واجهه هو إخفاقنا في مواجهة ومعالجة الأمراض الوطنية الاجتماعية الفئوية المذهبية العنصرية البغيضة التي تفتك بنا يومياً.. والتي يقتات عليها ويشعل نيرانها دوماً سياسيون باحثون عن البقاء على المقاعد حتى لو كان ذلك على حساب أوطانهم وشعوبهم فلو كان هؤلاء سياسيين سفلة.. فيجب ألا نسمح لهم بالتحول إلى وقود وحطب لطموحاتهم ورغباتهم.
أنا لست مثالياً ولا أطلب دولة فاضلة، لأنني أعلم ان الدولة الفاضلة لن تتحقق أبداً على الأرض التي يسكنها بشر خطاؤون وليس ملائكة.
ولكن أطلب أن نتعلم من الدروس وألا نلدغ من الجحر مرتين. فاللحمة الوطنية هي عمود الارتكاز الأول لبلادنا.. ويجب ألا نغرق في تفتيتها.
أعلم أن الخلافات أعمق من أن يتم الاتفاق عليها، ولكن لسنا مطالبين بأن نغرق فيها.. إنها ممارسات دينية اجتماعية يجب ألا تنعكس على الممارسات السياسية والعملية ولا على المواطنة يجب ان نتعلم كيف نتقبل بعضنا البعض.. نتقبل اختلافاتنا ونتعايش معها.
نقطة أخيرة، وهي ليست بعيدة عما قلت من الأمراض الوطنية بل هي من لبّها.. أتألم كثيراً وأشعر بالأسى عندما أرى شباناً من أبناء الكويت يأخذهم التعصب إلى أبعد مدى فتراهم يترحمون على المجرم صدام حسين.
وليعلم هؤلاء – ممن لا نشك في نواياهم - أن صدام حسين لم يكن مسلماً أصلاً بل هو بعثي والبعث فكر غير إسلامي أصلا.. ولهذا يجب ألا يختلف أبناء الشعب الواحد مهما اختلفت مذاهبهم وأفكارهم في تقييمه بعد جرمه الملموس في حقنا جميعاً وليس في حق فئة دون فئة ولا مذهب دون مذهب.
صدام حسين ومن على شاكلته ممن بلغوا مواقع متقدمة في حزب البعث لا يمكن أن يكونوا مسلمين.
ان من يؤمن بهذه المقولة:
آمنت بالبعث رباً لا شريك له
وبالعروبة ديناً ما له ثاني
من يقل هذا الكفر البواح لا يستحق أصلاً أن يختلف عليه اثنان من الأعداء. فما بالكم بمواطنين مصيرهم واحد ومستقبلهم واحد ومصلحتهم واحدة؟ لا اطلب الذوبان ولا توحد الفكر والمذاهب، ولكن جل ما اطلبه هو التقبل والتعايش.. وهو أمر بسيط.
اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
.. اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناتك.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
442.0049
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top