مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أنا مع وضد

مركز مكافحة الإشاعة.. في مجتمعات الهرج والمرج

د. عبدالله يوسف سهر
2014/08/09   09:28 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أنا
حدثني زميل من المملكة العربية السعودية بأنهم أخيرا استحدثوا مركزا لمكافحة الاشاعة وذلك بسبب تكاثر الأقاويل المرسلة التي تمس المجتمع والدولة.ومن المعروف أن الاشاعة شكل من أشكال الحرب التي يشنها الخصوم بهندسة معينة في سبيل تقويض أركان الطرف الآخر.وفي الحروب تستخدم الاشاعات لالحاق الهزيمة النفسية بالخصم وقد استخدمتها معظم الدول في حروبها بشكل تكتيكي وفعال وكان لها دور بارز في التلاعب بسياسات الخصوم وشغلهم بمواضيع تستهلك وقتا طويلا لمعالجتها.ومع تكاثر وسائل الاعلام الالكتروني الذي أصبح في قيد استخدام الأفراد، وبوجه خاص وسائل التواصل الاجتماعي، كثرت الاشاعات والأقاويل على شكل تهم ومواضيع مفبركة تلفها تقنيات التلفيق مثل الفوتو شوب وغيرها من وسائل تزيد من حدة التصديق لدى المتلقي.وفي وسط مجتمعات تشيع فيها «ثقافة الهرج» لا شك فان الاشاعة تزيد من حدة «المرج» لتكون وضعا مثاليا وحقيقيا لولادة مجتمع «الهرج والمرج».ومما يزيد من تضاعف هذا الهرج والمرج هو تقييد الحريات الاعلامية ووضعها بيد الدولة على الرغم من قرب نهاية هذا الشكل من الوجود.ان مجتمع الهرج والمرج ينتج من خلال تفاعل ثلاثي بين تقييد الحريات أو على الأقل الاعتقاد السائد بأن وسائل التعبير الاعلامي بيد الدولة، اضافة الى عدم وجود عمل حقيقي ينشغل به أفراد المجتمع غير المكوث خلف أجهزة الحواسيب والاتصالات لممارسة بلاغة الشف «والحش»، علاوة على تزايد استخدام تقنيات التواصل وتطبيقاتها وتضاعف خلاياها على شكل فرق ما يجعل الخبر ينتشر بسرعة فائقة خاصة ان كانت تتضمن الاثارة.ان وجود مركبات الثالوث المقيت لا شك بأنها تولد مجتمعا ضعيفا هشا عوضا عن بث روح الفرقة والفتنة والتنازع.كما ان مثل هذا المركب يعمل على تقويض البنية التحتية للدولة بمكوناتها الرئيسية وليس الحكومة كسلطة فقط. في الكويت كبقية المجتمعات يستخدم أفرادها وسائل التواصل الالكتروني ولكن بشكل مكثف تفوق على معظم دول العالم وتلك حقيقة مثبتة وموثقة، بينما تتزايد معها بعض الظواهر السلبية مثل التفكك الاسري والاجتماعي مضافا لها زيادة حدة «السجال» السياسي الذي ليس في كله صحي.فعلى سبيل المثال هناك حالات كثيرة لأسر تحطمت وتفككت بسبب تلك الوسائل وما يبث فيها من اشاعات وليست حقائق لم يدرك أطرافها نسبة التلفيق فيها الا بعد وقوع الفأس بالرأس مثل الطلاق أو الجريمة.كما ان القضايا الفئوية والطائفية التي يغلب عليها طغيان العاطفة والتلفيق والتي تزداد يوميا تأتي على شكل اشاعات «مبرمجة» يقوم بها دراويش المتلبسين بالدين زادت من حدتها.ومن جانب آخر فان التلفيق السياسي الذي تشنه بعض الاطراف السياسية على بعضها البعض أصبح ينتشر بشكل ملعون يتداوله العاقل والجاهل ليشكل حومة جديدة في ثقافة الهرج والمرج التي تقبل كل شيء معقولا كان أم غير معقول.ولنا ان نتساءل هل يعقل أن نترك مجتمعنا عرضة لهؤلاء العاطلين والمرضى النفسيين والمتعصبين والمتخلفين خاصة المتلبسين بجلباب الدين الاسلامي يعبثون في نسيج مجتمعنا ودولتنا؟ في تقديري لقد اصبح من الضروري ايجاد آليات مضادات حيوية تعمل لمعالجة هذا الوضع المريض الذي اصبح بالفعل يقوض أركان الدولة والمجتمع.ولذك يجب ان يكون في قيد جهة تتمتع بالمصداقية والحيادية وليست جهة محسوبة على طرف رسمي أو حزب او أي جهة ذات صلة بأطراف الهرج والمرج.

مع
بالفعل لقد أصبح وجود هذا المركز ضرورة لمعالجة داء ينخر في جسد المجتمع الواحد.وخير دليل على ذلك هو ما تشهده ساحتنا الداخلية على كافة الاصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

ضد
هل هذه دعوة جديدة مغلفة لزيادة القبضة الحديدية للسلطة على الاعلام الحر.يا سادة، العالم تغير وانتقل من مرحلة الاعلام النخبوي للاعلام الجماهيري ونحن نتحدث عن مراكز المكافحات والملاحقات!!!!

د.عبدالله يوسف سهر
sahar@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
353.0179
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top