الأربعاء
15/04/1447 هـ
الموافق
08/10/2025 م
الساعة
08:14
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=370908&yearquarter=20143&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
«داعش» بين سخافتين
فهمي هويدي
2014/07/09
05:33 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
تلك المتابعات أخذت المسألة على محمل الجد وتعاملت مع الفرقعة وكأنها حقيقة وليست مجرد سحابة عابرة في فضاء المنطقة
إعلان الحرب على الجميع دون تمييز هو حماقة كبرى تجعل الصراع بلا نهاية وتكبد الجميع خسائر فادحة
لا أجد أسخف من مسلسل خلافة داعش المعروض علينا هذه الأيام سوى أصدائه في أوساط النخبة المصرية
(1)
لا أعرف الى أي مدى انشغل الرأي العام العربي بحكاية الخلافة الاسلامية التي أعلنتها «داعش» عن بقية مسلسلات شهر رمضان، لكني أستطيع ان أقول باطمئنان ان مسلسل الخلافة لم يضرب بقية مسلسلات رمضان فحسب، وانما نافس مونديال البرازيل أيضا. ومن لديه أي شك في ذلك فليفتح أي صحيفة عربية، وسيجد ان أصداء الخلافة تزاحم أخبار المونديال، والفرق بين الاثنتين ان الأولى فرقعة كبيرة حدثت في بلاد الشام، أما الثانية فهي حقيقة على أرض البرازيل. وظلت الاثارة أهم القواسم المشتركة بينهما، وان تميزت الفرقعة بأن الاثارة فيها مكتوبة بالدم ومحفوفة بالخوف.
مبلغ علمي ان الباحثين في الفكر السياسي الاسلامي اتفقوا على ان الاسلام لم يحدد شكلا ولا نظاما للحكم. ولكنه فقط أرسى قاعدة «الشورى» لتكون أساسا للحكم، بما يعني أنه حدد «قيمة» يصوغها أهل كل زمان، حسب ما تقتضيه مصلحتهم. وقد ظلت الخلافة الراشدة نموذجا فريدا في التاريخ يُشعر المؤمنين بالاعتزاز والفخر.
ولا بأس في ان تختلط مشاعر الاعتزاز بالخلافة عند المؤمنين بالحنين اليها، من باب انعاش الذاكرة وترطيب الجوانح ليس أكثر، اذ لا يستطيع أحد ان يمنع المسلمين من استعادة عصورهم الذهبية واستلهامها، لكن ذلك لا ينبغي له ان يمثل التزاما بمرجعية الشكل، بقدر ما يعني الحث على الاسترشاد بمنظومة القيم الايجابية التي سادت في تلك العصور.
(2)
في عام 1953 أطلق القاضي تقي الدين النبهاني في القدس دعوته الى اقامة الخلافة الاسلامية، وجمع شمل المسلمين تحت لوائها، وأسس لأجل ذلك حزب التحرير الاسلامي الذي لايزال يتبنى تلك الدعوة، وله أتباعه في فلسطين والأردن، وفي شرق آسيا وبعض دول المهجر التي يستشعر بعض المسلمين المقيمين فيها أنهم بحاجة الى مظلة تحميهم. ورغم ان «أمراء» حزب التحرير أعدوا عدتهم لذلك وقسموا العالم العربي الى ولايات، الا ان دعوتهم ظلت محصورة في نطاق الدعوة والتبشير، ولم تذهب الى أبعد من ذلك طوال الستين سنة الماضية، الا ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي تأسس في عام 2006، ما ان حقق بعض الانتصارات العسكرية في العراق وسورية في الآونة الأخيرة، مستعينا بقيادات جيش صدام حسين، ومستثمرا غضب أهل السنة وانتفاضهم، حتى أعلن في 29 يونيو الماضي (أول أيام شهر رمضان) اقامة الخلافة وبيعة الخليفة، ودعا المسلمين في أرجاء الأرض للانضواء تحت لوائه، واستفاد التنظيم من تدهور الأوضاع في العراق واضطرابها في سورية فبسط سيطرته على معظم أنحائها الشرقية وتقدم بسرعة في المحافظات السنية بالعراق. وفي انتشاره فإنه استولى على كميات كبيرة من السلاح الموجودة في مخازن البلدين، وعلى أموال من البنوك التي وقعت في أيديهم. كما وضع التنظيم يده على حقول نفط وأراض زراعية، وهي عوامل وموارد أقنعت قادته بامكانية استمرار دولة الخلافة وتمددها.
ثمة لغط مثار حول دور الأطراف الخارجية في اطلاق داعش وانقضاضها المفاجئ، كما ان هناك جدلا حول طبيعة وهوية التنظيم في كل من العراق وسورية، وكونه يتسم بقدر من المرونة ويحرص على التعاون والتفاهم مع العشائر في العراق، فضلا عن اعتماده على قيادات محلية عراقية. أما في سورية فهو أكثر عنفا وأشد قسوة وغلظة، ومن بين قياداته «مجاهدون» قادمون من الخارج، أبرزهم مسلم من جورجيا تسمى باسم أبوعمر الشيشاني، ينتسب الى كيان اسمه «جيش المغتربين والأنصار»، الذي يضم عددا كبيرا من المقاتلين المسلمين الذين ينتمون الى الجمهوريات السوفيتية السابقة.
على أهمية تلك الخلفية، الا ان ما يهمني في السياق الذي نحن بصدده هو مسألة الخلافة المعلنة، التي أصبحت تحتل حيزا كبيرا من التغطية والمتابعات الاعلامية. وقد أثار انتباهي ان تلك المتابعات أخذت المسألة على محمل الجد، وتعاملت مع الفرقعة وكأنها حقيقة مستقرة على الأرض، وليست مجرد سحابة عابرة في فضاء المنطقة ضمن تجليات الفوضى التي تعتمل بين جنباتها.
من المفارقات ان حزب التحرير، الذي اعتبر الخلافة ركيزة مشروعة وغاية مرادة، أصدر بيانا في عمان اعتبر فيه اعلان الخلافة، الذي أصدرته «داعش»، «لغوا لا قيمة له.. لا يقدم ولا يؤخر». كما ان اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي، أصدر بيانا في 7/3 أعلن فيه «أن اعلان فصيل معين للخلافة باطل شرعا، لا تترتب عليه أي آثار شرعية، بل تترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق والثورة في سورية»، واعتبر الاعلان تعبيرا عن «الافتقار الى فقه الواقع وأشبه بالانقضاض على ثورة الشعب، التي يشارك فيها أهل السنة بكل قواهم».
الدكتور أحمد الريسوني، الفقيه المغاربي ونائب رئيس اتحاد علماء المسلمين، نشرت له صحيفة «التجديد» (فى 7/1) تصريحا، قال فيه ان اعلان الخلافة الاسلامية ليس أكثر من وهم وسراب وأضغاث أحلام، سواء من ناحية الواقع العملي أو من الناحية الشرعية، وأضاف قائلا ان البيعة المزعومة تمت من أشخاص مجاهيل لشخص مجهول في صحراء أو كهف من الكهوف، فلا تلزم ولا تعني الا أصحابها».
(3)
من الأمور الجديرة بالملاحظة ان كثيرين انشغلوا بفرقعة اعلان الخلافة، الأمر الذي صرف انتباههم عن العوامل الكامنة وراءها أو البيئة التي أفرزتها. ومن ثم فان أبصارهم اتجهت صوب تنظيم «داعش» وممارساته في العراق وسورية. ولم يدركوا ان التنظيم هو جزء من مشكلة، ولكنه ليس جوهر المشكلة. ذلك أنه في جذوره حركة مقاومة عراقية ضد الاحتلال الأمريكي ارتبطت بتنظيم القاعدة، لكنها انفصلت عنه لاحقا وتبنت مشروع الدولة الاسلامية في سورية والعراق، ولم تتخل تماما عن رسالتها العراقية، لذلك فإنها لقيت تعاونا من جانب ضباط جيش صدام حسين ومن العشائر ومن قواعد أهل السنة، التي ضاقت بالحكم الطائفي في بغداد. لذلك فإنني لا أبالغ اذا قلت ان التنظيم فيه من التعبير عن انتفاضة أهل السنة العراقيين وتجسيد غضبهم واحتجاجهم، بأكثر مما فيه من تطلعات التبشير باحياء الخلافة.
يستوقفنا في هذا الصدد ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بدا مدركا لتلك الحقيقة، أكثر من أغلب «الخبراء» والمحللين العرب. على الأقل فذلك ما كشف عنه محضر اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي نشرت نصه جريدة «الحياة اللندنية» في 7/3 الحالي. اذ ذكر النص في أكثر من موضع ان الرجل انتقد السياسات الطائفية «غير الحصيفة»، التي اتبعها المالكي، والتي أثارت استياء وغضب أهل السنة والأكراد، وقال ان منظمة «داعش» ارهابية حقا، ولكن ليس كل الذين وقفوا معها سواء كانوا مقاتلين أو مساندين، ليسوا ارهابيين أو تكفيريين، ولكنهم مواطنون عراقيون معتدلون حاربوا ضد تنظيم القاعدة في الماضي، ويطالبون الآن برفع المعاناة عنهم والكف عن التهميش والاقصاء. وما كان لهم ان يلجأوا الى المقاومة المسلحة ومساندة «داعش»، الا لأن خياراتهم ضاقت جراء السياسات الرعناء التي اتبعتها حكومة المالكي.
(4)
بعض عناصر النخبة المصرية قرأت الحدث من منظور آخر، فهي لم تقرأ الأزمة السياسية الداخلية في العراق، ولم تتوقف عند غضب أهل السنة ومعاناتهم. ولكنها حصرت اهتمامها في التعليق على مسألة اعلان الخلافة الاسلامية، وفي القسوة المفرطة التي اتبعتها «داعش» مع مخالفيها، والقهر الذي مارسته بحق الذين خضعوا لولايتها.ثم وظفوا ذلك كله لصالح حسابات السياسة الداخلية والصراع الحاصل الآن في مصر بين السلطة والاخوان، وكانت الرسالة التي حرصوا على توصيلها هي ان «داعش» هي النموذج الذي يسعى الاسلاميون الى تطبيقه حيثما وجدوا. وأن الجميع لابد ان يحمدوا الله ويشكروا الرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه أنقذ مصر من المصير البائس، الذي حملته «داعش» الى المناطق التي خضعت لسلطانها. للدقة فان ذلك لم يكن خطاب تلك الفئة من النخبة المصرية فحسب، ولكني وجدت صدى له في صحف الدول الخليجية، التي تقود الحملة ضد تجليات الربيع العربي. حيث شاهدنا صور الاعدامات التي نفذها تنظيم «داعش»، وهي تتصدر الصفحات الأولى لبعض صحف تلك الدول، في رسالة ضمنية تقول للرأي العام هذا هو المصير الذي ينتظركم اذا ما وصل الاسلاميون الى السلطة، وهي الرسالة التي حرص بعض السياسيين على التلميح اليها في عدة مناسبات أخيرة. وقد قرأنا هذا الأسبوع تصريحا لأحد القادة العرب علق فيه على تفاعلات الداخل وأزماته التي جلبها نظامه، قائلا لبني وطنه: «اذا نظرتم حولكم فستدركون أنكم أفضل كثيرا من غيركم».
ليس عندي دفاع عن تجربة الاسلاميين في السلطة. ولكن ما يعنيني في اللحظة الراهنة هو الخطأ المتعمد في قراءة الحدث، وتوظيفه لصالح حسابات الصراع الداخلي. في تجاهل وانتهاك لقيم المعرفة والأمانة العلمية، من شأنه ان يضلل القارئ ويشوه ادراكه.
أخطر ما في ذلك الخطاب انه يضع الجميع في سلة واحدة، ويعتبر ان فكرة الاعتدال الاسلامي خرافة روجتها بعض الجماعات وحيلة انطلت على كثيرين. والحقيقة من وجهة نظرهم أنه لا فرق بين طالبان وبوكو حرام وداعش وبين الاخوان وحزب الوسط وحركة النهضة التونسية وحزبي التنمية والعدالة في المغرب وتركيا. فكلهم ارهابيون حملوا أسماء متباينة وأخفوا قسماتهم تحت اقنعة مختلفة. وقد عبر عن ذلك أحدهم حين كتب قائلا: كلهم داعشيون. وهي ذات الفكرة التي تبناها غلاة المحافظين في الولايات المتحدة ويروج لها بشدة «اللوبي» الصهيوني هناك.
لقد أشرت قبل قليل الى محضر لقاء وزير الخارجية الأمريكي مع رئيس الوزراء العراقي، الذي حرص فيه الأخير على تصوير معارضيه بأنهم جميعا ارهابيون وداعشيون، فما كان من الوزير الأمريكي الا ان أكد له أنه يتعين التمييز في المعارضين بين المتطرفين منهم والمعتدلين. وهو المنطق الذي ينبغي ان يفكر به أي سياسي مسؤول. ليس فقط تقريرا للواقع، وانما أيضا لكي يجد طرفا يستطيع التفاهم معه. لأن اعلان الحرب على الجميع دون تمييز هو حماقة كبرى تجعل الصراع بلا نهاية وتكبد الجميع خسائر فادحة. ومن المؤسف والمحزن ان نجد بعض مثقفينا في مصر يؤججون تلك الحرب المفتوحة حتى وصفهم أحد الكتاب العرب بأنهم أصبحوا بمثابة «كتيبة ابادة» (الحياة اللندنية 7/3).
ان مقاومة «شيطنة» الاسلاميين جميعا أصبحت ضرورة ملحة، في وقت صار فيه الفرز فريضة غائبة وأحد سبل الخروج من المأزق السياسي الذي نعاني منه.
فهمي هويدي
أخبار ذات صلة
تدوير العلي بين تطبيق القرار ومضاعفة الأضرار
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
16/12/2014 09:51:13 م
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
02/12/2014 10:14:33 م
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
25/11/2014 11:29:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
01/10/2014 09:57:30 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
349.0038
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top