مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أغلوطات الأشاعرة فيما ينسبونه لأهل السنة والجماعة (4)

فرج المرجي
2014/06/01   09:48 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أخي - القارئ الكريم - بعدما ذكرتُ لك أصول الأشاعرة، وأصول أهل السنة والجماعة، التي بنى كل فريق منهم مذهبه عليها، وظهر لك - بل لكل منصف - ما بينهما من الفروق، وحتى تكون على بيّنة من الأمر، ولكي لا يَغُرُّك قول من يقول، ان أهل السّنة والجماعة هم الأشاعرة، أو ان الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، وذلك لبعد ما بينهما.
وبما ان أهل السّنة والجماعة هم أهل الحق، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وأدرك الأشاعرة هذا المعنى، وهذه الحقيقة، صاروا يُلصقون أنفسهم - ظلما وزورا - بهذه الطائفة والجماعة، التي تمسكت بميراث النبوة، وخير قرون هذه الأمة، ففازوا بهُدى الله لهم لما اختلفوا فيه من الحق باذنه، والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.
فكان من جملة ما يدل على بُعد ما بين الفريقين واختلاف أصولهما، ان أهل السنة والجماعة يثبتون علو الله تعالى بذات فوق سماواته وجميع مخلوقاته، وذلك لدلالة كلام الله تعالى عليه وأخذهم به، ودلالة صحيح سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعتماهم عليها.
فما أكثر الأدلة الدالة على علو الله بذات، قوليةً كانت أو فعليةً أو تقريريةً، وأما الأشاعرة فقابلوا هذه الأدلة بأصولهم العقلية، ليبطلوا الوحي بالعقل، فقالوا كيف؟ ولم! وهذا يلزم منه كذا وكذا! وهذا لا يثبته العقل! وغيرها من حجج أهل الكلام، الذين اتخذوا الجدال والمراء أصلاً في اثبات عقائدهم، ولكنها - ولله الحمد - على حد قول القائل:

حجج تهافت كالزجاج تخالها
حقاً وكل كاسر ومكسور

{مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} ولو قالوا {آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَالَيْكَ الْمَصِيرُ} لكان خيراً لهم من هذه المعارضات، التي تجري على البشر والمخلوقات، وأما الله سبحانه وتعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وما الذي يَضرُّهم لو أثبتوا ما نطق به القرآن، وتوقفوا حيث توقف القرآن، أليس أسلم لهم، وأعلم وأحكم؟! واليك أخي طالب الحق، ما استدل به أهل السنة والجماعة ورفضه الأشاعرة، مما فيه اثبات علو الله تعالى بذاته، من دون تَنطُعٍ ولا تَشدق ولا تَفيهقٍ، ومن دون تعقيد أهل الكلام وأهل المنطق، بل كلام عليه نورٌ الحق تقبله الفطر السليم من حين سماعه {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}.
قال الله تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا} [الزمر: 23]، والانزال يدل على علو المُنزِّل، وقال تعالى {الَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وقال تعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ الَيْهِ} [المعارج: 4]، فاذا لم يكن في العلو فأين تعرج؟ ولمن تعرج؟!. {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، أي على السماء لأن في تأتي بمعنى على كما في قوله {سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 11]، أي على الأرض {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، أي على جذوع النخل. وقال تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] وقوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].
أما من السّنة فقد قال - صلى الله عليه وسلم - (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء) وقوله (أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) ولما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأَمةَ (المملوكة) أين الله؟ فأجابت بقولها في السماء فقال أعتقها فانها مؤمنة، فشهد لها بالايمان لصحة جوابها.
وهذه كلها أدلة صحيحة صريحة، وغيرها مما لم ننقله أكثر مما نقلناه لكم، وان كان المؤمن يكفيه دليلٌ واحدٌ صحيح صريح.
والعجب من هؤلاء الأشاعرة، أنهم ممن يحتفل ببدعة الاسراء لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، ثم المعراج الى السماء السابعة حيث كلمه اللهُ فيها، وفرض عليه الصلوات الخمس، فالمعراج الى الله يدل على علوه بذاته فوق مخلوقاته، وهناك فطرة في قلب كل مخلوق، أنه اذا دعا الله رفع بصره الى السماء، وهذه تدل على علو الله تعالى بذاته.
وكذلك النملة التي رآها نبي الله سليمان - عليه السلام - تستسقي وهي مستلقاة على ظهرها رافعة قوائمها الأربع تدعو الله وتستسقيه تدل على ان الحشرات مقرةٌ بعلو الله تعالى بذاته، وأنه فوق سماواته وجميع خلقه.
ولكي لا نطيل عليك- أخي القارئ الكريم- للحديث بقية تأتي ان شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه فرج المرجي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
546.0076
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top