مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أُغلوطات الأشاعرة فيما ينسبونه لمذهب أهل السُّنة والجماعة

فرج المرجي
2014/05/11   09:50 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمازال كلامنا معكم فيما واعدْنا به قارئنا الكريم، وحول عنوان مقالنا، حيث ان من الظلم، القول بأن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، والأشد ظلماً، القول بأن الأشاعرة، هم أهل السنة والجماعة، كيف وهم مخالفون في أصول الدين، لأهل السنة والجماعة، بمثل مصدر التلقي، والتوحيد والايمان، والقدر والصفات، غيرها مما أشرنا اليه في مقالٍ لنا سابقٍ، تحت عنوان (هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة).
والظلم يزداد من الأشاعرة، على مذهب أهل السنة والجماعة، حين يتهمون أهل السنة والجماعة، أو ينسبون اليهم، ما هم منه براء، من الأسماء والألقاب، التي ينبزون بها أهل السنة والجماعة، ارجافاً وتخويفاً، تحت قسر الارهاب الفكري، والتدليس والتعميةِ، للحق وللخلق، فتكلمت عن بعض هذه المسميات والألقاب فيما كتبت في الأسبوع الماضي، وها أنا آتي على ما بقي منها.
- فمن جملة ما يرمي به الأشاعرة، أهل السنة والجماعة، قولهم فيه أنهم مفوضة، فسبحانك هذا بهتان عظيم.
أولاً/ ما هو التفويض؟ ومن هم المفوضة؟
- التفويض لغةً مِن فوَّض اليه الأمر، أي صيّره وجعله اليه، ومنه قوله تعالى {وأفوّض أمري إلى الله}.
واصطلاحاً تفويض علم صفات الله، معنى'' وكيفا، فلا علم لهم فيه.
وأما من هم المفوّضة؟ فهي فرقة ممن تنتسب للاسلام، لا علم لها بما تقرأ من آيات الصفات، في كتاب الله، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج على اثرها الممثلة، ثم المعطلة، ثم المحرفة - أهل التأويل الباطل - ولذلك قال بعض علماء السلف، ان قول المفوّضة، من شر أقوال أهل البدع، لأن بسببهم، تجرأ من بعد، على الكلام في باب صفات الله تعالى.
وبما ان كلام الله تعالى - وهو القرآن - وهو ظاهر التبيان ووضوح، وجب على المكلفين ان يعقلوا منه ما هو ظاهر منه، كألفاظه ومعانيه، لأن الله تعالى تكلم به بلسان عربي مبين، ومعانيه نقرأها بأبصارنا وندركها بعقولنا، وأما ما وراء ذلك، فلا نتخوض فيه، ولا نَقْفُ ما ليس لنا فيه علم، وانما نَكِل علمَه الى المتكلم به، وهو الله - تبارك وتعالى - فلم نره بأبصارنا، ولم ندركه بعقولنا، ومما علمناه من كلام ربنا، معاني صفاته، الدالة على كماله، فوجب الايمان بها، واخبار الناس ليؤمنوا بها، لكي يعرفوا قدرة الله فيهم، وسعة ورحمته، فيخافوه، ويتعرضوا لرحمته، وهذا مما لا يجوز تفويض علمه، لأن تفويضه قصور في الفهم وادراك معناها معلوم للمكلفين، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على أصحابة آيات صفات الله، فيدركون منها معانيها فيخافون الله، ويرجون رحمته، ولم ينقل عنهم تفويض معانيها البتةُ.
فيتلخص للقارئ الكريم ان التفويض عند أهل السنة والجماعة - لنصوص صفات الله - على نوعين، تفويض معنى، وتفويض كيفية.
فأهل السنة والجماعة، لا يفوضون معاني صفات الله، بل يدركونها، بما أخبر الله به عنها، ويفوضون كيفيتها، لأن الله لم يخبرنا عنها، على حد قول الله تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فنفي مثلية صفاته، موجب لنفي ادراك كيفيتها، وقال تعالى {فلا تضربوا لله الأمثال} ولذلك كان مذهب أهل السنة والجماعة، أنه لا يجوز اطلاق الخيال والفكر، بتصور كيفيات صفات الله تعالى.
ومن أراد تقريب وتصور ما ذكرته، فلينظر لصفة الذات - لله تعالى - نجدنا نثبتها لأنا ندرك معناها، ونفوّض كيفيتها لعدم ادراكنا لحقيقتها.
فإدراك الشيء لا يكون الا: 1/ بالخبر الصادق. 2/ وجود النظير. 3/ العلم بكيفية الذات.
وأنَّى ذلك في صفات الله، فوجب ادراك المعنى لصفات الله، وتفويض كيفيتها.
فأهل السنة والجماعة ليسوا بالمفوضة لما يدركون، ولا يتكلمون فيما لا يعلمون، فاتهامهم بالتفويض بهتان أو تدليس، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كتبه/ فرج المرجي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
804.9918
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top