مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

أيام الكفاح وعصر النفط (2-2)

د.شملان يوسف العيسى
2014/01/25   08:54 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الشباب الكويتي كانوا في السابق أكثر جدية وإخلاصاً وأخلاقيات


كتاب محمد صالح العنزي الذي تطرقنا له في مقالنا السابق أكثر من رائع، لأنه يروي قصة شاب فقير من أهل البادية شق طريقه من عامل بسيط في شركة النفط إلى مسؤول في شركة قبل تقاعده.
بداية عمل المؤلف في شركة نفط الكويت كانت طموحة.. حيث بدأ عامل طوب كما ذكرنا لكن طموحه جعله يتعلم الطباعة باللغة الانجليزية على يد ابن خالته القادم من السعودية في عام 1953 وسجل نفسه في شركة النفط وثارت ضجة حول توظيف طفل في شركة نفطية وسخر منه الموظفون الانجليز وعندما أصر على تدريبه في المدرسة الصناعية قال عنه المسؤول الانجليزي انه صغير في السن لكن تم توظيفه فراشا في الشركة وبعدها عمل سائقا وبعدها تدرب وأصبح كهربائيا.
الفصل الخامس خصصه لوصف مدينة الاحمدي آنذاك وكيف تم تقسيمها وتوزيع أماكنها ومساجدها وكنائسها وحتى مقابرها..
أما في الفصل السادس فقد تحدث عن حياته الجديدة في عالم النفط وتدريبه على آلات الحفر العملاقة (الرف RIF) واسترسل في وصف الأماكن خارج المنطقة الصناعية وكيف تم نقله إلى مدرسة المقوع الصناعية وكيف التحق بقسم الكهرباء وترقى في وظائفه المختلفة حتى أصبح مدير ومشغل مركز التجمع Operator قبل تقاعده.
ما دفعني لمراجعة كتاب أيام الكفاح وعصر النفط للكاتب محمد صالح العنزي هو كيف كافح هذا الشاب الفقير من أهل البادية وناضل وتعلم وأجاد عمله بكل صدق وإخلاص وإصرار على تعلم كل شيء جديد لتحسين وضعه المعيشي وإصراره على المواظبة في عمله والالتزام المفرط في الوقت.. وقد أقر الكاتب واعترف بفضل الانجليز عليه حيث تعلم كل شيء منهم وقد أشاد بالتعامل مع الانجليز فهم لا يؤمنون بالواسطة والمحسوبية.. بل يقدرون العمل والإنتاج والالتزام بالمواعيد فهم لا يجاملون على حساب العمل والإنتاج وشعارهم (تعمل بجد وتبرع في العمل تحصل على مردود مهم).. وذكر في نهاية كتابه أن الشركة قبل التأميم كانت حريصة جدا على التوفير.. فمثلاً حقول برقان والمقوع كان يديرها شخص واحد مسؤول (مشرف) وكذلك حقول الشمال.
الكتاب مليء بأسماء الأشخاص والمواطنين الذين عملوا معه بالشركة وهو كتاب ممتاز يستحق القراءة من الشباب اليوم ويدحض ما يقال بأن أبناء البادية لا يهتمون بالعمل ولا الالتزام به.
واقع الحال يقول إن الشباب الكويتي سابقا كانوا أكثر جدية وإخلاصا وأخلاقيات لأنهم فعلا يحتاجون إلى لقمة العيش.. اليوم خربتنا الدولة الريعية.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
302.0055
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top