مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رحرحة

أيام مدهشة!

أسامة غريب
2014/01/07   09:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



من يتابع الحالة في مصر هذه الأيام يلفت انتباهه ان هناك خناقة أو عركة لا معنى لها يتم افتعالها كل عدة أيام، ويلاحظ أيضاً ان وسائل الاعلام تتبنى هذه العركات كما لو كانت أحداثاً جساماً تهم العالم أو تخص مصالح الوطن الكبرى.. لا أقول ان الميديا المحلية تغطي الأحداث ولكن تقف حول المتشاجرين تناول هذا سيفاً وتعطي ذاك شومة وتنفخ في النار حتى يستعر الأوار وتأخذ العركة مداها وتشغل الناس بالقدر المطلوب ثم تهدأ الهيصة، بعدها تلتفت وسائل الاعلام الى خلاف تافه جديد تصطرع الأطراف وتتقاتل حوله بينما يتحلق الشعب حول الشاشات يتابع آخر فصوله المخزية!.وأتصور ان الأجيال القادمة بعد عشرات السنين عندما تعود الى صحف هذا الزمان وشرائطه التلفزيونية ستجد ان المصريين انشغلوا جداً بموضوع يخص دمية لعبة على غرار العروسة باربي واسمها أبلة فاهيتا.. سوف يذكر التاريخ ان مواطناً مصرياً اتهم العروسة بأنها ضالعة في مؤامرة ضد الوطن وان الجهات الرسمية تعاملت بمنتهى الجدية مع البلاغ خشية ان تكون أبلة فاهيتا ستاراً لمجموعة ارهابية تبغي شراً بمصر. وقد يحتفظ الأرشيف بمساهمات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض وساخر في هذا الموضوع الذي لم نشاهد ما يشبهه الا في الكوميديات شديدة العبثية مثلما في اسكتش العقلاء الذي قدمه اسماعيل يس منذ ستين عاماً وفيه يطلب نيرون الولاعة لاحراق روما ويتصارع شخصان على أيهما نابليون بونابرت بينما يحاول عنترة بن شداد اشعال «صُباع كفتة». وسوف يقرأ الناس أيضاً في المستقبل وهم يستدعون صحف أيامنا عن تسريبات تتعلق بمحادثات خاصة بين مواطنين تذيعها قناة تلفزيونية بمنتهى الفخر والسعادة متهمة هؤلاء المواطنين بالتآمر على الوطن دون ان تقدم أي دليل ادانة للقضاء وكأن التشهير هو الهدف.هذا نموذج للقضايا الساخنة التي يجلس الناس حول المدفأة في هذه الشتوية ليتسامروا بشأنها. أما اذا أراد الناس في المستقبل ان يعرفوا شيئاً عن الأغاني التي ذاعت في أيامنا هذه وشكلت وجدان الناس فلن يجدوا دالاً على المرحلة أبلغ من أغنية «أديك في الجركن تركن» وهي أغنية نالت من الشهرة والذيوع ما جعلها تتصدر الاذاعات والشاشات وتنطلق من المحال والمقاهي والسيارات الخاصة والتاكسيات..تقول بعض كلمات الأغنية:
أديك في الحارة سيجارة
أديك تلبس نضارة
أديك درسين في السكة
أديك ترسم ع الدكة
أديك بالكزلك سيف
أديك على قد الكيف
أديك بس اوعى تخون
أنا عايزك عم الكون
أديك في الأرض تفحّر
أديك في السقف تمحر
أديك الصح ف وشّك
أديك ولا عمري أغشك
أديك كشاف ع العين
وتشوف الحاجة اتنين.
ولابد لمواطن المستقبل الذي سيطالع هذا كله ان يتساءل: اذا كان هذا هو النص في زمانكم فكيف كان الخروج على النص؟.. وهو السؤال الذي قد لا يقوى على احتمال اجابته!.

أسامة غريب
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
274.012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top