مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

البيت العتيق

«محطات» مع كبار في حياتي؟؟

خالد سلطان السلطان
2014/01/12   09:16 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

إسلامنا بريء من الإرهاب ورفع السلاح على الآمنين والسعي إلى زعزعة الأمن


علمني الرجل الكبير والدي الغالي (بوعادل) رحمة الله عليه (ان احترام الكبار واجب حتى لو جاءك منهم ضرر) وهذا الكلام تعلمته بعد ذلك من خلال الخطب والدروس المنهجية التي تلقيتها بعد دخولي لعالم الالتزام (سائلا ربي الثبات لي ولكم على طاعته ورضاه) والذي بدأ في مسجد (الامام احمد بن حنبل - بالفيحاء) ويوم كان امامنا وخطيبنا القدوة الحسنة بدينه ومنهجه واخلاقه الشيخ رجب عودة والذي كان يتمثل المنهج السلفي قولا وعملا وكان شيخنا ومربينا وموجهنا يومئذ (شامة السلفيين) و(مؤسس العمل السلفي المعاصر) بلا منازع فضيلة الشيخ عبدالله بن خلف السبت فرحمة الله عليهما من رجال صادقين.
لقد حبب الله الي الجلوس مع كبار السن منذ الصغر ولعل ذلك يعود لاصطحاب والدي وجدي (بو عبدالعزيز سعد السلطان) لي ولإخواني لتلك المجالس فكانت سببا غير مباشر لذلك الحب ولكنني اجزم ان مجالسة الكبار فيها من الفوائد للناشئة بما لا يحصيه العاد (فخذها يا ايها المربي)!!.

< العم محمد العصيمي:
العم (بوحامد) كان من اهل الطاعة والخير فهو سباق في حضور صلاة الجماعة كما كان سباقا في فعل الخيرات وهذا لا يماري فيه احد.
فأول لقاء كان بيني وبينه في ديوانه العامر بالفيحاء وكنت في صحبة والدي رحمة الله عليهما ولما كبرت واصبحت خطيبا في الفيحاء وخطبت بعض الاشهر بدلا عن شيخي خالد الخراز في مسجد (الخلف) قويت العلاقة بالعم بو حامد واصبحت بيننا المناقشات المثمرة بعد كل خطبة تقريبا وكان يتعاهدني رحمه الله باللقاءات الخاصة في مختصره في الديوان وتكررت لي الدعوات الخاصة منه لحضور مناسبات متفرقة تخص (آل العصيمي) الكرام فاستفدت منه التؤدة والحكمة والنظر البعيد كما لا انسى ذلك اللقاء الذي خصني به والشيخ خالد الخراز على اثر شائعات سياسية خرجت ابان انتخابات مجلس الامة والتي يكثر فيها القيل والقال فخرجنا منها بما يرضي الله من القول وذبينا عن عرض اخواننا السلفيين ما الصق فيهم ظلما وزورا فرحمة الله على هذا الرجل الكبير بكل المقاييس وعظم الله اجره واجر اهله وذويه واحبابه.

< العم عبدالله الحبيب:
بوعبدالعزيز ذلك الرجل الصالح ولا ازكي على الله احدا وكان من ابرز رجال الفيحاء فلم اعرف احدا ينازع في طيبه وحبابته فقد كان محبوبا من الصغار قبل الكبار وعرف بابتسامته المشرقة التي لا تغيب عن محياه في (كل وقت) كما كان متميزا رحمه الله بانه كان سندا ومحاميا عن الشباب الملتزم امام اقرانه من (الشيبان وكبار السن اذا ظهر منهم النهر والشدة احيانا) وسبحان الله فمن كان منهم شديدا بالامس اصبح اليوم هينا لينا ولطيفا معهم وسببه هو ما رأوه من صدق وحسن الخلق والمعاملة من الملتزمين (فهذا ديننا)!!
لقد تمكنت من تقبيل جبين والدنا العم بوعبدالعزيز قبل تغطية وجهه بالكفن فودعته وداع الابن لابيه واملي بالله كبير ان يرحمني واياه ووالدي وموتانا وموتى المسلمين وان نلتقي في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء (اللهم آمين).

< سفير الكويت الخيري جمال الحداد:
ما تألمت كألمي حين جاءني خبر وفاة اخي الكبير بوعبدالرحمن فكانت وفاته صدمة والله ولكن احمد الله الذي ثبتنا على الصبر لها، فأخي جمال كاسمه جميل في اخلاقه واقواله وافعاله فقد كان مدرسة عملية للعمل الخيري والتطوعي وكان سباقا للسفر الى دول العالم واخصها (شرق آسيا) والتي يشهد كل قطر منها لفضله وانجازاته ومن وطأت اقدامه هناك فسيجد المدارس والمعاهد ودور الايتام والارامل والمراكز والجامعات اضافة للمشاريع التنموية والتي يصب ريعها لأعمال البر والاحسان بتخطيط مبارك منه رحمه الباري.
ان وفاته فيما اراه (حسن خاتمة) و(الله اعلم وارحم) فقد خرج من الكويت قاصدا القيام بمشاريع تنموية ودعوية في اقليم اوجادين الذي لم يسبقه احد بذلك فيعتبر هو اول داعية قام بمثل هذه المشاريع هناك فوفاته في هذه الديار من اجل هذا القصد نحسبه (جهادا في سبيل الله) فالسعي للنماء وبذل الخير للخلق والعمل في البناء هي رسالة السلفيين ولله المنة وذلك لاننا نرى ان الارهاب ورفع السلاح على المدنيين والسعي وراء زعزعة الامن والعمل بوسائل تحققها من المحرمات الشرعية امر محمود او مسنون او دين يتقرب فيه الى الله وان استحلها اصحاب الافكار المنحرفة والمبتدعة من ابناء الجماعات والاحزاب فإسلامنا بريء منها ومنهم!! لقد كان الحداد خير سفير للكويت ومثالا للشباب الكويتي في الهمة العالية والنشاط والعمل الدؤوب فكان لا يعرف الملل ولا الكلل ولا اليأس امام الصعاب فقد ذللها الله امامه بعد صبر ويقين حتى اصبح اليوم معاشر الدعاة وطلبة العلم يسافرون للتعليم والدعوة في تلك البلدان في مراكز ومعاهد وكليات بنيت وانشئت بعد فضل الله تحت يده وجهده وبأموال اهل الكويت البيضاء.
رحمك الله يا اخي جمال ولا اقول الا (ما يرضي ربنا) وانا (على فراقك لمحزونون) وأسأل الله ان نلتقي في جنة الله فهو الكريم المنام والبشرى كل البشرى بذريتك المباركة والتي ستسير ان شاء الله على ما سرت عليه في باب قل من يستمر فيه لما فيه من مشاق!!
واختم بأبيات الرثاء التي سطرها شيخنا خالد الخراز فقال:
جمال الخير تبكيك النجوم
وارض الناس يغشاها الوجوم
لجمع الاهل والاصحاب دمع
كفيض القطر صبته الغيوم
وصوت البر في الآفاق يعلو
وداعا ايها الرجل الكريم
وارض من وراء البحر قالت
جمال الخير ذكراه يدوم
فيا من قد رحلت جزيت خيرا
وساعي الخير مسكنه النعيم
وفقدك يا جمال له عزاء
فمن ذاك الذي منا يدوم


د. خالد سلطان السلطان
kalsultan@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
664.9976
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top